مع تسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون سدة الرئاسة اللبنانية، من المتوقع أن نلحظ خلال الأيام والأسابيع المقبلة تغيرات كثيرة يبدأ أول غيثها بتشكيل الحكومة العتيدة، فالبيان الوزاري، وصولاً إلى إقرار قانون جديد للانتخاب، يُجرى الاستحقاق النيابي على أساسه في مايو المقبل.

وتفتح صفحات يأملها اللبنانيون أن تكون مشرقة في حين تشي المؤشرات بعكس ذلك، وإن كانت عملية تكليف رئيس الحكومة المقبلة ستكون سهلة ومعروفة النتيجة سلفاً، أي إن زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيكون رئيساً للحكومة المقبلة وهي الأولى في عهد الرئيس عون، لكن البعض يخشى من أن البلاد التي خرجت من شغور رئاسي امتد عامين ونصف العام، ستدخل في شغور حكومي خصوصاً إذا واجه التأليف تعقيدات كبيرة.

Ad

ومع بدء الاستشارات النيابة اليوم، قالت مصادر متابعة، إن "الحريري ستتم تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة، انطلاقاً من الاتفاق الذي عقد بين مدير مكتبه نادر الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل"، مشيرة إلى أن "حزب الله لن يقوم بتسميته، وسيمتنع عن تسمية أي مرشح آخر، أما حركة أمل فستربط التسمية بنتيحة المفاوضاتن التي ستجري بين الرئيس المكلف والرئيس بري".

وأضافت أن: "من المتوقع أن يرفع بري سقف شروطه في تشكيل الحكومة، فهو لن يقبل بالمشاركة في الحكومة إلا بحصوله على وزارتي المال والطاقة، إضافة إلى وزارة الأشغال العامة، مع ترجيح أن تؤول هذه الأخيرة إلى أحد حلفاء حركة أمل. وهكذا يكون قد نال أربع وزارات رغم اعتراضه على مجيء عون رئيساً للجمهورية، وتصويته له بأوراق بيضاء هو وكتلته".

«المستقبل»

وأكدت كتلة "تيار المستقبل" أنها "تأمل أن يشكل انتخاب الرئيس انطلاقة قوية وجادة للسلطة، وإعادة الاعتبار لدور الدولة وسلطتها وهيبتها، بما يمكن لبنان من تعديل ما وقع به ومن الثقة بالدولة ومؤسساتها"، منوهة "بالمضمون الإيجابي لخطاب القسم، الذي أدلى به الرئيس ميشال عون وما وجب عليه تحقيق الدستور وتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني من دون انتقائية واستنسابية".

وفي بيانها، الذي تلاه عضو الكتلة النائب عمار حوري، شددت الكتلة على "ضرورة تغليب الخطاب الوطني الجامع على الخطاب الطائفي والمذهبي والتزام تحييد لبنان عن صراعات المنطقة واحترام المواثيق الدولية، وضرورة سلوك طريق الإصلاح، بما يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي والمعيشي، وفي ترشيح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

وأعلنت الكتلة ترشيحها سعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة، مؤكدةً "أننا نقف إلى جانب الحريري في مهمته العتيدة على رأس الحكومة المقبلة"، مشيرةً إلى التعاون بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بما ينسجم مع الدستور وأحكام الطائف".

فارس

وفيما استقبل عون عشرات الشخصيات المهنئة بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية والبرقيات، كان لافتاً أمس، استحضار بعض الشخصيات السياسية، التي غابت عن المشهد الداخلي منذ عام 2005، وإعادتها إلى الحياة السياسية اللبنانية من باب ما يُحكى عن تسلم المسؤوليات في الحكومة، وهنا يأتي دور نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، الذي غادر لبنان عقب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري واستقر في موناكو، بعيداً عن ضجيج الداخل.

وعاد فارس إلى لبنان مساء أمس الأول قادماً من لندن وزار أمس الرئيس عون. وأكَّد فارس بعد اللقاء "أنني في موقع خدمة لبنان دائماً"، مشيراً إلى "أننا لم نفقد الثقة بكل العهود، وأملنا أن لبنان باقٍ وسيبقى منارة الشرق".

وأوضح فارس أن "عون له معزة خاصة، وحتى لو جاء رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيساً للبلاد سأهنئه"، مشدداً على أن "عون له مكانة خاصة ونحن مؤمنون به بكل الطريق".

وأكد أن "كل إيماني أن لبنان الجديد سيعود، وكسرنا الجليد اليوم، وأنا لم أغب عن الحياة السياسية يوماً، ومحبتي للبنان ليست بموقع شك"، مشيراً إلى أنَّ "وضعنا الجغرافي بمنطقة ملتهبة، ونشكر الله أن هذا الحريق لم يمتد إلينا وسينطفىء وسيبقى لبنان صامداً وسيعود إلى عزه"، مؤكداً أن "العالم كله ملتزم بمحبة لبنان".

إلى ذلك، عين الرئيس ميشال عون مساء أمس الأول العميد سليم فغالي قائداً جديداً للحرس الجمهوري، وذلك في إطار الإجراءات والتجديدات التي يجريها رئيس الجمهورية الجديد.

وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة يطلب رئيس الجمهورية من قيادة الجيش تشكيل رئيس الحرس الجمهوري المعين، وتنفذ قيادة الجيش هذا الطلب.

وجاء تعيين عون لقائد الحرس الجمهوري، عقب اللقاء الذي جمعه بقائد الجيش العماد جان قهوجي.

كيري يهنئ عون ويدعم لبنان
بعد الحديث عن ترحيب فاتر من واشنطن بانتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون بسبب علاقته مع "حزب الله" الشيعي الذي تعتبره واشنطن منظمة "ارهابية"، اتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس بعون مهنئاً، وجدد التزام الادارة الأميركية بالوقوف الى جانب لبنان والتزامها بدعم جيشه.

وفي وقت سابق اتصل الوزير الأميركي برئيس الحكومة السابق سعد الحريري، هنأه خلاله على دوره في وضع حد لانهاء الشغور الرئاسي.