آخر قضية
نحن اليوم أمام فرصة إما إعادة الكرّة ومحاولة إعادة النمط نفسه أملا في نتائج مختلفة، وإما البحث عن اختيارات أكثر عمقا وجدية تكون جديرة بالتمثيل النيابي الفعلي القادر على مواجهة التحديات والظروف التي نواجهها وتهددنا، فتغيير الوجوه وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوبا برؤية جادة وانعكاس فعلي لأفكار تنهض بالبلاد.
تحديات عديدة تواجه الكويت في السنوات القادمة سواء كان عمر المجلس القادم 4 سنوات كاملة أم أقصر من ذلك، فعلى الصعيد المحلي ستواجه الكويت حالة من عدم القدرة على سداد الرواتب من الإيرادات قريبا، ومشاكل تعليمية قد تحدث إن رفض المعلمون الوافدون الاستمرار في العمل في الكويت، ووزارة صحة دمرها علي العبيدي، وإيقافا رياضيا كويتيا يحرم شبابنا من تمثيل بلادهم وغيرها من قضايا، أما على الصعيد الدولي فالوصول القريب لبديل عن النفط الذي تنتجه دول المنطقة وشكل العالم المتغير خصوصا في منطقة الشرق الأوسط في ظل التجاذبات الإقليمية المتصاعدة، وانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة قد ينعكس أثره أيضا على العالم بأسره.وسط هذه الدوامة من المشاكل والتحديات أجد أنه من غير المعقول أو المقبول أبدا أن تكون برامج معظم المرشحين قائمة ومبنية على آخر قضية مرت على المجلس الأخير، وأعني هنا زيادة أسعار المحروقات، والمزايدات المستمرة على تبني هذه القضية من جميع المرشحين حتى من باركوا هذه الخطوة في المجلس الماضي، وانقلبوا على أعقابهم اليوم لدواع انتخابية.إن هذا الترديد المستمر لهذه القضية ينمّ عن ضحالة في الطرح وعدم وجود رؤية حقيقية لدى الكثير من المرشحين، وهو بكل تأكيد مؤشر خطير على ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا إن تمكن هؤلاء المرشحون من الوصول للمجلس المقبل.
إن المتابع الجيد لآخر خمسة أو ستة مجالس أمة أو أكثر ربما يلاحظ أن كل اختيارات الناس كانت مبنية على القضية الأخيرة فقط التي تطرح في المجلس الذي سبقه، فمثلا في مجلس 2006 تم اختيار النواب على أساس تبنيهم للدوائر الخمس فما كان من النواب الذين نالوا ثقة الناس إلا أن أقروا تلك الدوائر، ومن ثم تشتتوا وتصارعوا واختلفوا، وفي مجلس 2008 كان الاختيار مبنيا على زيادة رواتب ما إن أقرت حتى دخلنا في صراع الداو، وكان الاختيار على ذلك الأساس، وفي مجلس 2012 المبطل الأول كان الاختيار على أساس من طالب برحيل رئيس الوزراء السابق، وتشكلت أغلبية نيابية غير مسبوقة إلا أنها اتسمت بالعشوائية والتخبط والضياع، وانكشفت في أربعة أشهر أمام الملأ. واليوم نحن أمام فرصة إما إعادة الكرّة ومحاولة إعادة النمط نفسه أملا في نتائج مختلفة، أو البحث عن اختيارات أكثر عمقا وجدية تكون جديرة بالتمثيل النيابي الفعلي القادر على مواجهة التحديات والظروف التي نواجهها وتهددنا، فتغيير الوجوه وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوبا برؤية جادة وانعكاس فعلي لأفكار تنهض بالبلاد.
ضمن نطاق التغطية:
المرشح وليد الطبطبائي أقام ندوته الانتخابية الافتتاحية تحت عنوان "إلا البيت الحرام" على خلفية خبر نشر في اليوم الذي سبق موعد ندوته، وقد شاركه في تلك الندوة 3 مرشحين آخرين، إن تلك الندوة وعنوانها ما هما إلا دلالة واضحة على غياب الرؤية الحقة، فأن يكون عنوان أول الندوات مبنيا على خبر منشور في اليوم السابق لها يجعلنا نتساءل: ماذا لو لم يكن هناك خبر بذلك المضمون منشور في اليوم السابق للندوة؟