يا قوم، ما الداعي إلى الاستهجان العارم لمقولة نائب سابق ومرشح حالي «الحريم... الله يكرمكم»! فهي تعكس ثقافة مجتمع استمرأ إهانة المرأة والحط من مكانتها، ألسنا نردد ما نردده عن نقص عقل المرأة، وانحطاطه عن الرجال وندندنه على أنه من ثوابتنا؟ فكيف بالله على عقولكم التي حيرت علماء «ناسا» أن يكون عقل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أقل من عقل الرجال، وهي التي فرشت الأرض ورداً للاجئين السوريين أكثر من «طوال الشوارب واللحى» الذين اكتفوا بالدعاء والبكاء! هل تملكون الشجاعة أن تتهموا ألمانيا بالسذاجة لأنها أسندت مقاليد حكمها إلى امرأة كالشقراء أنجيلا التي ساهمت في تماسك الاتحاد الأوروبي من التقهقر، وأنقذت اليونان من الإفلاس، لله درها!أين أنتم من امرأة بلغت من العمر عتياً واشتعل رأسها شيباً، ومازالت تحت رحمة وليها الذي في يوم ما كانت تهدهده، وتعلمه، وتربيه، لكنها لم ترق بعد إلى أن تكون ولية على نفسها! فتحيا مجبورة على السمع والطاعة العمياء لوليها، ليقرر مصيرها رغم أنها أعلم منه، ويتحكم في مالها، ولا حق لها إلا في أن تقول «حاضر وتامر» فإن لم تستجب لأوامره سلط عليها سيف القانون الجائر بحقها فقط لأنها امرأة!
ذكرنا نماذج من الظلم الذي يقع على عاتق المرأة العربية التي رسختها الثقافة الذكورية المتعالية عن كل ما يمكن أن يساهم في تطبيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة، والذي أثمر تآكلاً في حقوقها الأساسية، ولم يُبقِ لها إلا الفتات كي تدافع عنه، واعتياد قول «تكرمون» قبل أو بعد ذكرها، وكأنها في نظر القائل «حيوان» أو «نجاسة»، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى مراجعة ثقافتنا وتنقيحها من كل ما يغتال كرامة المرأة!
مقالات - اضافات
المرأة... تكرمون!
05-11-2016