موسكو تمهل «الفصائل» إلى الغد للخروج من «حلب الشرقية»

• ترجيح هجوم روسي وفق سيناريو غروزني في يوم الانتخابات الأميركية
• واشنطن: لا تأجيل لمفاوضات السلام ولن نتعاون مع الأسد في تحرير الرقة

نشر في 03-11-2016
آخر تحديث 03-11-2016 | 00:04
فتية يتفقدون مبنى دمرته غارة نظامية على بلدة أورم الكبرى بحلب أمس الأول  (رويترز)
فتية يتفقدون مبنى دمرته غارة نظامية على بلدة أورم الكبرى بحلب أمس الأول (رويترز)
في مؤشر جديد على قرب هجوم واسع حذّرت صحيفة «التايمز» من أنه سيكون على غرار عملية حصار واحتلال العاصمة الشيشانية «غروزني» في 1999، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتمديد وقف الغارات على حلب الشرقية، مع وقف القتال طوال يوم الجمعة، لإعطاء فصائل المعارضة الفرصة للخروج سالمين بأسلحتهم.
طلبت روسيا أمس، من مقاتلي المعارضة السورية المتحصنين في مدينة حلب مغادرتها بحلول مساء غد، مشيرة إلى أنها ستمدد وقفاً للغارات الجوية ضد أهدافها داخل المدينة.

ووفق رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، فإنه سيُسمح لمقاتلي المعارضة بالخروج من المدينة سالمين بأسلحتهم، في ما بين الساعة 09:00 والساعة 19:00 بالتوقيت المحلي في الرابع من نوفمبر من خلال ممرين، موضحاً أنه سيُسمح للمدنيين والمرضى والجرحى بالمغادرة عبر ستة ممرات أخرى.

وأوضح غيراسيموف، أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بوقف القتال "لتفادي وقوع ضحايا دون داع"، مشيراً إلى أن السلطات السورية ستضمن انسحاب قواتها من الممرين المخصصين لمغادرة مقاتلي المعارضة.

وقال: "بما أن زملاءنا الأميركيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الارهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة جميع المجموعات المسلحة وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم"، مؤكداً أن مقاتلي المعارضة أصيبوا بخسائر فادحة في الأرواح والأسلحة والعتاد خلال القتال، وإنهم محاصرون بشكل فعلي و"كل محاولاتهم لتحقيق انتصار في حلب باءت بالفشل".

وفي حين جددت فصائل في المعارضة موقفها الرافض لأي انسحاب من حلب، نقلت صحيفة "التايمز" عن مصدر في أجهزة الاستخبارات الأميركية أمس، أن بوتين سيعطي الأوامر لانطلاق الهجوم الواسع على حلب الشرقية هذا الأسبوع، مشيراً إلى أنه سيستخدم "الوقفة السياسية" في واشنطن خلال يوم الانتخابات الرئاسية، وأن بداية الهجوم مرتبطة بوصول الطراد الثقيل "الأميرال كوزنيتسوف" إلى منطقة المعارك.

وتابعت الصحيفة أنه بحسب افتراض المدير السابق للمعهد الملكي الموحد للدراسات الدفاعية "روسي" مايكل كلارك ستكون الضربة التي ستوجه إلى حلب الشرقية معادلة للضربة التي تعرضت لها مدينة غروزني عامي 1999-2000 وتؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين، وقال: "سوف نعبر عن أسفنا من دون فائدة خلال السنوات المقبلة، كما فعلنا بعد عمليات الإبادة في رواندا وسيريبرنيتسا.

معركة غروزني

ومعركة غروزني، تمكنت خلالها القوات الروسية من حصار واحتلال العاصمة الشيشانية من 25 ديسمبر 1999 إلى 6 فبراير 2000، في عملية خلفت أضراراً هائلة ووصفتها الأمم المتحدة بأنها المدينة الأكثر دماراً على وجه الأرض.

ميدانياً، أعلنت جبهة "فتح الشام" مقتل وجرح العشرات من قوات النظام والميليشيات الموالية في الأكاديمية العسكرية خلال محاولة لاستعادة ضاحية الأسد وقرية منيان غرب حلب، مؤكدة أسر عنصرين أحدهما ضابط برتبة ملازم يدعى شادي بسام معلا من ريف اللاذقية.

عملية سياسية

وغداة إعلان وزير الدفاع سيرغي شويغو تأجيل التسوية إلى أجل غير مسمى، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أمس، أن بلاده تريد تعاوناً "صادقاً" للتوصل إلى عملية سياسية تشارك فيها الحكومة والمعارضة.

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي يوهانيس كاسوليديس، "عندما تبنينا القرار أتذكر كلمات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي قال، إن كل جهة تريد المشاركة في العملية السياسية عليها قطع علاقاتها مع الإرهابيين"، مضيفاً: "لقد مضى عام تقريباً ولا نزال ننتظر تطبيق هذه الأقوال".

وأكد وزير الخارجية الروسي أن قنوات الحوار مع أميركا قائمة، مشيراً إلى "أننا لاحظنا اليوم أن الأميركيين غيّروا خططهم بما يتعلق بالرقة وأجلوا الموضوع إلى أجل غير مسمى".

وبينما اتفق رئيسا أركان الجيشين الروسي والتركي فاليري غرياسيموف وخلوصي أكار على "تسوية النزاع السوري وتطبيع الوضع في حلب، خلال لقاء اتسم "بالانفتاح"، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أن "هناك خلافاً بين أنقرة وموسكو حول مبدأ فصل المعارضة عن الإرهابيين بسورية".

واشنطن ترد

في المقابل، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أمس الأول، تصريحات شويغو حول تأجيل العملية السياسية إلى أجل غير مسمى، مؤكداً أن واشنطن تبذل جهودها من أجل استئناف اللقاءات بين النظام والمعارضة لحل الأزمة.

وإذ أبدى كيربي عدم رغبة واشنطن في أن يستمر الأسد بحكم سورية على المدى البعيد، أكد أن الولايات المتحدة لن تتعاون مع نظامه في تحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم "داعش".

«داعش» والأكراد

وبعد يوم واحد من سحب وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" طلباً لشحن أسلحة للأكراد في سورية بشكل مؤقت، سيطر "داعش" على حقل الرمي و3 تلال محيطه به شرق مدرسة المشاة في ريف حلب، إثر هجوم واسع شنه من أربعة محاور على "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة أميركياً.

لكن فصائل الجيش الحر، المنضوية في "عملية درع الفرات" المدعومة من تركيا، تمكنت من طرد عناصر من "داعش" تسللوا صباح أمس، الى بلدة آخترين في ريف حلب الشمالي مستغلين الأجواء الممطرة وغياب التغطية الجوية، بحسب القيادي في "فيلق الشام" عبدالإله طلاس.

«سبوتنيك» تحاور رئيس المخابرات الجوية

في تطور لافت، كسر اللواء العلوي جميل الحسن رئيس شعبة المخابرات الجوية السورية "سيئة الصيت"، حاجز الكلام، كأول مسؤول أمني كبير في تاريخ سورية، وظهر في لقاء صحافي مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، لم يخل من انتقاد رأس السلطة بشار الأسد، والافتراض بأن أبيه حافظ الأسد كان من الممكن أن يدير المشكلة بشكل حاسم أكثر منه كما تصرف في حماة في 1982، عندما أباد نحو 50 ألفاً.

وبدأ الحسن لقاءه بالدعوة إلى إبادة الشعب السوري، بقوله: "لو حسمنا الموقف منذ البدايات لما وصلنا إلى هنا، ولكن هذا هو قرار القيادة، أنا كان رأيي مختلفاً"، في إشارة منه إلى أنه كان مع القمع الكامل منذ أن بدأت الثورة في درعا.

واستشهد الحسن على رأيه بما حدث في ساحة "تيانانمن" في بكين عام 1989، عندما قام طلاب صينيون باحتلال الساحة مطالبين بالإصلاح والديمقراطية، حيث قال الحسن: "ساحة الطلاب في الصين غيرت الصين، لو لم تحسم الدولة الصينية فوضى الطلاب لضاعت الصين وضيعها الغرب".

لكن الحسن وبعدما شعر أنه "قزّم" الأسد بهذه العبارة، استدرك بالقول "لكن الرئيس الأسد تحمل متاعب كبيرة أكثر من التي تحملها والده، وكل شخص وله ظرفه".

back to top