تروي أجزاء الفيلم الدرامي Christine ما حصل خلال أسابيع سبقت انتحار المذيعة كريستين تشوبوك، وتدمج عناصر من حياتها ضمن قصة خيالية تحمل بعداً عميقاً وعاطفياً غير مألوف.

الفيلم من كتابة كريغ شيلويش (أول سيناريو له) ومن إخراج أنطونيو كامبوس (Afterschool بعد المدرسة، Simon Killer سايمون القاتل).

Ad

يركّز العمل على البطلة، وتكون امرأة غريبة ومتخبّطة تحاول دوماً أن تنجح في حياتها ومهنتها لكنها تفشل باستمرار، فلا يحوّل أنظاره عنها مع أن المشاهدين قد يتمنون ذلك في لحظات معينة.

تؤدي دورها ريبيكا هول مقدمةً أداءً غير مسبوق لدرجة أنّ المشاهدين قد يشعرون بأنهم يشاهدون هذه الممثلة للمرة الأولى. تواجه بطلة القصة مواقف عدة وتبدو متأهبة دوماً وكأنها تستعد لخوض المعارك. يبدو شعرها الأسود الطويل والمنسدل حول وجهها أشبه بكفنٍ لها ويعطيها مظهراً جدياً ولو عن غير قصد، فيما تحمل عيناها خليطاً من الهلع والغضب وكأنهما تبكيان باستمرار طلباً للمساعدة.

حبكة بسيطة

بقيت حبكة الفيلم بسيطة بشكلٍ مقصود كي لا تعيق دراسة هذه الشخصية المفصّلة بطريقة غير مألوفة. تُعجَب كريستين بمذيع الأخبار (مايكل هول) الذي يمكن أن يبادلها مشاعرها أو يمكن ألا يفعل. تخبرهما رئيستهما (ترايسي ليتس) بتدني نسبة المشاهدة وتطلب منهما قصصاً أكثر تشويقاً. تعارض كريستين والدتها (ج. سميث كاميرون) التي تعيش معها وتواعد رجلاً جديداً، فتسأل أمها بغضب: {لماذا لا يصغي إليّ أحد؟}. لكنّ كريستين هي التي لا تصغي إلى أحد من حولها.

شكّل عملا كامبوس السابقان محور دراسة للمهمشين الذين يعيشون في حالة دائمة من الانهيار النفسي، ويبقي المخرج في هذا الفيلم المؤثرات البصرية بسيطة مثل ديكور القناة الذي يوحي بأجواء السبعينيات. لكنه يستعمل خليطاً معقداً من الأصوات للّعب على أعصاب المشاهدين. لا مفر من أن يؤثر بنا الفيلم: إنه عمل ممتع ومزعج في آن وكأنه يعطينا لمحة عن المجهول.

يعكس أداء هول مأساة امرأةٍ تتذكر إخفاقاتها دوماً، وتحاول التغلب عليها بالسبل الخاطئة كافة. إنها شخصية مدهشة ومتعددة الجوانب لدرجة أننا سننسى الحدث المحوري في منتصف الفيلم... إلى أن تشتري تشوبوك مسدساً فيتصاعد التوتر مع اقتراب الحدث المريع!