آخر قضية
نحن اليوم أمام فرصة إما إعادة الكرّة ومحاولة إعادة النمط نفسه أملا في نتائج مختلفة، وإما البحث عن اختيارات أكثر عمقا وجدية تكون جديرة بالتمثيل النيابي الفعلي القادر على مواجهة التحديات والظروف التي نواجهها وتهددنا، فتغيير الوجوه وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوبا برؤية جادة وانعكاس فعلي لأفكار تنهض بالبلاد.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
إن المتابع الجيد لآخر خمسة أو ستة مجالس أمة أو أكثر ربما يلاحظ أن كل اختيارات الناس كانت مبنية على القضية الأخيرة فقط التي تطرح في المجلس الذي سبقه، فمثلا في مجلس 2006 تم اختيار النواب على أساس تبنيهم للدوائر الخمس فما كان من النواب الذين نالوا ثقة الناس إلا أن أقروا تلك الدوائر، ومن ثم تشتتوا وتصارعوا واختلفوا، وفي مجلس 2008 كان الاختيار مبنيا على زيادة رواتب ما إن أقرت حتى دخلنا في صراع الداو، وكان الاختيار على ذلك الأساس، وفي مجلس 2012 المبطل الأول كان الاختيار على أساس من طالب برحيل رئيس الوزراء السابق، وتشكلت أغلبية نيابية غير مسبوقة إلا أنها اتسمت بالعشوائية والتخبط والضياع، وانكشفت في أربعة أشهر أمام الملأ. واليوم نحن أمام فرصة إما إعادة الكرّة ومحاولة إعادة النمط نفسه أملا في نتائج مختلفة، أو البحث عن اختيارات أكثر عمقا وجدية تكون جديرة بالتمثيل النيابي الفعلي القادر على مواجهة التحديات والظروف التي نواجهها وتهددنا، فتغيير الوجوه وحده لا يكفي ما لم يكن مصحوبا برؤية جادة وانعكاس فعلي لأفكار تنهض بالبلاد.
ضمن نطاق التغطية:
المرشح وليد الطبطبائي أقام ندوته الانتخابية الافتتاحية تحت عنوان "إلا البيت الحرام" على خلفية خبر نشر في اليوم الذي سبق موعد ندوته، وقد شاركه في تلك الندوة 3 مرشحين آخرين، إن تلك الندوة وعنوانها ما هما إلا دلالة واضحة على غياب الرؤية الحقة، فأن يكون عنوان أول الندوات مبنيا على خبر منشور في اليوم السابق لها يجعلنا نتساءل: ماذا لو لم يكن هناك خبر بذلك المضمون منشور في اليوم السابق للندوة؟