«حفلة جنون» مع انطلاق العد العكسي لاقتراع 8 نوفمبر

• ترامب: انتخاب كلينتون سيؤدي إلى أزمة دستورية بل حرب عالمية ثالثة
• هيلاري: تخيلوا دونالد مؤدياً القسم أمام الكابيتول
• أوباما: أنقذوا الجمهورية

نشر في 04-11-2016
آخر تحديث 04-11-2016 | 00:03
قبل أيام قليلة من الاقتراع الرئاسي في اميركا، توقف الحديث بالسياسة وانصرف المرشحان الى تبادل عبارات القدح والذم، وسط حالة من الهستيريا سادت الطبقة السياسية والاسواق ما لبثت ان هدأت أمس مع اظهار الاستطلاعات تقدما طفيفاً للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون
قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ازدادت المعركة شراسة بين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب.

وتنتهي الأيام الأخيرة لحملة الانتخابات الرئاسية بمهرجان من الذم والاتهامات الشخصية لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً يؤدي إلى نفاد صبر الأميركيين.

كما تشهد البورصات الآسيوية والأوروبية بلبلة، وسجلت تراجعاً صباح أمس، غداة الهبوط في بورصة "وول ستريت" بسبب الغموض الكبير بشأن نتيجة استحقاق 8 نوفمبر.

وحتى إذا انتخب الأميركيون كلينتون، لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة، فستبقى وصمة داكنة على هذا الإنجاز التاريخي تكمن في الانقسام الحاد للقوة الأولى العالمية، وتجاهل الدعوات المتكررة إلى الوحدة الصادرة عن أوباما والمرشحين اللذين يتنافسان على خلافته.

وفي مجموعة استطلاعات رئيسية، تقدمت كلينتون ثلاث نقاط على ترامب في استطلاع أجري على المستوى الوطني من قبل "سي بي أس نيوز" وصحيفة "نيويورك تايمز" حيث حصلت على 45 في المئة، مقابل 42 في المئة لترامب.

وكعادته، أظهر استطلاع أجرته صحيفة "لوس أنجلس تايمز" بالتعاون مع كلية "دورنسيف يو إس سي" حصول ترامب على 48 في المئة مقابل 43 في المئة لكلينتون.

وفي استطلاع للرأي أجرته رويترز-إبسوس ونشر أمس الأول، فإن كلينتون تتقدم على ترامب بست نقاط بين الناخبين المحتملين لتحافظ هيلاري بذلك على الفارق نفسه، مثلما كان الحال قبل إعلان مكتب التحقيقات الاتحادي، الذي أشعل الجدل من جديد بشأن قضية رسائلها الإلكترونية عندما كانت وزيرة للخارجية.

التصويت المبكر

وفي سياق متصل، انتهز أكثر من 27 مليون أميركي الفرصة الممنوحة للناخبين بالاقتراع قبل الثامن نوفمبر، في تصويت مبكر يسمح بكشف بعض التوجهات قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية.

وقال خبراء إن عدد الناخبين المسجلين كديمقراطيين، والذين اقترعوا في بعض الولايات كان أكبر من عدد الجمهوريين. لكن مشاركة الشباب والسود، الذين كانوا أساس فوز باراك أوباما في 2008، لم تكن جيدة.

وفي شيكاغو، ساد الحماس لهذا التصويت المبكر.

وتكاد نسبة المشاركة تصل إلى أو تتجاوز تلك، التي سجلت في 2012 عندما أعيد انتخاب أوباما، الذي بدأ حياته السياسية في هذه المدينة.

وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، قال الرئيس أوباما لمواطنيه، إن "مصير الجمهورية بين أيديكم"، ضاماً صوته إلى حملة المعسكر الديمقراطي على ترامب، الذي زار أمس، مجدداً ولاية فلوريدا حيث المعركة محتدمة.

خلال تجمع انتخابي في "تشابل هيل" بولاية كارولاينا الشمالية، قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته: "لديكم فرصة لكتابة التاريخ"، مضيفاً "اطردوا الخوف وعليكم باللأمل ! انتخبوا!"، فيما كثف أخيراً مساهمته في دعم حملة كلينتون.

وأضاف "انها الشخص المناسب، وتصل في الوقت المناسب" مؤكداً أن ترامب ليس مؤهلاً لتولي أعلى منصب. وتابع أوباما: "عندما قلت إن مصير الجمهورية بأيديكم لم أكن أمزح".

وكان أوباما وجه انتقاداً مبطناً لمدير "إف بي آي" جيمس كومي قائلاً، إن التحقيقات يجب ألا تتم وفقاً لإساءات مبطنة أو معلومات غير مكتملة.

ترامب

أمام تقلص الفوارق بين المرشحين في الاستطلاعات، ووسط انهماك المرحلة الأخيرة، تخلى المعسكران عن أي تحفظ. فأمس الأول، أكد المرشح الجمهوري في فلوريدا أن انتخاب خصمته كفيل بإثارة "أزمة دستورية غير مسبوقة" بل حتى "حرب عالمية ثالثة".

وبعد مواجهة ترامب الصعوبات لفترة طويلة في الاستطلاعات اتته فرصة لالتقاط أنفاسه مع إعلان مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) الجمعة إعادة النظر في التحقيق بملف الرسائل البريدية لكلينتون.

وقال في لقاء في بنساكولا في فلوريدا: "سنفوز بالبيت الابيض، كأننا هناك من الآن"، قبل أن يقول محدثاً نفسه بصوت مرتفع "مهلك دونالد، لنحافظ على التركيز".

كما قال ترامب أمام حشد من أنصاره يطالبون بوضع وزيرة كلينتون وراء القضبان، إن المرشحة الديمقراطية: "بالتأكيد ستخضع للتحقيق طوال سنوات عديدة، وربما يؤدي ذلك إلى محاكمتها جنائياً".

ومساء أمس الأول، بدت طائرتا "إير فورس وان" الرئاسية وطائرة دونالد ترامب متوقفتين على مدرج مطار ميامي نظراً إلى أهمية ولاية فلوريدا في الانتخابات الرئاسية.

كلينتون ترد

من جهتها اتهمت كلينتون التي أضعفتها قضية البريد الإلكتروني ترامب بأنه "أمضى حياته وهو يحط من قدر النساء، ويوجه إليهن الإهانات فضلاً عن الاعتداء عليهن".

كما خاطبت مخيلة الأميركيين، وطلبت منهم أن يتصوروا دونالد ترامب في المكتب البيضاوي وبيده الشيفرات السرية النووية.

وقالت في لقاء في لاس فيغاس غرباً، بعد زيارة عاملي كازينوهات، "تخيلوا دونالد ترامب، في 20 يناير 2017، مؤدياً القسم أمام الكابيتول".

ولم تعد المرشحة تتطرق إلى برنامجها إلا بشكل عابر، وأصبحت لقاءاتها كناية عن سرد لأسوأ تصريحات ترامب حول النساء أو المهاجرين او المسلمين وغيرها.

وقالت المرشحة بجدية وقسوة: "إن لم تنتموا إلى فئة ضيقة جداً يشعر أنه مرتبط بها، فلا مكان لكم في أميركا ترامب".

وختمت بالقول "أصدقائي، هذا ليس انتخاباً عادياً".

لكنها استعادت ابتسامها لاحقاً في لقاء ضم 15 ألف شخص في حرم جامعي في تيمبي بولاية أريزونا، هو ثاني أكبر تجمع في حملتها.

قالت كلينتون، إن ترامب "لا يعتبر ذوي الأصول اللاتينية أميركيين أصيلين"، مخاطبة الحشد في هذه الولاية، التي تعد أقلية لاتينية كبيرة وخسرها أوباما، لكن الديمقراطيين يعتبرون أنهم قادرون على استرجاعها.

كما هاجمت كلينتون أنصار ترامب بحدة أثناء تجمع الثلاثاء الماضي في ولاية فلوريدا، عندما رفع أحد المتظاهرين لافتة تتهم زوجها بيل كلينتون بأنه مغتصب.

وقالت: "سئمت فعلاً من السلوكيات السلبية والمظلمة والتقسيمية والخطيرة من قبل أشخاص يدعمون دونالد ترامب"، في مؤشر على أن المصالحة ستكون صعبة بين "الأميركتين اللتين تتواجهان عبر كلينتون وترامب في هذه الانتخابات".

احتفالات في نيويورك

كما أعلنت حملة ترامب أنه سيمضي ليلة الانتخابات في 8 نوفمبر نوفمبر مع أانصاره في نيويورك، على بعد بضعة كيلومترات من تجمع مماثل لمنافسته كلينتون.

وقالت الحملة، إنها من أجل ليلة الفوز الذي يأمل ترامب تحقيقه، فقد حجزت فندق هيلتون ميدتاون في نيويورك الذي يبعد 600 متر فقط عن برج ترامب حيث يقيم رجل الأعمال الثري وزوجته ميلانيا.

أما كلينتون فستكون على بعد ثلاثة كيلومترات تقريباً من منافسها في مركز "جاكوب كي جافيتس للمؤتمرات"، وهو عبارة عن مبنى زجاجي في مانهاتن.

واختارت كلينتون هذا المبنى الزجاجي بالكامل للدلالة على ما دأبت على قوله طوال الحملة الانتخابية من أنها تعتزم تحطيم السقف الزجاجي للسياسة الأميركية، في إشارة إلى أنها قد تصبح أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.

ترامب يفوز في إسرائيل... «الولاية الأولى»

كتبت صحيفة "بوليتيكو" تقريراً قالت فيه إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب حصل على أخبار جيدة من دولة إسرائيل التي اسمتها "الولاية الأولى".

وأشارت الصحيفة الى أنه وفقاً لاستطلاع رأي أجري في الايام الأخيرة، فإن الـ1140 مواطنا أميركيا الذين يعيشون في إسرائيل، وصوت معظمهم مبكراً عبر البريد الإلكتروني، منحوا المرشح الجمهوري تقدماً بنسبة 49 في المئة، في حين حصلت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على 44 في المئة من الأصوات.

المراهنة على ترامب ترتفع

ارتفع عدد المراهنين على فوز دونالد ترامب اثر نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة.

وتمنع القوانين الاميركية المراهنة على نتائج انتخابات محلية او قومية داخل الاراضي الاميركية، لكن ذلك لا يمنع المراهنين من المراهنة على الفائز في مواقع اخرى "اوف شور" سعيا لكسب المال. وفي جامعة ايوا حيث سمح بوضع مراهنات لاغراض اكاديمية، تبين ان ترامب الذي كانت فرصه بالفوز قبل عشرة ايام 9 في المئة فقط ارتفعت الى 40 في المئة الاثنين.

الأميركيون ملوا

من الاهانات إلى التصريحات الشائنة والاتهامات القاسية وتدني الشعبية القياسية لكل من المرشحين، لم يعد الاميركيون يطيقون الحملة الانتخابية الرئاسية وينتظرون بفارغ الصبر نهايتها بعد ان اتخذت احيانا شكل برنامج سيئ من تلفزيون الواقع السياسي.

وقبل ايام على استحقاق الثامن من نوفمبر جاءت هان الى بنسلفانيا لتتشرب بعض التاريخ الاميركي في مونت فيرنون مقر سكن الرئيس الاول للولايات المتحدة جورج واشنطن الذي يبعد ساعة عن العاصمة التي تحمل اسمه. وتوافد زوار من مختلف انحاء البلد لاستكشاف المزرعة التاريخية ذات المشاهد الرائعة لنهر بوتوماك.

وسواء كانوا سيصوتون لصالح الديمقراطية هيلاري كلينتون او الجمهوري دونالد ترامب يعبر الزوار عن الضيق نفسه المشوب بالقلق احيانا. فالكثيرون اسفوا لغياب الاحترام في الحملة ومدى شراستها وافتقارها الى الرؤية والدفق المفرط للمعلومات.

back to top