لماذا اخترت العمل مذيعة رغم توافر مجالات أوسع أمامك لتطلّي عبرها على الجمهور كونك خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية؟
من لا يعشق العمل في المجال الإعلامي عموماً والتلفزيوني خصوصاً؟ الإعلام مجلد الإنسان الأبدي، وشاشة التلفزيون مرآته اليومية التي يرى من خلالها نفسه وحقيقة الحياة النابضة من حوله، وحقيقة وجوده وهدفه. لذلك كله تعلّقت بهذا المجال منذ صغري، ليس لأجل الشهرة بل لأن طموحي الدائم أن أكون مذيعة ناجحة تقدم برنامجاً بمصداقية وموضوعية بهدف الوصول إلى الحقيقة وإرضاء أكبر قدر من المشاهدين.من خلال تجربتك، ما مقياس النجاح للبرامج وما الأمور التي يجب أن تتحلى بها المذيعة الناجحة؟
مقياس النجاح تسجّله وسائل رصد البرامج التلفزيونية والإذاعية ومتابعتها، وما أكثرها. أما الأمور التي لا بد من أن تتحلّى بها المذيعة فهي عدم التكلّف فلا تتصنع الأداء ولا تدعي الحكمة أو تبالغ في إطلالتها، مع التحضير الجيد للموضوع ومعرفة الأشخاص الذين تستضيفهم، ما يؤهلها لتخوض في الحديث بثقة تامة ويكون أداؤها مقنعاً، بالإضافة إلى الهدوء والاتزان.لكن ثمة مذيعات يفرضن وجودهن على الهواء مباشرة بسلاح الجمال.
أؤمن بأن الجمال وحده لا يصنع مذيعة متميزة فهي ربما تحظى بإقبال جماهيري لفترة، ولكن بعد ذلك تصبح عبئاً فينصرف عنها الجميع لأن ليس لديها ما تعطيه من فكر أو علم أو مضمون. ولعل ما يؤكد طرحي أن المذيعة الأميركية المتألقة أوبرا ليست ذات جمال قياسي، ولكنها ناجحة ومميزة لأن ثقافتها طغت على جمالها.طموحات بعيدة
ما جديدك بعد عودتك إلى بيتك الأول تلفزيون «الكويت»؟
لدي أفكار عدة لبرامج أقدمها عبر الشاشة، ولكن تحديداً في هذه الفترة أحضّر لبرنامج بعد الانتخابات مختلف في النواحي كافة، وهو من إنتاجي وإعدادي وتقديمي. لما كانت طموحاتي بعيدة إنما منطقية، فأسير نحوها خطوة خطوة ولا أسابق الزمن لأن من يستعجل يخسر كل شيء.قدمت برامج سياسية على قناة «الشاهد». هل تفكرين في إعادة التجربة مستقبلاً؟
قدمت برامج سياسية فعلاً، بل وبرامج في الاقتصاد والطب وكثير من مجالات المجتمع، والحمد لله أملك شخصية قوية وأعرف كيف أدير الحوار وآخذ المعلومة من الضيف. جاء تخصصي الأول في الفنون سينما ومسرحاً وتلفزيوناً وإذاعة. لذا أقدّم الأنواع كافة، لكن السياسة عليها مأخذ أنها موسمية ولفئة معينة فحسب.هل من الممكن أن تقدّمي نشرة الأخبار؟
نعم بالتأكيد. قدمت نشرة الأخبار والنشرة الاقتصادية سابقاً، ورغم جمال التجربة فإنها تبقى جافة وبعيدة عن التواصل مع الناس والجمهور، فضلاً عن أن معظم الأخبار اليوم، من حروب وفيضانات وقتل أبرياء، لا يسرّ قلب عدو ولا حبيب. عموماً، أنا مذيعة شاملة، أقدّم أنواع البرامج كافة وتجاربي في هذا المجال متنوعة، مثلاً «مسائي» كان شامل المواضيع الاجتماعية والفنية والحياتية، وفي «مساء الخير يا كويت» قدّمت الجوانب السياسية والاجتماعية وكانت لي لقاءات مع الناس بأطيافهم.نقطة معينة
هل تفكرين في تكرار تجربتك مع تلفزيون «الراي» أو العمل من خلال المحطات التلفزيونية الخاصة؟
بالطبع أعيدها. ما زالت علاقتي بقناة «الراي» ممتازة. خرجت منها بالتفاهم بعيداً عن أي خلافات أو مشاكل وأخذت حقوقي كافة، فلماذا لا أعيد التجربة إذا توظفت العناصر لبرنامج جيد في مجال الإعلام. كلنا نعمل في دائرة متواصلة لا تقف عند نقطة معينة، بل تتصل بنقاط أخرى .ما الأسباب التي دفعتك إلى عدم الاستقرار على شاشة واحدة بل تنقلت بين أكثر من قناة تلفزيونية من بينها «روتانا» و«ريتمو» و«الشاهد» و«الراي»؟
ربما السبب البحث عن فرصة حقيقية تتلاءم مع قدراتي وحجم خبراتي. عموماً، لم يكن التنقل اختيارياً بل فرضته الظروف في معظم الأحوال، وليس لدي وقت لأنظر إلى الخلف لأنني عاهدت نفسي على أن تكون خطواتي إلى الأمام. متى سترى آخر القصص التي تكتبينها النور؟فرعي
انتهيت من كتابة رواية تشمل جوانب الحياة الاجتماعية، لا سيما طبيعة المرأة وعلاقتها بالرجل.«فكرة التمثيل غير واردة»
تحدثت المذيعة غادة يوسف عن دخولها إلى مجال التمثيل مشيرةً إلى أنها خريجة المعهد العالي للفنون قسم تمثيل وإخراج، وأنها خلال أيام الدراسة تلقّت عروضاً للتمثيل، وهي فعلاً تحبّ هذا المجال وابتكار الشخصية والتحضير لها. وأضافت: «لكني غير متحمسة لخوض التجربة رغم تكرار العروض للمشاركة ضمن مسلسلات رمضان. وفعلاً اتصل بي أحد المخرجين الكبار لأجل دور ولكنني رفضت».تتابع: «أعرف جيداً أن هذا النوع من العمل شاق ويحتاج إلى جهد واحتكاك بأنواع مختلفه من الناس، فضلاً عن أنني لا أحبذ العمل الفني، وفي الخليج لا تتوافر مسلسلات ذات ثقل درامي أو إنتاجي، بل لا أبالغ بقولي إن غالبية الأعمال الدرامية اليوم تفتقد لفكرة جديدة وتسود فيها النمطية، ونشاهد الممثلين مراراً وتكراراً، وقلما يدهشنا تصوير جميل أو إخراج مبهر.