صعوبات كلينتون قد لا تمنح ترامب الرئاسة
قبل خمسة أيام على بدء الانتخابات الأميركية الرئاسية والعامة، يصعب تبني وجهة النظر التي تعتقد ان المرشح الجمهوري دونالد ترامب في طريقه الى تحقيق فوز تاريخي على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون رغم ما جرى أخيرا.بعيداً عن استطلاعات الرأي التي أعطت ترامب أو كلينتون تقدما، لا شك في أن المنافسة محتدمة بينهما، خصوصا بعد قنبلة مدير الـ"أف بي أي" جيمس كومي حول إعادة التحقيق في بريد كلينتون الالكتروني . لكن الاحصاءات التي قدمتها المراكز والمؤسسات التي تشرف على الانتخابات تشير الى أن التصويت المبكر الذي تجاوز الـ25 مليون ناخب، سجلت فيه كلينتون تقدما فاق 16 في المئة عن منافسها ترامب.وبدا ذلك واضحا بشكل خاص في الولايات المرجحة كولاية نورث كارولينا، حيث سجلت كلينتون تقدما على ترامب بـ13 نقطة في التصويت المبكر.
وبحسب خبراء الانتخابات تعطي تلك الارقام عينة لا يمكن الاستهانة بها في تقدير احتمالات التصويت، ما يجعل الرهان على قراءة الاستطلاعات الأخيرة لتحديد اتجاهات الفوز رهانا خاطئا.لكن تخوف حملة كلينتون من أن تنعكس التغطية الإعلامية المكثفة لأخبار بريدها الإلكتروني على حماسة الناخبين وخصوصاً في أوساط الشباب، قرع جرس إنذار وحفز أقطاب الحزب الديمقراطي وقياداته ورموزه الرئيسة أمثال الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن وبيرني ساندرز وآخرين على المشاركة المكثفة في الايام المتبقية لحض الناخبين على الذهاب إلى مراكز الاقتراع. أوباما الذي أثار في خطاباته ليس فقط القضايا الكبرى التي قال إن ترامب يعاني نقصا فاضحا في إدراكها، لجأ ايضا الى الفضائح النسائية التي احاطت بالمرشح الجمهوري، من دون ان يغرق في تفاصيلها، مستشهدا بدور وموقع زوجته ميشيل أوباما التي تحظى بشعبية غير مسبوقة بالنسبة الى زوجة رئيس يغادر السلطة، للدفاع عن كلينتون والتحذير من مغبة عدم الذهاب الى مراكز التصويت لانتخابها.فالديمقراطيون يعلمون ان حظوظ ترامب للفوز تكمن في نجاحه في إثارة حالة من الاحباط والتشكيك في أوساط الجمهور سواء كان ديمقراطيا او مستقلا.تقدم ترامب في استطلاع واشنطن بوست وشبكة اي بي سي امس الاول بنقطة واحدة، لا يمكن الاخذ به وحيدا، في حين يرى البعض ان الاستطلاع قد تكون من مهامه اثارة الهلع في صفوف الرافضين لانتخاب ترامب، وبالتالي حض المترددين للمشاركة في الانتخابات بدلا من الاعتقاد ان حظوظ ترامب قد لا تسعفه أو ان المنافسة برمتها لا تستأهل المشاركة.غير أن أكثر ما أثار الخوف في أوساط حملة كلينتون هو احتمال أن ينجح ترامب في التأثير على الناخبين في "الولايات الزرقاء" اي تلك المحسوبة للديمقراطيين.ترامب الذي جال أخيرا في تلك الولايات يسعى الى اقناع الناخبين إما بالامتناع عن المشاركة او تعديل ولائهم خوفا من "الفراغ" الدستوري الذي هددهم به قائلا، ان مكتب التحقيقات الفدرالي سيحاسب كلينتون على "فضيحتها" التي تعادل فضيحة ووترغيت الشهيرة التي أسقطت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي. وفي ظل عدم توقع ظهور نتائج تحقيقات الـ"أف بي اي" قبل موعد الانتخابات او ظهور فضائح جديدة بحق ترامب، فإن الرهان يبقى منعقدا على حفاظ المتنافسين على مواقعهما كما هي بانتظار الثامن من نوفمبر.