فوجئ المصريون منذ مطلع الأسبوع الجاري بتغير مفاجئ في لون مياه "نهر النيل"، حيث تحول من لونه الأسمر الطبيعي، الذي تغنى به الشعراء على مدار الزمان، إلى اللون الأصفر، بعد أيام من سقوط أمطار وسيول، ضربت عددا من محافظات الصعيد، وأسقطت نحو 60 مليون متر مكعب من مياه السيول في النيل، أواخر الأسبوع الماضي.

وركز اجتماع الحكومة الأسبوعي أمس، برئاسة رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، على الإمكانيات المتوفرة على المدى القصير لمواجهة أي مخاطر قد تتعرض لها بعض المحافظات، خلال موجة السيول المحتملة، وفقا للمعلومات المتوافرة من هيئة الأرصاد الجوية.

Ad

وعكست أزمة "عكارة النيل" على "فيسبوك" و"تويتر" قلق المصريين على النهر، حيث نشروا صورا لمياه النيل في مناطق مختلفة، وقد تحولت إلى اللون الأصفر، لكن خبير المياه العالمي د. نادر نور الدين اعتبرها أمرا مفيدا، حيث أرجع سبب هذا التحول إلى السيول التي ضربت محافظات الصعيد، مثل أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان.

وقال نور الدين: "هذه المحافظات محاطة بمخرات السيول، التي تصب في النيل، وهي محملة بكميات كبيرة من الرمال والطمي، جراء سقوطها على الجبال، وهذا لن يسبب أي ضرر للإنسان، لأن محطات تنقية مياه الشرب تقوم بترسيبها وتنقيتها، لاستخدامها في ري الأراضي الزراعية، ما يفيد الأرض بتراكمات الطمي".

وقال الخبير في المياه ضياء القوصي إن نسبة العكارة في المياه بلغت 250 في المئة، لأن السيول أسقطت نحو 60 مليون متر مكعب، معتبرا أن هذه العكارة ستؤدي إلى زيادة خصوبة الأراضي الزراعية، التي تروى بمياه النيل.

واضاف القوصي: "هذه السيول تجدد التربة، كما كان يحدث أثناء فيضانات النيل، قبل بناء السد العالي، والأمطار عندما تغمر الجبال الجيرية، تؤدي لتحويل المياه إلى اللون الأصفر".