في اليوم السادس عشر من العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، من تنظيم "داعش"، أصبحت القوات العراقية تقاتل عملياً داخل الحدود الإدارية للمدينة، وتمكنت من السيطرة على أول مبنى حكومي، فيما اشتد الطوق على "داعش"، بعد أن ضاق الحصار عليه مع اقتراب القوات المهاجمة من مكان تمركزه من كل النواحي.

وذكرت مصادر أمنية عراقية، أمس، أن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت، أمس، بعد معارك من السيطرة تماماً على منطقة كوكجلي في الموصل من ناحية الشرق.

Ad

وقال قائد العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب طردت "داعش" من محطة التلفزيون الرسمية في الموصل لتسيطر بذلك على أول مبنى حكومي مهم منذ بداية الحملة.

وأعلن السعدي، في وقت سابق، أن القوات العراقية باتت على بعد 900 متر عن حي الكرامة الحي الثاني في المحافظة بعد دخول كوكجلي والسيطرة على الحي الصناعي فيها.

وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن طالب شغاتي، أمس، بدأ "التحرير الفعلي" لمدينة الموصل، وذلك غداة تصريح لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعتبر فيه أن ليس أمام عناصر "داعش" إلا الاستسلام أو الموت.

وكان الفريق عبدالوهاب الساعدي من قوات مكافحة الإرهاب أوضح أن "الخطوة التالية ستكون باتجاه منطقتي الزهراء والكرامة من الناحية الشرقية للموصل".

ويعتبر "فوج الموصل" من جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقاتل لشق طريقه إلى المدينة، أن استعادة الموصل مسألة شرف.

فقد كان هذا الفوج آخر المنسحبين من الموصل بعدما سقطت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العاشر من يونيو 2014، ويريد أن يكون أول الداخلين إليها.

كما أعلن مصدر في الجيش عن بدء مهاجمة الجيش لتحصينات "داعش" في حي الانتصار جنوب شرقي الموصل.

احتجاز

في المقابل، أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس محافظة نينوى عبد الكريم كيلاني، أمس، أن تنظيم داعش احتجز نحو 100 ضابط في الأجهزة الأمنية السابقة داخل كنيسة بمنطقة باب البيض وسط الموصل خشية من وقوع انتفاضة ضده.

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أمس، إن مقاتلي "داعش" قتلوا 40 عضوا سابقا بقوات الأمن العراقية قرب الموصل السبت الماضي، وألقوا جثثهم في نهر دجلة.

وأضافت شاماساني أن التنظيم الإرهابي حاول نقل نحو 25 ألف مدني من بلدة حمام العليل التي تقع إلى الجنوب من الموصل في شاحنات وحافلات صغيرة تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح أمس الأول، لاستخدامهم كدروع بشرية على الأرجح دفاعا عن مواقعه.

وبينت أنه تمت إعادة معظم الشاحنات تحت ضغط الطائرات التي حلقت في المنطقة، لكن بعض الحافلات وصلت إلى بلدة أبو سيف على بعد 15 كيلومترا إلى الشمال من حمام العليل.

وغرب الموصل، أعلنت "منظمة بدر" الشيعية المنضوية في "الحشد الشعبي" أمس، عن تحرير خمس قرى غرب المدينة.

وقالت المنظمة إن قواتها عثرت على أكبر شبكة أنفاق لتنظيم "داعش" في قرية فرفرة غرب الموصل، موضحة أن "شبكة الإنفاق تحتوي على منظومة اتصالات مركزية ومستودع متفجرات ومادة سي فور وقنابر هاون".

ووجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق، أمس، رسالة إلى أهالي مدينة الموصل، مؤكداً أن جميع فعاليات التحالف تجري بتنسيق وموافقة الحكومة.

في المقابل، أفادت مصادر عسكرية وكالة "رويترز" بأن القوات المسلحة التركية بدأت نشر دبابات ومركبات مدرعة في منطقة سيلوبي قرب الحدود العراقية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أعلن، السبت الماضي، أن تركيا تسعى لتعزيز قواتها في سيلوبي، وأكد أنه سيكون لها "رد مختلف" إذا أشاعت قوات الحشد الشعبي "الخوف" في مدينة تلعفر التركمانية.

ورداً على الحشود التركية، حذر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس، من أن أي اجتياح عسكري تركي للأراضي العراقية سيؤدي الى تفكيك تركيا.

وقال العبادي للصحافيين في بغداد: "لا نريد الحرب والمواجهة مع تركيا، وإذا صارت فإن الأتراك سيدفعون الثمن باهظاً".

وأضاف العبادي أن "القوات التركية إذا دخلت المعركة حاليا مع داعش فسنتعامل معها كعدو"، معتبرا أن "خطر التدخل التركي مازال موجودا، ونخشى من الخطوة المتهورة".

وتابع: "نريد علاقات مصالح اقتصادية مع تركيا وليس قتلا"، مضيفا "تسلمنا رسالة من تركيا حول موضوع تلعفر، وأبلغناهم اننا حريصون على تلعفر ومكوناتها وستدخلها قوات عراقية نظامية من كل المكونات".