بدأت القوات العراقية، أمس، تأمين مواقعها داخل مدينة الموصل من ناحية الشرق وتحصينها، وقد أوقف جهاز مكافحة الإرهاب (القوات الخاصة) تقدمه السريع داخل الساحل الأيسر من المدينة (شرق وجنوب شرق) لتمشيط المنطقة بالتزامن مع اندفاع القوات من ناحية الجنوب لاقتحام منطقة حمام العليل حيث باتت على بعد 16 كليومتراً من مطار الموصل الدولي.وفي شرق المدينة، تحركت القوات بحذر، وسط مخاوف من الكمائن، والأنفاق السرية، والألغام، وذلك غداة تمكنها من دخول ضواحي مدينة الموصل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، حيث سيطر على منطقة كوكجلي واندفع باتجاه حي الكرامة والقدس، وأطراف أحياء سومر وفلسطين ويارمجة والانتصار شرق المدينة، واقتحم منطقة جديدة المفتي جنوب شرق المدينة.
وأفادت التقارير الميدانية بأن مسلحي "داعش" أبدوا مقاومة شرسة، معتمدين على الصواريخ وقذائف الهاون ورصاص القناصة.ونفى قائد "عمليات قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالامير يارالله توقف العمليات، مؤكداً أن "القطعات العسكرية مستمرة بالتقدم باتجاه الأهداف داخل الساحل الأيسر في مدينة الموصل"، وأضاف، أن "تلك القطعات تقوم حاليا بعملية تنظيف المناطق من مخلفات داعش، وتهيئتها لعودة المواطنين". وكان عدد من وسائل الإعلام نشر أخبارا افادت بأن العمليات العسكرية توقفت في مدينة الموصل بسبب سوء الأحوال الجوية.وقال قائد الشرطة الاتحادية في بغداد الفريق رائد شاكر جودت أمس، إن 16 كيلو مترا تفصل قواتنا عن مطار الموصل بعد أن تمكنت حتى الآن من تحرير 12 قرية تقع على مشارف ناحية حمام العليل، جنوب الموصل.وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة بالجيش العراقي، في بيان أمس، إن عناصر لواء المشاة 71 الفرقة 15 تمكنت كذلك من السيطرة على قريتي الخفسان وقطبة القريبتين من حمام العليل.
التلفزيون الرسمي
في السياق، تفقد قائد العمليات المشتركة في الجيش العراقي الفريق ركن طالب شغاتي، أمس، محطة التلفزيون الرسمية في الموصل، التي دخلها جهاز مكافحة الارهاب، أمس الأول.سيد الشهداء
إلى ذلك، واصلت فصائل الحشد الشعبي الشيعية التصعيد، مثيرة مخاوف سياسية وامنية. وبعد تصريحات ممثالة من قادة "الحشد"، أكد الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، أمس، أن الكتائب ستلاحق تنظيم "داعش" في الأراضي السورية بعد تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل.عودة النازحين
في السياق، أعلن النائب عن محافظة نينوى عبدالرحيم الشمري، أمس، عن عودة 10 آلاف نازح الى قراهم التي تم تحريرها في جنوب الموصل بعد أن تركوها لأيام قليلة بسبب العمليات العسكرية الجارية لتحرير المدينة.وقال الشمري، إن "هناك نوعين من النازحين في المحافظة، الأول هم الذين ينزحون ليومين أو اكثر بقليل من قراهم التي فيها تحرير ثم يعودون لها بعد التحرير"، موضحاً أن "عدد القرى التي عادوا إليها أولئك النازحون بحدود 15 قرية في جنوب الموصل وعددهم يصل الى 10 آلاف نازح".تصعيد كلامي
على صعيد آخر، وصف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه "ضعيف"، بعدما حذر تركيا من مغبة اجتياح بلاده، ما يشكل فصلا جديدا من التصعيد الكلامي بين أنقرة وبغداد.وكان العبادي حذر، أمس الأول، من أن أي اجتياح تركي للعراق "سيؤدي إلى تفكيك تركيا" وذلك بعد ساعات على ارسال أنقرة دبابات الى الحدود التركية- العراقية.وقال جاويش أوغلو: "إذا كنت بمثل هذه القوة، لماذا سلمت الموصل الى منظمات إرهابية؟ لو كنت قويا، لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال أرضك منذ سنوات"؟ مضيفا: "أنت لست قادرا حتى على محاربة منظمة إرهابية، أنت ضعيف. وبعد ذلك تحاول لعب دور الأقوياء".يذكر أن أنقرة أرسلت، أمس، مزيدا من الدبابات إلى منطقة سيلوبي قرب الحدود العراقية.