معارك متقاربة في «الولايات المتأرجحة»... والإقبال حاسم

نشر في 02-11-2016
آخر تحديث 02-11-2016 | 00:00
No Image Caption
في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض الأميركي، تبرز عدة ولايات تسمى بـ"ساحات المعركة"، أو "الولايات المتأرجحة"، حيث يتوقع أن تكون فيها النتائج متقاربة، وبالتالي باتت معروفة تاريخيا، بأنها هي التي تقرر من يفوز بالرئاسة.

هذه الولايات كان عددها كبيرا في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2012، بعد أن أعطت نتائجها أقل الفروقات في التصويت بين المرشح الديمقراطي والرئيس الحالي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، وشملت القائمة في حينها 15 ولاية هي كل من أيوا وويسكونسن ونيوهامبشاير ومينيسوتا وأوهايو وميسوري وميشيغان وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا وكولورادو وكارولاينا الشمالية وفلوريدا وفرجينيا وجورجيا.

معركة متقاربة

وفي حين أن معظم استطلاعات الناخبين التي أجريت في الأسابيع الأخيرة أظهرت تقدما للمرشحة الديمقراطي هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، إلا أن هناك العديد من المحللين السياسيين لا يرون أن الأمور ستكون بهذه السهولة، متوقعين نتائج مختلفة ومتقاربة أكثر مما تشير اليه تلك الاستطلاعات، ولا سيما أن البعض منها قدم نتائج عكسية أظهرت تقدم ترامب.

الإقبال والشباب

من هؤلاء المحللين جون زغبي، الخبير المخضرم في انتخابات الرئاسة الأميركية ومؤسس مؤشر زغبي للاستطلاع، والذي قال إنه لا يبني عمله على افتراض أن كلينتون ستحسم النتيجة بسهولة "لأننا في الحقيقة لا نعرف من هم الذين سيذهبون إلى مراكز الاقتراع للتصويت".

ورأى أن إقبال الناخبين يمكن أن يكون أكثر أهمية من التوزع السكاني في تحديد من سيجلس على كرسي المكتب البيضاوي، معتبرا أن نتيجة الانتخابات قد تحسمها في نهاية المطاف أجيال الألفية الحالية، أي الناخبون الشباب، الا ان الأمر يعتمد على عدد الذين سيصوتون من هذه الفئة.

بنسلفانيا: شرق وغرب

وعن "الولايات المتأرجحة"، ركز زغبي على ثمانٍ منها تتمتع بأهمية خاصة في الانتخابات الحالية بدأها بالحديث عن ولاية بنسلفانيا التي صوَّتت للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الستة الماضية.

وتابع: في غرب ووسط الولاية، تشعر الطبقة الوسطى من "العرق الأبيض" والتي تشكل جزءا كبيراً من قاعدة المناصرين لترامب بضيق اقتصادي، في حين أن قوة كلينتون تكمن في الجزء الشرقي الذي يزدحم بالسكان، ولا سيما في فيلادلفيا وضواحيها.

إلا أنه مع ذلك اعتبر أن الفوز في بنسلفانيا يشكل مهمة صعبة جدا لترامب، علما أنه لدى تلك الولاية 20 من أصل 270 صوتا في المجمع الانتخابي المطلوبة للفوز بالرئاسة، ذلك ان الأصوات الانتخابية موزعة على كل من الولايات الـ 50، وفقا لعدد سكان كل منها.

فلوريدا وأوهايو

وتعتبر ولايتا فلوريدا وأوهايو من الأكثر تأرجحا، حيث كانت النتيجة في الأولى قريبة جداً في عام 2000، ما اضطر المحكمة العليا للتدخل بعد 6 أسابيع من الانتخابات، واتخاذ قرار بوقف إعادة فرز الأصوات فيها، وبالتالي منح الرئاسة لجورج دبليو بوش، الذي كان يتنافس مع آل غور.

وبالنسبة لولاية أوهايو، يقول زغبي انه منذ الرئيس ابراهام لينكولن في عام 1860 لم ينجح أي رئيس جمهوري بالوصول إلى البيت الأبيض دون الفوز في أوهايو، كما أنه في عام 2004، كانت النتائج متقاربة، لكن إعادة انتخاب بوش أمام جون كيري جاء إلى حد كبير، بسبب تأييد أوهايو التي لو اختلفت نتيجة تصويتها في حينه لكان كيري هو الفائز.

ويضيف المحلل الأميركي، أن أوهايو التي لديها 18 صوتا انتخابيا، فإن تركيبتها السكانية قريبة من غرب بنسلفانيا، وبالتالي تميل بقوة لترامب، وهو الذي ساعده على التقدم في استطلاعات الرأي بهذه الولاية بواقع أربعة في المئة، رغم ان كلينتون قوية في مدن الولاية، ولا سيما كليفلاند.

وأفاد استطلاع حديث للرأي بتقدم ترامب بفلوريدا بنسبة 2 في المئة، حيث ان المناطق الشمالية من الولاية تعتبر ريفية وسكانها من العرق الأبيض، وجلهم من المحافظين، فيما مناطقها الجنوبية معروفة بتأييدها للديمقراطيين، وكذلك وسطها أي من تامبا إلى أورلاندو، حيث يقطن ذوو العرق اللاتيني الذين يميلون أكثر إلى الديمقراطيين.

وأكد زغبي انه إذا استطاعت كلينتون الفوز بهذا القسم من الولاية، فإنها ستفوز حتما بالولاية كلها، وهي بحاجة لإقبال كبير من اللاتينيين غير الكوبيين وكافة اللاتينيين الشباب، علما أن فلوريدا تتمتع بـ29 صوتا في المجمع الانتخابي.

نيوهامبشاير

وحول نيوهامبشاير، التي لديها أربعة أصوات انتخابية فقط، لفت زغبي إلى انها تضم مجموعة من اليساريين المؤيدين للديمقراطيين، وانهم منحوا السيناتور بيرني ساندرز انتصارا كبيرا على كلينتون في الانتخابات التمهيدية ضمن الحزب الديمقراطي خلال الشتاء الماضي، لكن يقابلهم عدد كبير من الجمهوريين الذين يعتبرون من أكثر الناخبين المحافظين.

كولورادو ونيفادا

وفيما يتعلق بالولايتين الغربيتين كولورادو ونيفادا، رأى زغبي أن اقبال اللاتينيين سيكون عاملا حاسما، في حين أن السباق المتقارب إلى مجلس الشيوخ في الولايتين سيشكل عاملا آخر يمكن أن يرجح الكفة في كلا الاتجاهين، وهو ما يتوقف على ما إذا كان الناخبون سيختارون حزبا واحدا في الرئاسة والكونغرس أم انهم سيلجأون إلى خيار مختلف بين الاثنين، علما أنه لدى كولورادو تسعة أصوات انتخابية فيما تحظى نيفادا بستة.

جورجيا

وبالنسبة لولاية جورجيا، التي لم يفز فيها أي مرشح ديمقراطي منذ عام 1992، أي عندما فاز بيل كلينتون، فإنها تمر بمسار ضخم من النمو الذي يتضمن "ظاهرة الطبقة المبدعة".

ففي حين أن المناطق الريفية من الولاية تضم في غالبيتها سكانا من العرق الأبيض، وبالتالي فهي داعمة بقوة لترامب هناك نسبة كبيرة من الأميركيين من أصل إفريقي في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك أتلانتا، علما أنه يمكن احتسابهم في جانب الحزب الديمقراطي.

في هذا السياق، أشار زغبي إلى أن هناك تقارير تفيد بأن بعض المجتمعات المحلية تعمل على عدم تشجيع تسجيل ومشاركة الناخبين السود، وهذا يمكن أن يكون عاملا في نتيجة التصويت بالولاية التي لديها 16 صوتا في المجمع الانتخابي.

back to top