يُعتبر السياسي المصلح وعضو البرلمان محمد رضا عارف، الذي انسحب من السباق الرئاسي عام 2013 في اللحظة الأخيرة ليتيح للمصلحين منح دعمهم الكامل لروحاني، واحداً ممن لا يملكون نظرة إيجابية إلى الرئيس. فيواصل عارف، الذي ترأس "لائحة الأمل" المصلحة المعتدلة في الانتخابات البرلمانية في السادس والعشرين من فبراير، امتناعه عن التعبير عن دعمه الكامل لروحاني في التصويت الرئاسي المقبل.

في مقابلة معه، سئل عارف، الذي تبوأ منصب نائب الرئيس الأول خلال ولاية الرئيس المصلح محمد خاتمي الثانية (2001-2005)، عما إذا كان روحاني مرشح المصلحين الوحيد لانتخابات مايو عام 2017، فأجاب: "مهما كان التعليق الذي أدلي به، سيُعتبر شخصياً بما أن القرار الأخير بشأن مشاركة المصلحين في الانتخابات لم يُحسم بعد".

Ad

ربما تعود تعليقات عارف إلى خلافاته الشخصية مع روحاني لأنه لم يعيّنه في منصب نائب الرئيس الأول بعد أن كان مرشحاً رئاسياً ولأنه امتنع لاحقاً عن دعم مسعاه ليصبح رئيس البرلمان. قدّم لنا مصدر مطلع مقرّب من الرئيس السابق خاتمي طلبَ عدم ذكر اسمه رواية مثيرة للاهتمام عن دور الحكومة في التصويت لرئاسة البرلمان. قال: "قبل بدء عمل البرلمان الجديد، زار وزير النفط بيجن زنكنه ووزير الطرقات والتنمية المدنية عباس أخوندي خاتمي بغية مناقشة ترشّح عارف، وطلبا منه إقناعه بالامتناع عن المشاركة في السباق كي يبقى لاريجاني رئيس البرلمان. لكن طلب زنكنه وأخوندي، اللذين كانا وزيرين في إدارة خاتمي، أغضب هذا الأخير كثيراً. فأجابهما: "إن كنا قد أقنعنا عارف عام 2013 بالانسحاب، فذلك لأن حسن روحاني كان منافسه ولأننا استطعنا تشكيل ائتلاف حوله. ولكن ما السبب الذي قد يدفعنا إلى الطلب من عارف خطوة مماثلة اليوم؟ الانسحاب لمصلحة علي لاريجاني الذي لا يملك أي روابط بالمصلحين؟ ماذا سيكون رأي مَن اعتمدوا علينا وصوتوا للائحة الأمل؟".

يُقال إن فوز لاريجاني الكبير في معركة رئاسة المجلس أثارت مرة أخرى استياء عارف، ونتيجة لذلك ما زال يمتنع حتى اليوم عن التعبير عن دعمه لإعادة انتخاب روحاني.

لربما أدرك المصلحون أنهم لا يملكون أي مرشح آخر غير روحاني، إلا أن امتناعهم عن تقديم الدعم له يهدف على الأرجح إلى الضغط على الرئيس كي يمنحهم دوراً أكبر في الحكومة المقبلة.

في مقابلة مع وكالة أنباء العمال الإيرانية، اعتبر محمد رضا خاتمي، نائب رئيس البرلمان السادس في إيران (2000-2004)، روحاني خيار المصلحين الأول والأخير لانتخابات مايو 2017 الرئاسية. في الوقت عينه أخبر سعيد هاجريان، باحث نظري مصلح بارز، وكالة "باسيج نيوز": "لا خيار أمام المصلحين غير دعم روحاني. حتى مؤيدو حركة الأصول الإيرانية سينحازون تدريجياً إلى روحاني، فلا خيار أمامهم غير دعمه لأنهم هم أيضاً لا يملكون مرشحاً يقدّمونه في انتخابات السنة المقبلة".

وافق سعيد ليلاز، نائب رئيس حزب كوادر البناء، هاجريان وخاتمي رأيهما، فقد أعلن ليلاز في إحدى المقابلات: "لو تقدّم أحمدي نجاد كمرشح، لشهدنا وحدة أكبر وإجماعاً أقوى بين المصلحين، ولكن عندما يحل موعد الانتخابات السنة المقبلة سنلاحظ أيضاً توافق المصلحين مرة أخرى على دعم روحاني بلا أي صعوبات".

وأضاف: "لا أفهم سبب هذا القلق الكبير حيال سلوك عارف المحتمل. لطالما احترم قرارات المصلحين الجماعية والاستراتيجية ولم يتخذ أي خطوات مستقلة أو مخالفة لخير المصلحين العام. لذلك، لي ملء الثقة بأن عارف، الذي يشكّل أحد أبرز رجال الحركة الإصلاحية، سيتصرف بحكمة كما عهدناه وسيؤيد روحاني".

نتيجة لذلك، يبدو تحليل هاجريان الأكثر واقعية نظراً إلى الوضع الراهن: لا مرشح آخر أمام المصلحين سوى روحاني ولا خيار آخر لهم.

سعيد جعفري