بالعربي المشرمح: صعاليك السياسة!
بعد نجاح الشعب في إسقاط مجلس «القبيضة» وحكومته، شعرت الحكومة بالهزيمة، وشعرت المعارضة بنشوة الانتصار والكبرياء، فنشأت حالة التحدي والفجور في الخصومة بين الطرفين، ليعد كل منهما العدة للقضاء على الآخر دون التفكير في مصلحة الوطن والأمة، ودون أي اعتبار لأي نتيجة تترتب على تلك المعارك العبثية التي حدثت وستحدث بينهما رغم الفرص الكثيرة المتاحة لهما لإنهاء العبث الدائر بينهما، إلا أنهما كابرتا وعاندت كلتاهما الأخرى على حساب الوطن والمواطنين، لتستمر معاركهما العبثية دون إدراك لعواقبها الوخيمة، فحدث ما حدث لجهلهما بالعمل السياسي، وها نحن نحصد نتائجه الوخيمة.يقال إن الكويت «بلد المليون سياسي»، وهي مقولة ساخرة أطلقت بسبب السماح لكل من هب ودب بالتدخل في السياسة دون خبرة أو دراية، ودون أن يعرف نتيجة هذا التدخل المدمر، لذا نجد المعتوه سياسياً والعاطل عن العمل سياسياً والتاجر سياسياً والفاسد سياسياً والجاهل سياسياً، حتى أدرك الجميع أن السياسة مهنة للشهرة والكسب السريع، فتركوا بقية المهن في مهب الريح وانعدم الإبداع في كل المجالات ليتسيد صعاليك السياسة الساحة ويقرروا مصير الأمة بسبب سلطة تريد الانتقام من خصومها ومعارضة لا تتقن سوى العمل الانتخابي ليتغلغل مرتزقة السياسة بينهما ويصبحوا مشاهير للعمل السياسي العبثي الذي نراه ونعاني نتائجه اليوم.
يعني بالعربي المشرمح:بسبب خصومة فاجرة بين السلطة والمعارضة وبعيداً عن العمل السياسي المحترم وعن المصلحة العليا للبلاد والعباد أفسح المجال لصعاليك السياسة، بدعم حكومي وتشجيع من المعارضة، لخوض معارك عبثية، ليتسيد هؤلاء الصعاليك ساحة العمل السياسي ويشوهوا صورة الكويت ويعبثوا بمقدراتها ويزرعوا ثقافة جديدة تسيء لسمعتنا وتاريخنا السياسي والديمقراطي دون وعي، لتصبح السياسة مهنة من لا مهنة له، ووسيلة سهلة للكسب السريع دون مراعاة ما سينتج عنها من كوارث كلنا شاهدها في هذه المرحلة.