الأغلبية الصامتة: أوبرا... جسر الزمن
كان افتتاح مجمع جابر الأحمد الثقافي قفزة معنوية كبيرة لآمال ظلت معلقة تحلم بعودة الكويت إلى دربها القديم، وإعلان واضح عن توجه جديد في السياسة العامة للدولة نحو الثقافة والفنون والآداب، توج برعاية أميرية سامية تحمل الكثير من الدلالات والمعاني.
لم أجد وصفا وأنا أتابع فعاليات حفل افتتاح مجمع جابر الأحمد الثقافي غير أنه في ذلك اليوم الاثنين الموافق 31 أكتوبر 2016م، شيد جسر زمني عاد بالكويت لآخر محطات توهجها الثقافي، وانفتاحها المشهود على العالم في فترة السبعينيات دام لأقل من ساعتين ثم اختفى.لقد عادت حقبة السبعينيات مضغوطة في مشاهد متلاحقة تذكرنا بالفرح والإبداع والمبدعين والأمجاد والمعالي التي طلبتها الكويت فنالتها باقتدار يتجاوز مساحتها الصغيرة وشعبها القليل، عادت لتذكرنا بانعطافنا الواضح عن الطريق الذي أكسب الكويت سمعتها وتألقها.
لقد كان ذلك اليوم قفزة معنوية كبيرة لآمال ظلت معلقة تحلم بعودة الكويت إلى دربها القديم، وإعلان واضح عن توجه جديد في السياسة العامة للدولة نحو الثقافة والفنون والآداب، توج برعاية أميرية سامية تحمل الكثير من الدلالات والمعاني.إن حق ذلك اليوم يجب أن يوفى في ضمير أقلامنا، فما يستحق الإشادة يشاد به، وما يستحق النقد يشار إليه بالبنان، لقد كان ذلك اليوم مفرحا مبهجا يستحق كل من ساهم فيه بالتكريم والتقدير المضاعف لأن ما تحقق إضافة نوعية لا يستهان بها لما يعرف بالبنية الثقافية.في الختام لا بد أن نذكر أن افتتاح مجمع جابر الأحمد الثقافي بمثابة المواجهة التي فتحت مع طيور الظلام، تماما مثل مهرجان "هلا فبراير" الذي وجد كي تستعيد الكويت من خلاله شيئا من وجهها المشرق ونشاطها الاقتصادي، وكانت النتيجة استسلام الدولة لمن ضاقوا بإقبال الناس على أنشطة غير أنشطتهم، فأقحمت الأنشطة الدينية في "هلا فبراير"، السؤال الذي يطرح نفسه الآن: لمن سيكون مجمع جابر الأحمد الثقافي في النهاية؟ إن غداً لناظره لقريب.