الفصائل تضغط داخل «حلب الجديدة»... وموسكو تتوعد

• اقتتال بين فصيلين في «الشرقية»
• «قسد» تقود «تحرير الرقة» وتتفق مع «التحالف» على عدم إشراك تركيا

نشر في 04-11-2016
آخر تحديث 04-11-2016 | 00:04
مقاتلون في جيش الفتح يلتقطون سيلفي على مدخل ضاحية الأسد بحلب الغربية أمس الأول (أ ف ب)
مقاتلون في جيش الفتح يلتقطون سيلفي على مدخل ضاحية الأسد بحلب الغربية أمس الأول (أ ف ب)
استكملت فصائل المعارضة السورية المرحلة الثانية من معركة فك الحصار عن حلب الشرقية، في حين أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» أنها ستقود عملية تحرير الرقة، وحسمت مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عدم مشاركة تركيا فيها.
عشية انتهاء مهلة جديدة أعطاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفصائل المعارضة السورية لمغادرة عاصمة سورية الاقتصادية، أطلق "جيش الفتح" بقيادة جبهة "فتح الشام (النصرة سابقاً) أمس، المرحلة الثانية من "الملحمة الكبرى" لفك الحصار عن حلب الشرقية بهجوم واسع شمل تمهيداً بالأسلحة الثقيلة وسيارتين مفخختين على مواقع قوات الرئيس بشار لأسد والميلشيات المؤيدة لها في الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية وحي حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة .

ووفق قائد عسكري والمكتب الإعلامي لجبهة "فتح الشام" وحركة "أحرار الشام"، فإن فصائل المعارضة، تمكنت من التقدم سريعاً بحلب الجديدة، وسيطرت على كتل أبنية داخله، بعد أن شهدت دفاعات ميليشيات إيران وقوات الأسد انهيارات سريعة تحت الضربات المكثفة وعمليات فرق "الانغماسيين".

وإذ أكدت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "الجماعات المسلحة شنت هجوماً عنيفاً على جبهة منيان، وقتلت 12 مدنياً وأصابت نحو 200 في قصفها العنيف للأحياء الغربية، دمر "جيش المجاهدين" قاعدة "كورنيت" النظامية على مبنى الأكاديمية العسكرية صاروخ تاو"، بحسب تسجيل مصور.

دفع الثمن

وبينما توعدت وزارة الخارجية الروسية بأن "الإرهابيين سيدفعون ثمن محاولاتهم إحباط الهدنة في حلب"، أكدت أنهم استفادوا من الهدنة الإنسانية المعلنة من أجل إعادة نشر قواتهم وتجديد مخزوناتهم.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، "إن الوضع في سورية صعب جداً، وحاول مسلحو تنظيمي داعش وجبهة فتح الشام خرق خط الدفاع للقوات السورية الحكومية في هجوم واسع على غرب حلب من 28 إلى 30 أكتوبر".

خطط بوتين

بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، وهم مدير الديوان الرئاسي أنطون فاينو وأمين المجلس نيكولاي باتروشيف ورئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف ومدير هيئة الأمن الفدرالية ألكسندر بورتنيكوف ورئيس مصلحة الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين، الوضع في سورية عشية انتهاء المهلة المحددة لمغادرة المعارضة حلب الشرقية، وإمكانية "فرض هدنة إنسانية جديدة".

توحد وخلاف

وفي ريف حلب الشمالي، أعلن "لواء سيوف الشام" أمس، انضمامه إلى حركة "نور الدين زنكي" وذلك توحيداً لفصائل المعارضة في ظل الأحداث المتسارعة بجبهات حلب وريفها، داعياً "كل فصائل سورية إلى تنظيم الصفوف ونبذ التفرقة لإسقاط النظام المجرم وميليشياته ودحر عصابة داعش".

وغداة مواجهات غير مسبوقة اندلعت إثر اعتقال مجموعة تابعة لتجمع "فاستقم" القائد الميداني في حركة الزنكي أبو بشير معارة، أنهت "أحرار الشام" و"فتح الشام" و"الجبهة الشامية" و"الفوج الأول" الخلاف باستدعاء قائد التجمع أبو قتيبة من قبل اللجنة القضائية وتسيير قوة عسكرية لفض النزاع في عدة أحياء داخل حلب الشرقية.

وفي ريف دمشق، شهدت بلدة خان الشيح مواجهات هي الأعنف إثر هجوم شنته القوات الحكومية فجر أمس، على مواقع المعارضة على أطراف البلدة ومزارعها بعدعم جوي من الطيران الروسي انتهى بسيطرتها على خربة العباسية، بحسب مصدر سوري.

عملية الرقة

إلى ذلك، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أمس، أنها ستقود عملية تحرير مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" وأن تركيا لن تشارك فيها.

وقال المتحدث باسم القوات المدعومة من واشنطن طلال سلو، في مؤتمر صحافي في الحسكة، إن "وقت الحملة لم يحدد بعد ونمتلك العدد الكافي، وعلى هذا الأساس سنقوم بإطلاقها في وقت قريب"، مضيفاً: "وتم حسم الموضوع مع التحالف بشكل نهائي بعدم مشاركة تركيا فيها".

وقبل ساعات، أكد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أن خطة تطويق الرقة ستتم قريبا بالقوات المتاحة والمحادثات مستمرة مع تركيا بشأن الدور الذي يمكن أن تؤديه "في وقت لاحق".

حيدر كيركان

في الأثناء، أعلن المتحدث باسم "البنتاغون" الكابتن جيف ديفيز أمس الأول أن القيادي الكبير في تنظيم القاعدة حيدر كيركان قتل في غارة بطائرة بدون طيار نفذت في 17 أكتوبر قرب مدينة إدلب، موضحاً أنه "كان عنصراً مخضرماً وخبيراً وكان يرتبط بعلاقات مع كبار قادة القاعدة ومن بينهم أسامة بن لادن نفسه وكان كبير مخططي الهجمات الإرهابية الخارجية وكان يعتزم تخطيط وشن هجمات ضد الغرب".

طرد «العفو»

في المقابل، طردت السلطات الروسية، التي أصدرت أوامر أمس بإرسال الفرقاطة الأميرال "غريغوروفيتش" إلى سواحل سورية، منظمة "العفو" الدولية، بعد اتهامها الكرملين بانتهاك حقوق الإنسان بحملته الجوية في سورية، من مكتبها في موسكو.

وبررت حكومة موسكو، التي استأجرت منها المنظمة الدولية مبناها الكائن في وسط العاصمة بأنها تخلفت عن دفع الإيجار لكن المنظمة قالت إن لديها وثائق لإثبات دفعها للإيجار حتى اليوم.

back to top