بينما تكثف الأمم المتحدة والأطراف الدولية المعنية جهودها لإعادة فرقاء اليمن إلى طاولة التفاوض، احتشد الآلاف في مدينة عدن، أمس، دعما لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ورفضا لخطة السلام التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد لمجلس الأمن الدولي لإنهاء الصراع في اليمن.

ورفع المحتشدون الذين تجمعوا في ساحة العروض في قلب مدينة عدن صور هادي بكثافة لأول مرة في المدينة ورددوا شعارات مؤيدة له، ونددوا بإحاطة مبعوث الأمم المتحدة الأخيرة لمجلس الأمن وما تضمنته من اتهامات ومغالطات بشأن الوضع في الجنوب، كما نددوا بالرئيس السابق علي صالح وزعيم جماعة "أنصار الله" عبدالملك الحوثي. وشهدت عدة مناطق تسيطر عليها الحكومة بجنوب البلاد تظاهرات مماثلة رفعت خلالها صور هادي وزعماء دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

Ad

وكان ولد الشيخ قال الاثنين الماضي لمجلس الأمن إن شعب اليمن أسير "للقرارات السياسية الشخصية المتهورة" في إشارة إلى تمسك هادي بمنصبه رئيسا لليمن.

ورفض هادي خطة السلام المقترحة لإنهاء الصراع وقال إن الخطة لن تؤدي إلا إلى المزيد من الحرب والدمار.

وتهمش خطة الأمم المتحدة للسلام هادي الذي يعيش حالياً في الرياض وتقترح تشكيل حكومة من شخصيات أقل إثارة للانقسام، وتقترح تنحي علي محسن الأحمر نائب هادي الذي يحظى بنفوذ كبير وقبول هادي بدور شرفي إلى حد ما، وذلك بعد انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء.

إلى ذلك، توقعت مصادر يمنية أن يصل المبعوث الأممي، إلى صنعاء للقاء وفد الانقلابيين في إطار جولة جديدة من المباحثات، بعد أن زارها الأسبوع الماضي في إطار سعيه لدفع المسار التفاوضي العالق وطرح خطته الأممية على جميع أطراف النزاع.

ورجحت المصادر أن تتم مناقشة بعض التحفظات التي أبداها الوفد المشترك لـ"أنصار الله" وحزب "المؤتمر الشعبي" (جناح صالح) على الخطة الأممية بعد موافقته مبدئياً عليها، واعتبارها أرضية للنقاش.

وسينتقل المبعوث الأممي بعد ذلك إلى الرياض للقاء الرئيس هادي والوفد الحكومي. وفي هذا السياق، كشف مصدر رئاسي أن الوفد الحكومي سيتسلم الخريطة الأممية من ولد الشيخ أحمد في زيارته المقبلة.

ويأتي ذلك في حين أكدت مصادر متطابقة أن جهوداً دولية تبذل لإنقاذ وساطة ولد الشيخ المتعثرة، ولإنهاء النزاع في اليمن قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما.

من جانبها، كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن تحركات دبلوماسية مكثفة في نيويورك والرياض، بشأن حل الأزمة اليمنية.

وتنصب الجهود الدبلوماسية، لاسيما الأميركية والبريطانية على محاولة التوصل إلى مسودة تعرض على مجلس الأمن، لاستصدار مشروع قرار لوقف إطلاق النار باليمن خلال الأيام المقبلة.

في هذه الأثناء، ألقت شرطة منطقة نجران جنوب السعودية القبض على 12 مواطنا يمنيا للاشتباه في انتمائهم إلى المتمردين الحوثيين أثناء حملة على مخالفي القانون في المنطقة الحدودية جنوب المملكة الثلاثاء الماضي.

يذكر أن اليمنيين هم أكبر جالية مهاجرة في السعودية.