محاكاة المجلس القادم
المجلس القادم لن يحمل معه مفاجآت، بالرغم من أن التوقعات تشير إلى خروج أكثر من نصف أعضاء المجلس الحالي، وذلك يعود لسببين: الأول انحراف الناخب عن الهدف من التغيير، والثاني أن الأحزاب لم تستطع الخروج إلى فضاء المجتمع أسوة ببقية الأحزاب في الدول المتحضرة.
على الرغم من الحل المفاجئ لمجلس الأمة فإن غالبية القبائل أجرت تشاورياتها، وانسحبت الحال على الأحزاب التي حسمت أسماء ممثليها بالدوائر الخمس، مما يدل على أن تشكيل المجلس القادم سيعود بنا للكتل البرلمانية التي ستلقي بظلالها على التشكيل الوزاري للحكومة القادمة. على ضوء تلك المعطيات وكالعادة ستلجأ الحكومة إلى الحل السهل وإلى المحاصصة عند تشكيل الوزارة كوسيلة للتعاون رغم فشل تلك التجربة التي تكررت مع الحكومات السابقة في المواجهات النيابية الحكومية.الحقيقة التي يجب النظر إليها وإعطاؤها الأولوية عند تشكيل الحكومة، إن أرادت الاستمرار والنجاح، تكمن في الانفتاح على الكفاءات، والابتعاد عن فكرة المحاصصة التي كرست مفهوم التفرقة بين أبناء الوطن، وعن الوجوه القديمة التي لم تعد قادرة على مواكبة مستجدات المرحلة القادمة.
على العموم المجلس القادم لن يحمل معه مفاجآت، لا في الأسماء الجديدة ولا القديمة، بالرغم من أن التوقعات تشير إلى خروج أكثر من نصف أعضاء المجلس الحالي، وذلك يعود لسببين: الأول انحراف الناخب عن الجوهر والهدف من التغيير من خلال مساهمته في تكريس مفهوم الفرعيات، وفي انتصاره لنواب المعاملات، والثاني للأحزاب التي لم تستطع الخروج إلى فضاء المجتمع أسوة ببقية الأحزاب في الدول المتحضرة. مرسوم الحل كان واضحاً وجاء صريحاً، حيث لم يكن بسبب توتر العلاقة بين المجلس والحكومة، بل لأجل خطورة تداعيات الأوضاع الإقليمية وانعكاسها على الشأن المحلي، ولذلك كانت العودة إلى الناخب كشريك في القرار ولكونه مصدر السلطات، ومن هنا تأتي أهمية حسن الاختيار. قضية حسن الاختيار مسؤولية مشتركة بغض النظر عن النوع، وما دعوة المرأة التي تمثل أكثر من نصف الناخبين بالتصويت للمرأة إلا دليل على نية البعض في تهميش دورها وإبعادها عن المشاركة الفاعلة في اختيار ممثلي الأمة. في الختام أذكركم ونفسي بقوله تعالى "يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين"، في هذه الآية الكريمة دليل على رجاحة عقل المرأة التي وصفت لأبيها صاحب مدين صفات الرجل المناسب الذي وافق رأيها مع رأي عقلاء البشر من كل أمة، ومع كل الشرائع، فكانت النتيجة نعم الواصف ونعم الموصوف.اللهم نسألك حسن التدبير والتفكير والتوفيق في الاختيار. ودمتم سالمين.