موسكو تعلق مفاوضات السلام السورية... ومعركة الرقة تقترب
• اتفاق روسي - تركي على الأكراد
• «البنتاغون»: نجاة مقاتلتين أميركية وروسية من اصطدام
عقب ساعات من الكشف عن عملية عسكرية ضخمة على حلب، نعى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، مفاوضات السلام والعملية السياسية في سورية، متهماً التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بعدم ضبط فصائل المعارضة وعرقلة العملية العسكرية الروسية.
رغم تراجع حدة المعارك على أطراف حلب الغربية في اليوم الخامس لهجوم فصائل المعارضة لكسر الحصار عن معاقلها في الجهة الشرقية المفروض منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن خطوات "المعارضة المعتدلة" تؤخر بدء العملية السياسية في سورية إلى أجل غير مسمى، متهماً إياها "بقتل العشرات يومياً خلال هجمات كثيفة بمشاركة أكثر من 2000 مسلح على أحياء سكنية ومدارس ومستشفيات بدعم من 22 دبابة معتدلة و15 مدرعة و8 سيارات يقودها انتحاريون وراجمات صواريخ".وتساءل شويغو، في اجتماع بموسكو مع كبار القادة العسكريين نقله التلفزيون، "هل هذه هي المعارضة التي يمكن التوصل إلى اتفاق معها؟". وأجاب:" يجب تصفية الإرهابيين في سورية والعمل بشكل مشترك وليس عرقلة عمل الشركاء. ويستغل المسلحون ذلك في مصلحتهم"، مشيراً إلى أنه "بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين لا نستخدم الطيران منذ 16 يوماً في حلب".واتهم شويغو التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعدم ضبط المعارضة وعدم التحرك بشكل منسق وعرقلة العملية العسكرية الروسية في سورية، معتبراً أنه "نتيجة لذلك، فإن احتمالات البدء بتسوية سياسية وعودة الشعب السوري إلى حياة هادئة أرجئت الى أجل غير مسمى".
المجموعة البحرية
وإذ استغرب وزير الدفاع الروسي منع بعض الدول السفن الحربية الروسية من دخول موانئها تحت ضغط واشنطن وحلف شمال الأطلسي، أشار إلى أن إلى القوات الموجودة في حميميم وطرطوس مزودتان بكل ما يلزم لتجهيز المجموعة البحرية بقيادة الطراد "بطرس الأكبر" بكل أنواع الإمدادات المطلوبة.واعتبر شويغو أن هذه الخطوة من قبل الدول الغربية أظهرت "كيف يفهم شركاؤنا إسهامهم في مكافحة الإرهاب الدولي في سورية"، مبيناً أنه "حان الوقت لشركائنا الغربيين لتحديد ما هي الجهة التي يحاربونها في الواقع الإرهابيين أو روسيا".بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على حلب في حال استمرت الفصائل في هجماتها على الأرض.تقسيم سورية
وفي ظل احتدام المعارك وتوالي الاتهامات السورية والروسية للمعارضة باستخدام المواد السامة في هجوم أسفر عن إصابة 37 مدنياً في حلب الغربية، أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن السياسيين يحاولون تقديم حلول لتخفيف عبء هذه الحرب المستمرة من خلال إقامة مناطق آمنة وخطط لإعادة توطين اللاجئين.وأوضحت الصحيفة أن "التقسيم هو الحل الوحيد الواقعي الذي تراه أميركا وحلفاؤها الأوروبيون ومنهم بريطانيا وفرنسا، فهو كفيل بوضع مجموعة من القوانين في ظل مشاركة الحكم ثم نشر قوات لضمان تطبيقه على أساس عرقي واثني"، لافتة إلى أن "العلويين ستكون لهم إمارة وللسنة إماراتهم بعد تطهيرهم من "سموم داعش".معارك وإنجاز
ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، فإن وتيرة المعارك في حلب تراجعت والقصف الجوي على الجبهات مستمر، لكنه ليس كثيفاً، موضحاً أن الإنجاز الوحيد، الذي حققته الفصائل خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية هو "السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة ضاحية الأسد".وأشار المرصد إلى أن قوات النظام "هي من يبادر للهجوم منذ الأحد" بعد أن تمكنت من صد هجمات عدة شنتها الفصائل المعارضة على أكثر من محور ترافقت مع قصف عنيف بالقذائف والدبابات طال مكتب الأمم المتحدة وألحق أضراراً بالطوابق العليا.ومنذ الجمعة، قتل 51 مدنياً على الأقل بينهم 18 طفلاً إضافة إلى 72 مقاتلاً معارضاً و61 عنصراً من قوات النظام والمجموعات المقاتلة الموالية لها في المعارك.ومنذ إعلان الفصائل بدء معركة حماة في 29 أغسطس الماضي، باتت مدينة اللطامنة بالريف الشمالي من الأهداف الرئيسية للطيران السوري والروسي، إذ وثّق "مركز حماة الإعلامي" حتى يوم أمس 367 غارة عليها وإسقاط 202 لغم بحري وبرميل متفجر، فضلاً عن مئات القذائف المدفعية والصاروخية، مما أسفر عن مقتل 58 شخصاً أكثر من نصفهم أطفال ونساء، إضافة إلى 92 جريحاً 8 منهم بحال حرجة وبتر أطراف.جرائم حرب
وفي حين اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن الفصائل المعارضة أظهرت "استخفافا صادماً بحياة المدنيين"، مدد مجلس الأمن أمس، مهمة لجنة للتحقيق في الهجمات الكيميائية أسبوعين للسماح بالتفاوض على تمديد التحقيق لمدة عام.واتهمت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني أمس، المعارضة النظام بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات العشوائية في حلب، مؤكدة أن "كل الأطراف في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة من الضحايا من المدنيين وتخلق مناخاً من الرعب لمن مازالوا يعيشون في المدينة".تركيا والرقة
ووسط أنباء عن اتفاق تركي- روسي يهدف إلى إفشال خطة أميركية لتسليم مناطق شمال سورية إلى الأكراد وصل رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار أمس، إلى موسكو لمناقشة التعاون العسكري مع نظيره الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف وتبادل الآراء وتقييم الوضع في المنطقة.في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بيتر كوك أمس، أن عملية استعادة مدينة الرقة ستبدأ في "غضون أسابيع" وستكون مليئة بالفرص لأعضاء التحالف الدولي للعب دور رئيسي بما في ذلك تركيا، مشدداً على أن واشنطن "تشعر بأنه من المهم المحافظة على الضغط على داعش في هذه اللحظة المهمة، فيما تلفحهم حرارة العمليات في الموصل".وأشار كوك إلى وجود "حوارات مستمرة" مع دول التحالف في هذا المجال، مضيفاً أن "الدور الذي لعبته تركيا في مجال مكافحة داعش ، كان ناجحاً جداً في تأمين وتعزيز الانتصارات على طول الشريط الحدودي، ولقد آذوا داعش".اصطدام جوي
وفي وقت سابق، أعلن كوك أن المقاتلتين الروسية والأميركية اللتين كادتا تصطدمان فوق شرق سورية، اقتربتا من بعضهما بحدود مسافة غير مسبوقة، موضحاً أن الاصطدام كاد يقع في وقت متأخر من يوم 17 أكتوبر عندما قامت طائرة حربية روسية كانت تواكب طائرة استطلاع أكبر حجماً بمناورات قرب طائرة حربية أميركية، واقتربت منها "مسافة أقل من 800 م".