هل تسجن «تكفون لا تخلوني» المرشح 5 سنوات؟
"تكفون لا تخلوني... تكفون الفزعة... هذا عقالي لكم"، بهذه العبارات يختتم بعض المرشحين كلماتهم في اجتماعاتهم مع أبناء القبيلة أو العائلة، للمطالبة بعدم التخلي عنهم في الانتخابات البرلمانية. وتأتي استعانة المرشح بعبارات طلب الفزعة، ورمي العقال أمام الناخبين، من أجل عدم تركه يواجه المعركة الانتخابية وحيداً، ولحث أبناء عائلته على الالتفاف حوله بعدما أصبح الصوت الواحد عزيزاً، ولم يعد لدى الناخب خيارات عدة في التصويت.
وتنامى إقبال بعض المرشحين على طلب "الفزعة" وترديد عبارات الاستعانة بالأقارب بعدما لمسوا نجاحها كوسيلة لوصول النواب إلى مجلس الأمة، لاسيما في المجلس المنحل، لكن يتبقى سؤال مهم هو: هل طلب الفزعة والمناشدة لأبناء القبيلة أو العائلة و"رمي العقال" أمامهم للتأثير على انتخابهم مجرم وفق قانون الانتخاب الكويتي رقم 35/1962؟ هذا التساؤل أجاب عنه أستاذ القانون الجزائي في كلية الحقوق بجامعة الكويت د.فيصل الكندري بأن الضغوط التي يمارسها المرشحون ضد الناخبين- مادية كانت أو معنوية- هي الأشد تأثيراً وخطورة على العملية الانتخابية لإخلالها بمبدأ حرية التصويت.وأضاف الكندري أن الفقرة الثانية من المادة ٤٥ من قانون الانتخاب حظرت مثل هذه الأفعال، ووضعت عقوبة السجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ لكل من يحاول التأثير على حرية الانتخاب، وذلك من أجل تأمين حرية التصويت للناخبين، وللحيلولة دون تعرضهم لأي ضغوط أو إغراءات مادية أو معنوية. وفي خطوة للحد من هذه الظاهرة، بدأ عدد من نشطاء وسائل التواصل الحث على عدم التصويت للمرشحين طالبي "الفزعة"، لأن ذلك سيسمح بوجود اختيارات في المجلس لا تقوم على الكفاءة والسيرة الحسنة والبرنامج الانتخابي.