المدوِّنة السويسرية كريستينا بازان: لم أكن أملك شيئاً!

«امرأة رقمية» بامتياز وقدوة في عالم الجمال!

نشر في 05-11-2016
آخر تحديث 05-11-2016 | 00:00
النجمة كريستينا بازان أول صاحبة مدوّنة تصبح وجهاً دعائياً لماركة «لوريال باريس». خلال مهرجان «كان» الأخير، أثبتت وهي في الثانية والعشرين من عمرها أنها تسير على خطى ممثلات مثل بلايك لايفلي، وليتيسيا كاستا، وجنيفر لوبيز، وإيفا لونغوريا، وجوليان مور، وناومي واتس.
وُلدت كريستينا بازان في بيلاروسيا حين كان والداها طالبَين شابَّين وعاشت العائلة مع جدتها في استوديو صغير في ضواحي «مينسك». كانت في الرابعة حين رحل والدها إلى الولايات المتحدة بعد نيله منحة لمتابعة تحصيله العلمي كمهندس كمبيوتر: «لحقناه أنا وأمي بعد فترة قصيرة إلى «ليكنسغتون»، كنتاكي. كانت الصدمة الثقافية هائلة. في الاتحاد السوفياتي السابق، لم نكن نملك شيئاً وكنا نموت من البرد. لكن في الولايات المتحدة، كان يجب أن نخفّض حرارة جهاز التدفئة لتجنب السخونة المفرطة وكانت المتاجر تعجّ بمنتجات وألعاب مدهشة».

وجهها لوحة

في المساء، كان والدها يشغّل الحواسيب وهي نائمة على الكنبة. هكذا تعرّفت للمرة الأولى إلى الآلة التي ستغيّر حياتها. كان عمرها ست سنوات حين انتقلت عائلتها للعيش في سويسرا حيث عمل والدها في قسم معالجة أنظمة البيانات في شركة. عاشت الطفلة حينها صدمة ثقافية جديدة بعدما تعلّمت اللغة الإنكليزية خلال بضعة أسابيع واعتادت الأجواء «الودّية» في المدارس الأميركية: «في البلد الجديد، بدا الناس متحفظين وبعيدين وشعرتُ بأنهم يرفضونني. لتجاوز هذا الوضع، تعلّمتُ الفرنسية خلال ستة أشهر».

لكنها لم تستفد من هذه المهارة الجديدة وشعرت بملل. لم يتحسن وضعها في سن المراهقة لأنها لم تتأقلم مع الفتيات الرياضيات والمعزولات في سويسرا وكانت تحب كل ما يخص الماكياج. شعرت بأنها مختلفة جداً ومهمّشة في مجتمعها وأقرب إلى الفتيات الأميركيات في شكلها وأسلوبها لذا لجأت إلى القراءة والكتابة والرسم. كانت تعتبر وجهها لوحة تَخُطّ عليها أساليب مختلفة من الماكياج.

أكبر انتصار

تعشق كريستينا التعلم وتحبّ الرقص والمسرح والموسيقى. في عمر الثالثة عشرة فتحت أول مدونة لها: «كنت أعدّل صوري وأعرض مجموعات كاملة أُرفِقها مع 50 تعليقاً. كان كل ما أعرضه يلقى صدىً إيجابياً. حصدت أول صورة عرضتُها في المدونة آلاف المشاهدات». هكذا وجدت كريستينا طريقتها في التعبير عن نفسها فابتكرت عالماً لم تكن تعلم أنه سيلقى هذا الرواج كله.

تابعت ابتكاراتها مع حبيبها السابق جيم شاردون وجذبت انتباه أهم الماركات. كانت تستوحي أفكارها من مجلة «فوغ» وتحاول التعبير عن معنى الأناقة والجرأة في مدونتها.

في عام 2009، حققت أكبر انتصار حين دعت المجلة الثنائي إلى احتفالها العاشر في اليابان. كان عمرها 17 عاماً وقابلت هناك آنا وينتور. لم تصدّق ما كان يحصل من حولها.

تغيّر الوضع جذرياً في المرحلة اللاحقة فخاضت كريستينا مفاوضات صعبة مع والدها ليوافق على عدم ذهابها إلى الجامعة.

ثم أسست مع جيم مدونة «كايتور» الأنيقة والذكية التي حققت نجاحاً ضخماً. تلاحقت عروض الماركات الشهيرة، أولها «شوبار» ثم «فويتون» وإيلي صعب و«ديور» و«سانت لوران» و«غوتشي»... وصولاً إلى «لوريال باريس». ولتطوير هذا المجال، أنشأت أكاديمية لإعطاء طابع احترافي لعمل أصحاب المدونات.

نجمة حقيقية

أصبحت كريستينا نجمة حقيقية على الإنترنت خلال خمسة مواسم وبدأت تشارك مع خبراء آخرين في ورش عمل تشمل مناهج دراسية دقيقة. في الأكاديمية المحترفة، نجد ثماني نساء من كل عشرة طلاب وتتراوح أعمارهن بين 15 و65 عاماً.

في هذا العالم الجديد قد تُحوّل الكاميرا الثابتة في غرفة صغيرة أي شخص مجهول إلى مخرج أو محرر أو نجم حقيقي! وإذا أقام ذلك الشخص روابط كثيرة في هذا المجال، سيكسب سلطة مطلقة. منذ ذلك الحين، لا تكفّ الماركات عن اقتراح منتجاتها على كريستينا.

اليوم أصبحت كريستينا بازان، مع متابعيها الذين يبلغ عددهم 2.4 مليون شخص، واحدة من أهم أصحاب المدونات في العالم وتسمح لها موهبتها ببيع وشراء حصص لها في السوق. لاستكمال حلمها، تعيش اليوم في لوس أنجليس. وسجّلت أخيراً أغنية بعنوان Out صدرت على موقعَي «أيتونز» و«سبوتيفاي». يمكن اعتبار كريستينا «امرأة رقمية» بامتياز!

back to top