محاكاة المجلس القادم
المجلس القادم لن يحمل معه مفاجآت، بالرغم من أن التوقعات تشير إلى خروج أكثر من نصف أعضاء المجلس الحالي، وذلك يعود لسببين: الأول انحراف الناخب عن الهدف من التغيير، والثاني أن الأحزاب لم تستطع الخروج إلى فضاء المجتمع أسوة ببقية الأحزاب في الدول المتحضرة.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
على العموم المجلس القادم لن يحمل معه مفاجآت، لا في الأسماء الجديدة ولا القديمة، بالرغم من أن التوقعات تشير إلى خروج أكثر من نصف أعضاء المجلس الحالي، وذلك يعود لسببين: الأول انحراف الناخب عن الجوهر والهدف من التغيير من خلال مساهمته في تكريس مفهوم الفرعيات، وفي انتصاره لنواب المعاملات، والثاني للأحزاب التي لم تستطع الخروج إلى فضاء المجتمع أسوة ببقية الأحزاب في الدول المتحضرة. مرسوم الحل كان واضحاً وجاء صريحاً، حيث لم يكن بسبب توتر العلاقة بين المجلس والحكومة، بل لأجل خطورة تداعيات الأوضاع الإقليمية وانعكاسها على الشأن المحلي، ولذلك كانت العودة إلى الناخب كشريك في القرار ولكونه مصدر السلطات، ومن هنا تأتي أهمية حسن الاختيار. قضية حسن الاختيار مسؤولية مشتركة بغض النظر عن النوع، وما دعوة المرأة التي تمثل أكثر من نصف الناخبين بالتصويت للمرأة إلا دليل على نية البعض في تهميش دورها وإبعادها عن المشاركة الفاعلة في اختيار ممثلي الأمة. في الختام أذكركم ونفسي بقوله تعالى "يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين"، في هذه الآية الكريمة دليل على رجاحة عقل المرأة التي وصفت لأبيها صاحب مدين صفات الرجل المناسب الذي وافق رأيها مع رأي عقلاء البشر من كل أمة، ومع كل الشرائع، فكانت النتيجة نعم الواصف ونعم الموصوف.اللهم نسألك حسن التدبير والتفكير والتوفيق في الاختيار. ودمتم سالمين.