إيران: مئات الاعتقالات بسبب «يوم كوروش» و135 جلدة للنائب العام السابق لطهران
قبل أيام أعلن المدعي العام لمدينة شيراز علي صالحي أن القوى الأمنية اعتقلت رؤوس الحربة المنظمة لتجمع ميلاد كوروش، مؤسس الإمبراطورية الفارسية، المعروف "بتجمع باسارغاد".وتفيد مصادر من عائلات المعتقلين بأن نحو 700 من المشاركين في التجمع تم اعتقالهم باتهامات مختلفة، وهم موجودون في السجن المركزي في مدينة شيراز، وامضى بعضهم الليل في العراء، إذ لم يكن هناك مكان شاغر لهم داخل السجن.ولم يسمح للمعتقلين بالاتصال بعائلاتهم، وبعد أن راجعت العائلات المخافر، مبلغة عن فقدان أقربائها، تم إعلامهم باعتقالهم.
وأضافت العائلات انه تم توجيه اتهامات مختلفة للمعتقلين، مثل الإخلال بالأمن الداخلي للبلاد، وبث الأفكار والشعارات المعارضة للنظام والإسلام، وبث التفرقة العنصرية وتشويش الأفكار والتعامل مع الأجانب وأعداء الثورة والنظام والشرك بالإسلام.وقالت مصادر لـ"الجريدة" إن عدد المعتقلين زاد على 700 في اليوم الأول، قبل أن تقوم المحكمة بإخلاء سبيل نحو 400 منهم بكفالات مالية كبيرة، بعد إجبارهم على توقيع تعهد بعدم المشاركة في تجمعات مماثلة في المستقبل.وأضافت المصادر أن القوى الأمنية تحقق مع المعتقلين الباقين، للتعرف على منظمي التجمع، وتطالبهم بالتعرف على صور أشخاص، قاموا بقراءة رسالة من ابن الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، وهربوا من التجمع مستغلين الازدحام وكثافة الحضور، حيث إن القوى الأمنية واجهت مشكلة السيطرة على التجمع، الذي حضره نحو 40000 شخص، وصلوا إلى مرقد كوروش قبل إقفال الطرق الرئيسية والفرعية.واستطاعت القوى الأمنية منع نحو 50 ألف شخص آخر من الحضور بإقفال الطرق ومحاصرة المنطقة الواقعة في بيرسيبولس.وتسبب الحضور الكبير لإحياء المناسبة، الجمعة الماضية، في إرباك قوات الأمن التي لم تتوقع كثافة التجمع الذي خرج عن سيطرتها. وقامت لاحقا باعتقال عدد ممن قاموا بإلقاء الخطابات والشعارات، واعتقل العدد الأكبر بين السبت والثلاثاء في شيراز ومدن أخرى، ومازالت تلاحق عددا منهم داخل وخارج مدينة شيراز بمساعدة التسجيلات المصورة التي انتشرت للحدث على مواقع التواصل الاجتماعي. وبما أن الاحتفال اقيم بالتزامن مع أداء صلاة الجمعة، فإن رجال الدين لم يكن لديهم فرصة لإبداء رأيهم في التجمع والشعارات التي ألقيت فيه، لكن بعد ذلك قام عدد كبير منهم بانتقاد القوى الأمنية، لعدم سيطرتها على الموقف، ومهاجمة منظمي التجمع باعتبارهم معارضين للإسلام والنظام ومروجين للشرك والكفر ويجب التصدي لهم ومعاقبتهم بأشد العقوبات.ومن الشعارات التي اثارت حفيظة علماء الدين في إيران تلك التي كانت عادة تتلى من قبل المحافظين لتمجيد المرشد الراحل خميني والمرشد الحالي علي خامنئي، تلاها المجتمعون لتمجيد كوروش والقومية الفارسية.إضافة إلى شعارات تحمل حساسية مزدوجة، مثل "يا عربي إخرج من إيران"، حيث إن كلمة "عربي" تشير إلى "الولي الفقيه"، الذي يعتبر من السادة ويعود نسبه إلى "الأشراف العرب"، ويلبس عمامة سوداء تنسبه إلى النبي محمد (ص)، وهو الأمر الذي ينصرف على أغلب رجال الدين ورجال السلطة الذين يتلون خطاباتهم ويدرسون باللغة العربية، ويعتبرهم القوميون الفارسيون استمرارا لحكم العرب في إيران.ومن بين الشعارات "إننا لن نسجد للعرب"، و"لن نكون عبيدا للعرب"، حيث يعتبر القوميون، وخصوصا الزرتشتيين، أن "الصلاة والسجود باتجاه مكة" هو "سجود للعرب وتحقير للقومية الإيرانية"، إضافة إلى شعارات عادة تستهدف علاقة إيران مع "حزب الله" اللبناني والفلسطينيين وسورية والعراق، رفعت لأول مرة في الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009.وفي محاولة لعدم تكرار الحدث قرر مساعد رئيس الجمهورية للتراث والسياحة منع جميع الشركات والمؤسسات السياحية من إقامة رحلات مستقبلية، بمناسبة ميلاد كوروش قبل وبعد خمسة أيام من ذكرى ميلاده.في سياق منفصل، حكمت محكمة إيرانية على النائب العام السابق لطهران سعيد مرتضوي، بالجلد 135 جلدة، لإدانته بهدر واختلاس المال العام، عندما كان على رأس مؤسسة الضمان الاجتماعي.وقال محامي موظفي الضمان، الذين رفعوا الدعوى، إن "مرتضوي الذي عين على رأس الضمان الاجتماعي في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، حكم عليه بـ70 جلدة لاختلاس المال العام، و65 جلدة للإهمال".ونشر مرتضوي، المعادي للتيار الإصلاحي، والذي أرغم على الاستقالة في 2010، رسالة أعرب فيها عن ندمه، وطلب المغفرة في سبتمبر الماضي، علماً أن بإمكانه استئناف الحكم.