هل ترون فارقا بين ما يقوله ويعد به مرشحو الرئاسة الأميركية، وما يعد به معظم مرشحي مجلس الأمة الكويتي؟ وهل ترون اختلافا بينهم في الطرح واللغة والوسائل؟ وهل يختلف المرشح الكويتي الذي ينتخي قبيلته أو جماعته عما يقوله كلا المرشحين الأميركيين وهما ينتخيان الناخبين لاختيارهما؟ ألا نرى كمية الوعود المرسلة هنا وهناك، فترامب يعد بتقليص الضرائب لأصحاب الأعمال، وكلينتون تعد بمزيد من الوظائف، ومرشحونا يعدون بمنع أي رسوم أو ضرائب وبتوفير الوظائف وزيادة الرواتب أيضا.

حملات الانتخابات الرئاسية تكلف ملايين الدولارات، يتبرع بجزء كبير منها أصحاب المصالح والمؤيدون، وانتخابات الكويت تكلف ملايين الدنانير يوفرها أصحاب المصالح والنفوذ، ومن يريد إفساد الحياة الديمقراطية.

Ad

لا يستطيع أي مرشح للرئاسة الأميركية أن يتحمل تكلفة الحملة الانتخابية من جيبه الخاص لأن الوصول إلى الناخبين عملية شاقة ومكلفة حتى مع تطور وسائل الاتصال، ولذلك يكون المرشح تابعا وخاضعا للشركات والمؤسسات وأصحاب رؤوس الأموال من داخل حزبه أو من خارجه، ويتيح النظام الانتخابي هذا الدعم بشروط، أما في الكويت فليس هناك مبرر للدعم غير القانوني أصلا إلا لإيصال من يريد أصحاب النفوذ أن يصل لضمان سير المجلس وقوانينه لمصلحة هؤلاء المتنفذين وإبطال دور المجلس في الرقابة والمحاسبة.

في أميركا سمعنا وما زلنا نسمع أسلوب الردح والتشهير العلني واستخدام كل الوسائل الفاضحة عبر وسائل الإعلام التي يتوزع ولاؤها بين المرشحين كل حسب اختياره أو مصلحته، وعندنا توظف وسائل إعلام خاصة لضرب الخصوم وتلميع المرشح الذي دفع أو دُفع عنه أكثر، وقد شاهدنا في الانتخابات الماضية وفي هذه الانتخابات الدور الذي قامت به بعض وسائل الإعلام في إسقاط بعض المرشحين. كان يتم تلميع السيئين وضرب المرشحين حسني السمعة.

لا فرق ببن انتخاباتنا وانتخاباتهم، فنحن للأسف اتخذنا أسلوبهم نموذجا، واعتبرنا ديمقراطيتهم هي الصحيحة، وأننا يجب أن نتبع سيدة الديمقراطية في العالم، ديمقراطية المقتدرين أو من يمثلهم.

نحن ننحدر بديمقراطيتنا المنقوصة أصلا حتى تحولت إلى شكل خالٍ من أي مضمون، ولن تقوم لها قائمة إلا باختيار المرشح النظيف الكفؤ المؤمن بوطنه وشعبه وحقه في حياة كريمة، ولا بد من حسن الاختيار لمن نراه قادرا على مكافحة الفساد ورفع سقف الحريات والمساهمة في تطوير البلاد، وليكن اختيارنا بعيدا عن الراشين والمرتشين والذين يعملون ليلا نهارا على تخريب النفوس وإيصال ضعيفي النفوس، نريد استعادة مجلسنا من الخاطفين وإيصال خمسين نائبا من الشباب المخلصين في كل دوائر الانتخاب، ونستطيع هذا بتنطيم الاختيار حتى بين أفراد العائلة الواحدة لتوزيع أصواتهم على العشرة المطلوبين من كل دائرة انتخابية.

لن تتغير الأحوال ونحن نستعيد الوجوه نفسها أو نستعيد الصفات نفسها في المجلس القادم، بيد الناخبين إنقاذ المجلس وسمعته ودوره في حماية الكويت وحمايتنا جميعا.