يؤدي بطولة «الكبريت الأحمر» كل من أحمد السعدني، وداليا مصطفى، وريهام حجاج، وعبد العزيز مخيون، وزكي فطين عبد الوهاب، وحقق المسلسل نسبة مشاهدة مرتفعة تلفزيونياً وعلى «اليوتيوب»، وهو من تأليف د. عصام الشماع العائد بعد سنوات من الغياب عن الساحة، وإخراج سيف يوسف الذي تحمس لاستكمال الحلقات بعد اعتذار المخرج الأول خيري بشارة، ومعاناة العمل أزمات إنتاجية. صنف الجمهور المسلسل كلون من دراما الرعب نتيجة للغموض والإثارة اللذين نتلمسهما في مشاهد تتحدث عن الجان والسحر والشعوذة، فضلاً عن اختفاء أشخاص ونشوب حرائق في المنازل من دون سبب، فهل تقصّد الصانعون استعادة هذا اللون الغائب بحثاً عن جديد يجذب المشاهد؟ وهل نجحت هذه الدراما في الوصول إلى مستوى عال مقارنة بدراما الرعب الأجنبية التي تحقق نجاحاً كبيراً؟
يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي إن صانعي الدراما عموماً والسينما خصوصاً لم يتحمسوا لتقديم الأعمال التي تعتمد في حبكتها على الرعب والإثارة والتشويق، وإن إنتاح هذا اللون تلفزيونياً أصعب منه سينمائياً، مضيفاً أن من الصعب راهناً أن يتوافر لدينا منتج مشابه لنظيره في الأعمال الأجنبية الناجحة، وإن وصل أحد إلى هذه المرحلة فعلينا أن نشجعه ونشيد بما حققه.ويضيف الشناوي أن «من الصعب على الأعمال الدرامية التي تناقش الشعوذة أن تضع حدوداً لمشاكل المجتمع، ولكن في المجمل علينا معالجة هذه القضية لأنها موجودة في حياتنا وليس في الطبقة الدنيا أو المناطق الفقيرة فحسب، بل يلجأ إليها مثقفون كثر ورجال سياسة كبار وفنانون وأطباء. كذلك نجد البعض يلجأ إلى المشعوذين لمحاولة حل مشاكله الصحية بعد فشل العلاج الطبي، ما يعني أنها قضية اجتماعية مطروحة فعلاً».ويؤكد الشناوي أن من يهاجمون تناول مثل هذه القضايا يدفنون رأسهم في الرمال، وهم مقتنعون بأن الأمور كافة على ما يرام، وهو ما يخالف الحقيقة بالتأكيد.
عصام الشماع
يوضح الدكتور عصام الشماع أنه كان بعيداً عن الساحة الفنية منذ فترة لرغبته في البحث عن عمل جيد، ويقول: «المهم أن أقدّم ما أشعر بالرضا عنه كأعمالي كافة، فلا تهمني الكمية بل النوعية. كذلك أنتظر الفكرة الجديدة التي سأنجزها عقب هذا المسلسل لأنني لا أتعجل خطواتي».ويضيف أنه قدم فكرة «الكبريت الأحمر» لأنها تشغل بال كثيرين، فضلاً عن أنها لا تتعلق بالطبقات الدنيا فحسب بل بالطبقات كافة على اختلاف ثقافاتها أو تعليمها، إذ ينفق الجميع على الدجل أموالاً طائلة مهما كان مستواهم المادي ظناً منهم بأنه سيخرجهم مما يعانونه».ويذكر مؤلف «الكبريت الأحمر» أن الأخير لا يصنف على أنه مسلسل رعب لا من قريب ولا من بعيد، مشيراً إلى أن طبيعته والفكرة التي يطرحها وبعض الأحداث أوحت بأنه مسلسل رعب، ويعود التباين في التصنيف إلى اختلاف الطبقات التي تتابعه.سيف يوسف
في السياق نفسه، يقول المخرج سيف يوسف إنه تولى الإخراج في ظروف ضاغطة بعدما كان المسلسل تحت إمرة مخرج آخر، ولكن تعاقد المنتجون مع قناة «أون إي» التي كانت على وشك البدء وضعهم تحت ضغط إنهاء العمل، من ثم كان التعاقد معه لتنفيذه. ويضيف مخرج «الكبريت الأحمر» أنه وافق على تلك المهمة رغم الضغط الشديد بسبب فكرة المسلسل الجادة وأبعادها التي لا تتعلق بالدجل والشعوذة فحسب، بل أيضاً تناقش كيف سيطرت هذه الأفكار على كثير من الشعب، مشيراً إلى طريقة الكتابة اللافتة والمعالجة الدرامية المميزة بقلم الكاتب الكبير عصام الشماع. ويذكر يوسف أن «الكبريت الأحمر» لا يصنف على أنه مسلسل رعب رغم بعض المشاهد التي توحي بهذا، مؤكداً أن من الأفضل تصنيفه كمسلسل إثارة وتشويق وغموض، مضيفاً أنه يبرز فكرة الخرافة في مواجهة العلم ووجهة نظر المؤمنين بالدجل ويبيّن مليارات الجنيهات التي ينفقونها، في مقابل المؤمنين بالعلم وأهميته، وهي أمور موجودة في الواقع ولا نستطيع أن نغفل عنها.