حبكات وتبدلات كثيرة في The Handmaiden
قد يشكّل The Handmaiden إحدى أفضل صفقات الأفلام هذه السنة. يتضمّن هذا الفيلم، وهو الأخير للمخرج الكوري الجنوبي الشهير بارك تشان-ووك، عدداً من الحبكات والتبدلات في القصة والشخصيات يفوق ما نراه في موسم من مسلسل Scandal.
يروي The Handmaiden قصة تخطيط واحتيال عن فترة تاريخية محددة. يدور معظم أجزاء هذه القصة داخل قصر مذهل يخبئ بدوره مفاجآت كثيرة. ولا ينفك الفيلم يبدّل اتجاهاته، رافضاً الكشف عن أوراقه كافة حتى المشاهد الأخيرة.تُرسَل نشالة صغيرة تُدعى سوكي (كيم تاي-ري) للعمل كخادمة لدى هيديكو (كيم مين-هي) التي تعيش في قصر ناءٍ مع عمها كوزوكي (تشو جين-وونغ)، فتخطط سراً مع محتال يُدعى «الكونت» (ها يونغ-وو) لسرقة ثروة المرأة الثرية. لكن القصة تتخذ منحى آخر عندما تطوّر سوكي وهيديكو مشاعر أعمق إحداهما تجاه الأخرى، ما يزيد خطط اللصة تعقيداً.يدوم الفيلم ساعتين ونصف ساعة، إلا أنك لا تشعر خلاله بالملل مطلقاً. لعل أكثر ما شدّ بارك تشان-ووك إليه إمكان سرد قصص مبتكرة في هذا العمل المستوحى من رواية سارا واترز (2002Fingersmith). فالمخرج لطالما فضّل تقديم مجموعة متنوعة من الأفلام، منتقلاً من أسلوب إلى آخر: من فيلم التشويق والحركة Joint Security Area عام 2000 إلى ثلاثيته عن الانتقام Sympathy for Mr. Vengeance عام 2002، Old Boy عام 2003، وLady Vengeance عام 2005.
بعد فيلمه الرومانسي الفكاهي I’m a Cyborg, But That’s OK عام 2006 وفيلم مصاصي الدماء المخيف Thirst عام 2009، قدّم بارك عام 2013 أول عمل له باللغة الإنكليزية بعنوان Stoker، وهو فيلم تشويق شبيه بأعمال هيتشكوك عن تفاعلات الأفراد داخل العائلة شاركت فيه نيكول كيدمان، وميا واسيكوسكا، وماثيو غود.
توقعات كبيرة
نظراً إلى شهرته على الصعيد الدولي، رافقت عودة بارك إلى صناعة الأفلام في كوريا توقعات كبيرة، خصوصاً مع اختيار فيلمه للمشاركة هذه السنة في المباراة الرئيسة في مهرجان «كان»، حيث سبق أن فاز المخرج بعدد من الجوائز.
سبق أن حُوّلت رواية واترز عام 2005 إلى مسلسل قصير عُرض على شبكة BBC وأدت فيه سالي هوكينز دور البطولة، وحافظ على إطار الرواية التاريخي: إنكلترا خلال العصر الفيكتوري. لكن بارك نقل القصة إلى كوريا التي تحتلها اليابان خلال ثلاثينيات القرن الماضي، ما فتح الباب على احتمالات شتى.تساهم الاختلافات في اللغة (تُستعمل اللغتان اليابانية والكورية في الفيلم) في إبراز الميول الثقافية المتضاربة التي ميزت تلك الحقبة. أما الممثلون كيم مين-هي، وتشو جين-وونغ، وها يونغ-وو، فكلهم نجوم محترفون في كوريا الجنوبية. لكن بارك أراد انتقاء وجه جديد لدور سوكي. وبعد بحث مطوّل، وقع اختياره على كيم تاي-ري ليكون هذا أول دور سينمائي لها.قالت كيم، مستعينة بمترجم فيما كانت تجلس إلى جانب بارك: «لا تشعر بأن أي شخصية في النص مستهلكة أو مبتذلة أو مستغلة. لذلك بدا لي مختلفاً عن النصوص الأخرى كافة وأحببته. ما من شخصية ثانوية فيه. على العكس، كلها شخصيات حية وحيوية، ما يجعلها ترسخ في مخيلتك».امتاز فيلم بارك الأول باللغة الإنكليزية Stocker بالجو عينه من الشهوانية. رغم ذلك، يؤكد المخرج أن معظم ما تعلمه من تلك التجربة يرتبط بخصوصيات الإنتاج، ما ساعده في تصوير The Handmaiden بسرعة أكبر مما خطط له.صحيح أنه لم يعقد بعد أي اتفاق بشأن عمل جديد يمكنه التحدث عنه، إلا أنه يخطط لعدد من المشاريع باللغة الإنكليزية ويأمل أن ينجح في التنقل بين الأفلام الإنكليزية والكورية. لكنه أعرب عن سعادته خصوصاً بالترحيب الإيجابي الذي لقيه The Handmaiden لأنه يعني أن الجمهور الذي شاهده في أعمال شديدة العنف مثل Old Boy ستتسنى له فرصة التعرف إلى القلب الرقيق الذي يشعر بأنه ينبض في كل أعماله.ذكر بارك: «إذا تأملت أعمالي كلها، بما فيها Old Boy، تلاحظ في أعماقها فكرة الحب والرومانسية. ولكن لما كان العنف عنصراً شديد البروز، فإنه يخفي كل ما يقف في ظله. يسرني أن أتمكن في هذا العمل من الكشف أخيراً عن محور اهتمامي الفعلي».
الفيلم يدوم ساعتين ونصف ساعة إلا أنك لا تشعر خلاله بالملل مطلقاً