البرادعي يشغل الساحة... ومعظم شركاء «3 يوليو» يكذبونه

● حملات «تخوين» بحق النائب السابق للرئيس
● السلف يوافقون على روايته بشأن احتجاز مرسي
● «الأحرار»: ينفذ أجندة خارجية لإسقاط مصر
● «تمرد»: كان يعلم رفض «الإخوان» المصالحة

نشر في 03-11-2016
آخر تحديث 03-11-2016 | 00:02
البرادعي في صورة أرشيفية
البرادعي في صورة أرشيفية
تحول النائب السابق لرئيس الجمهورية محمد البرادعي إلى هدف للرماية من معظم الأطياف السياسية في مصر، بعد البيان الذي أصدره، وأكد فيه أنه لم يكن يعلم باحتجاز الجيش الرئيس السابق محمد مرسي، ولم يوافق على خارطة طريق «3 يوليو 2013»، إلا حقنا للدماء.
قبل دعوة للتظاهر في 11 نوفمبر الجاري، روج لها منتمون إلى جماعة "الإخوان"، تحت عنوان "ثورة الغلابة"، تصدر المشهد السياسي المصري محمد البرادعي ببيان أصدره أمس الأول، زعم فيه أنه فوجئ بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، وهاجم فض اعتصام الإخوان، في 14 أغسطس من العام ذاته، وهو الاعتصام الذي راح ضحيته مئات القتلى.

ووجه البرادعي أيضا اتهامات، عبر بيانه، إلى القوات المسلحة والإعلام، متهما إياهم بالخداع والكذب، لاسيما خلال فترة ما بعد إدارة المجلس العسكري، بينما وصف مصدر رفيع المستوى أمس، حديث البرادعي بأنه "مغلوط والهدف منه في هذا التوقيت إثارة البلبلة".

وكشف المصدر، الذي شارك في اجتماع ممثلي القوى السياسية 3 يوليو 2013، أن البرادعي كان على علم بأنه سيتم بحث اتخاذ إجراءات وقرارات بتوافق جميع القوى، للخروج من حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد آنذاك.

وكذب في تصريحات لـ"الجريدة" حديث البرادعي بشأن أن تقدما ملموسا حدث نحو فض الاحتقان بأسلوب الحوار، والذي استمر حتى 13 أغسطس مع الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته، لاسيما ما يتعلق بفض اعتصام رابعة، الذي استمر نحو 50 يوما.

وتابع: "البرادعي نفسه أدرك أن الإخوان لا يرغبون فعليا في فض الاعتصام سلميا، وهي القناعة التي ترسخت لديه ولدى الجميع، بمن فيهم الوفود الأجنبية، خاصة من الاتحاد الإفريقي، وباءت كل الوسائل والمفاوضات بالفشل".

ركوب الموجة

وفيما اعتبر مراقبون أن بيان البرادعي محاولة لركوب موجة "11 نوفمبر"، أصدر مؤسس حركة تمرد محمود بدر، أمس، بيانا، قال فيه: "اجتمعنا في منزل البرادعي قبل 30 يونيو بنحو أسبوع، وتناقشنا في حال نجاح 30 يونيو كيف سيتم انتقال السلطة، وما هو مشروع القوى الوطنية لنقل السلطة، واتفقنا على تولي رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، إضافة إلى حكومة وطنية ذات صلاحيات واسعة، وهو ما ينفي تماما أن يكون لدينا أو لدى البرادعي نية أو رؤية حول الاستفتاء".

وتابع بدر: "يعلم البرادعي جيدا أن الإخوان رفضوا كل دعوات المصالحة، بما فيها الدعوة التي صدرت منه شخصيا وتبنتها مؤسسة الرئاسة، التي كان يعمل بها نائبا للرئيس، ووجهت الدعوة إلى كل القوى بما فيها الإخوان وحضرت جميعا إلا الإخوان، وهو يعلم علم اليقين أن الدولة استجابت لكل ما طلبه البرادعي، وانتظرت فترة طويلة حتى ان المصريين وقتها كانوا يسألون القوات المسلحة (أين تفويضي؟)".

اتهام بالكذب

على الصعيد الحزبي، وصف حزب الأحرار بيان البرادعي بـ"الكاذب"، وقال رئيس الحزب مدحت نجيب إن "بيان البرادعي وتبرؤه من 30 يونيو، رغم كونه شريكا أساسيا فيها يؤكد خيانته للدولة المصرية"، مطالبا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع اليساري رفعت السعيد أن تصريحات البرادعي لا تستحق الاهتمام، وقال لـ"الجريدة": "البرادعي يتوهم أن تكون 11 نوفمبر ثورة جديدة، وهذا مستحيل"، مضيفا: "اعتصام الإخوان كان مسلحا وفقا لتصريحات الإخوان أنفسهم، وكان لابد من القوة لفضه، ولا أعلم ما سبب تصميم البرادعي على إنكار ذلك".

في السياق، وصف عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي المصري محمد عبدالعزيز، ما جاء في بيان البرادعي بـ"الكذب"، وقال في تغريدة على "تويتر": "بصفتي أحد حضور بيان 3 يوليو، أقول بضمير مستريح إن أغلب ما قاله الدكتور البرادعي كذب"، مؤكدا أن "البرادعي هو من رفض الاستفتاء على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكنا معه في ذلك، وأصررنا على العزل الفوري لمرسي".

أصداء برلمانية

وأحدث بيان البرادعي أصداء برلمانية، حيث قال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن اللواء أسامة أبوالمجد إن بيان البرادعي "مليء بالأكاذيب والخداع"، وتوقيته المريب قبل 11 نوفمبر هدفه إثارة البلبلة والتشكيك في ثورة 30 يونيو".

وبالمثل هاجم البيان، وكيل لجنة القوى العاملة في البرلمان جمال عقبي، قائلا: "لا توجد بوصلة محددة للبرادعي، وتجده منحازا بين أوقات وأخرى لفصائل متعارضة"، لافتا إلى أن البيان تكمن أهميته في "التوقيت" كرسالة محفزة للنشطاء قبل دعوات التظاهر في 11 نوفمبر.

في حين، قال النائب البرلماني عضو ائتلاف "25-30" هيثم الحريري إن توقيت طرح بيان البرادعي "غير مناسب"، وقال لـ"الجريدة": "رغم حق البرادعي الكامل في إبداء شهادته بشأن فترة مهمة من عمر الوطن فإنه لم يكن موفقا من حيث اختياره للتوقيت"، مستبعدا مناقشة الموضوع في البرلمان.

«النور» خارج السرب

على النقيض، غرد السلف خارج سرب شركاء "3 يوليو"، حيث تناقلت مواقع إخبارية تصريحا نسبته لمصدر مسؤول في الدعوة السلفية، قال إن ممثل حزب النور السلفي في اجتماع 3 يوليو، جلال مرة، لم يكن على علم مسبق باحتجاز مرسي، ما يؤكد صدق رواية البرادعي.

على إيقاع متناغم، أكد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية عمرو هاشم ربيع أن بيان البرادعي يعبر عن وجهة نظره، التي تحتمل الصواب أو الخطأ، وأنه ضد نظرية التآمر التي يتبناها أنصار النظام، مؤكدا أن ربط بيان البرادعي بتوقيت معين يعد كلاماً أهوج.

ربط بيان البرادعي بتوقيت معين يعد كلاماً أهوج ...عمرو هاشم
back to top