في نتيجة مباشرة لكشف مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" معلومات جديدة في قضية البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، واحتمال إعادة فتح التحقيق معها، أظهر استطلاع مشترك بين "آي بي سي نيوز" و"واشنطن بوست" أمس، حول الانتخابات عموماً تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب بنقطة، وحصوله على 46 في المئة في مقابل كلينتون، التي حصلت على 45 بالمئة، وذلك للمرة الأولى منذ أشهر.

أما استطلاع "آي بي د- تي آي بي بي"، فقد أعطى كلينتون 45 في المئة وترامب 44 في المئة، بينما أظهر استطلاع أجرته صحيفة "لوس أنجلس تايمز" بالتعاون مع كلية "دورنسيف يو إس سي"، تقدم ترامب بأربع نقاط حيث حصل على 47 في المئة مقابل 43 في المئة لهيلاري. وفي استطلاعات محلية أخرى، عرضها موقع "ريلكلير بوليتكس" المتخصص، تقدمت كلينتون بنسبة 49 في المئة في ولاية فيرجينيا، مقابل 45 في المئة لترامب.

Ad

ويحدد استطلاع الرأي الناخبين المحتملين وفقاً لعدد من العوامل، منها تاريخ التصويت وحالة التسجيل والنية المعلنة للتصويت. ويفترض أن 60 في المئة من الأميركيين الذين يحق لهم التصويت سيدلون بأصواتهم.

وتفيد أحدث استطلاعات للرأي بأن كلينتون تتفوق في الوقت الحالي على ترامب في حالتي الإقبال الكبير والإقبال المتدني على التصويت. وتفوقها سيكون في حد خمس نقاط إذا شارك 55 في المئة من الناخبين المؤهلين وسيرتفع إلى ست نقاط إذا أدلى 70 في المئة من الأميركيين بأصواتهم.

«النووي»

من جهة أخرى، عادت كلينتون أمس الأولن إلى وسيلة سبق وأثبتت فاعليتها، وهي التنديد بالخطر، الذي يمثله ترامب في حال أوكل إليه قرار استخدام السلاح النووي.

وقالت كلينتون في سينسيناتي بولاية أوهايو إحدى الولايات الأساسية التي قد تنقلب لصالح الجمهوريين: "تصوروه في المكتب البيضاوي، في مواجهة أزمة حقيقية".

وتابعت: "تصوروه يقحمنا في حرب لأنه استاء من شخص ما. آمل أن يكون ذلك ماثلاً في أذهانكم حين تضعون بطاقتكم في صندوق الاقتراع".

وما عزز موقعها حصولها على دعم عشرة ضباط سابقين كانوا مكلفين الإشراف على إطلاق الصواريخ البالستية النووية في حال استخدامها، وقد كتبوا رسالة ضد دونالد ترامب.

كما وصلت حملتها إلى أرشيف الإعلانات السياسية التلفزيونية لإيجاد مادة لإعلان جديد أصدرته الحملة أمس الأول. ويحذر الإعلان الجديد لحملة كلينتون من أن يسيطر ترامب على ترسانة الأسلحة النووية الأميركية.

دعاوى ضد ترامب

وفي إطار تضييق الخناق عليه، رفع مسؤولو الحزب الديمقراطي الأميركي دعاوى قضائية ضد ترامب في أربع ولايات متأرجحة أمس الأول، مطالبين بحظر مساع لمراقبة التصويت يقولون، إنها تهدف إلى مضايقة وتهريب الناخبين المنتمين للأقليات.

وفي دعاوى رفعت أمام محاكم اتحادية بولايات بنسلفانيا ونيفادا وأوهايو وأريزونا، قال الديمقراطيون، إن ترامب ومسؤولي حزبه يصعدون حملة إرهاب للناخبين تمثل انتهاكاً لقانون حقوق التصويت، الذي سن عام 1956 وقانون آخر يرجع إلى عام 1871 استهدف حركات عنصرية ومناهضة للهجرة.

ترامب

من جانبه، وقبل أسبوع من موعد الانتخابات، جاب ترامب الولايات المؤيدة للديمقراطيين، على أمل استغلال القنبلة، التي فجرها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومين قبل ثلاثة أيام حول مسألة الخادم الخاص الذي استخدمته هيلاري كلينتون حين كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013.

وأعلن ترامب، خلال تجمع انتخابي في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، التي فاز بها أوباما في الانتخابات الأخيرة: "اذا انتخبت هيلاري، ستكون موضع تحقيق جنائي مطول، وربما محاكمة جنائية" مؤكداً "هي وحدها مسؤولة". وتابع "إن انتخابها سيغرق الدولة وبلادنا في أزمة دستورية".

البيت الأبيض

وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض، إنه لن ينتقد أو يدافع عن قرار كومي بإبلاغ الكونغرس أن المكتب اكتشف رسائل بريد إلكتروني جديدة يمكن أن تكون ذات صلة بتحقيقاته حول كلينتون.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست: "لن أنتقد أو أدافع عن قرارات المدير كومي حول ما الذي ينبغي الكشف عنه للجمهور في سياق هذا التحقيق".

وتابع إرنست: "هذا فقط لأنني ليس لدي المعرفة المستقلة عن القرارات التي يتم اتخاذها للإفراج عن هذه المعلومات".

كلينتون تغش من «سي إن إن»

من جهة أخرى، كشفت رسائل إلكترونية نشرها موقع "ويكيليكس" أمس الأول، أن كلينتون تلقت مسبقاً أسئلة طرحت عليها خلال مناظرات الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مما يؤكد اتهامات وجهها إليها ترامب.

إحدى هذه الرسائل وكتبتها الرئيسة المؤقتة للحزب الديمقراطي دونا برازيل كانت موجهة إلى رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، وإلى مديرة الاتصال في حملة هذه الأخيرة جنيفر بالمييري.

تعود تلك الرسالة إلى 5 مارس، أي عشية المناظرة في مدينة فلينت التي أصبحت رمزاً للظلم الاجتماعي في الولايات المتحدة بسبب شبكة المياه الملوثة بالرصاص.

وقالت دونا برازيل، التي كانت تعمل آنذاك معلقة على شبكة "سي إن إن"، إن أحد الأسئلة، التي ستطرح على كلينتون سيكون من امرأة مصابة بطفح جلدي.

وفي اليوم التالي أثناء المناظرة، وجه بالفعل سؤال الى كلينتون من جانب امرأة عبرت عن استياء من المشاكل الجلدية التي تعانيها عائلتها.

وفي رسالة أخرى تعود الى 12 مارس، أي عشية مناظرة نظمتها شبكة "سي إن إن"، قطعت دونا على بالمييري وعداً بأن ترسل بعض الأسئلة الإضافية.

وبعد الكشف عن هذه الرسائل الإلكترونية، أكدت "سي إن إن" أن دونا برازيل تقدمت باستقالتها من القناة.