انتخاب الجنرال عون... من هو لاعب اللُّعبة؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا فإنه لا يمكن أنْ يُعطي الفرنسيون والأميركيون ومعهم بعض العرب، الذين يعتبرون الهم اللبناني أحد همومهم الكثيرة، خصوصاً خلال هذه الفترة الحاسمة، للإيرانيين ولنظام بشار الأسد انتصاراً مجانياً يجعل حسن نصر الله يقف على رؤوس أصابع قدميه، ويعلن مرة أخرى أنه يفتخر بأن يكون مقاتلاً في فيلق الولي الفقيه... إن هذا هو رابع المستحيلات التي هي: "الغول والعنقاء والخلُّ الوفي"! إنها لعبة دولية أرادها اللاعبون في هذا الوقت بالذات، بينما معادلة الصراع في هذه المنطقة قد طرأت عليها، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تطورات ومستجدات كثيرة، لإظهار أوراق الشرق الأوسط أنها قد بدأت، وأن البداية جاءت في لبنان، لأنه كان دائماً وأبداً على مدى سنوات القرن العشرين، وقبله بقرون وحتى الآن، المرآة التي تعكس الصورة المصغرة للشجار الكوني، ولصراع المعسكرات الذي من المفترض أنه لا خلاف على أنه قد عاد مجدداً مع انفجار الأزمة السورية، وقبل ذلك مع الغزو الأميركي للعراق في عام 2002. ربما يرى الذين هرعوا خفافاً وثقالاً، بعد اختيار الجنرال العون رئيساً للجمهورية اللبنانية، إلى تهنئة أنفسهم وأتباعهم بهذا "الانتصار"! أن كل مقاليد الأمور في لبنان أصبحت في أيديهم من قصر بعبدا إلى رئاسة مجلس النواب إلى رئاسة الوزراء... أي أنها أصبحت في يد حسن نصر الله، لكن على هؤلاء أن يتريثوا قليلاً، وأن يدركوا أن هذا البلد هو بلد الرمال المتحركة، وأنه كان هناك، دائماً وأبداً "لاعب لعبة" وراء كل ألاعيبها القديمة والجديدة!