انطلق مساء أمس الاول المؤتمر الطلابي الـ15 لطلبة مدرسة البيان الثنائية، حيث مثل الطلاب نموذجا مصغرا لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل محترف، وتولوا تمثيل دور الامين العام ومساعديه وأعضاء مجلس الجمعية العمومية، وناقشوا قضايا ومشاكل وهموم العالم، وطرحوا الحلول المقترحة للمساهمة في النهوض بالامم وتطوير قدراتها والوصول إلى حياة كريمه لكل شعوب العالم.في هذا السياق، قال الأمين العام المفترض للأمم المتحدة الطالب أمين يونس: "اعتقد أن تجربة نموذج الامم المتحدة فريدة ومفيدة لنا كطلبة وللاشخاص الآخرين، لأننا سنعمل على طرح قضايا تهم العالم بأسره، وسنحاول جاهدين إيجاد الحلول لها".
وأضاف يونس: "أود أن أتحدث عن تجارب ناجحة لدول مثل الصين وألمانيا وغيرهما من الدول التي استطاعت تحقيق إنجازات صناعية وثقافية وعلمية، وهنا نطرح تساؤلات: لماذا لا نسعى إلى أن نكون مثلهم؟ ولماذا لا تكون لدينا مشاريع ناجحة ونحقق للبشرية مستقبلا أفضل؟".وأشار إلى أن "ألمانيا، على سبيل المثال، أحد الشوارع الرئيسية السريعة بها لا يتم تحديد السرعة فيه، ومع ذلك نجد معدل الحوادث في هذا الشارع تحديدا أقل بكثير من الشوارع التي يتم تحديد معدل السرعة فيها، وهنا علينا أن نبحث عن الاسباب وراء ذلك لمعرفتها ومحاولة تطبيقها في اماكن اخرى، لتكون هناك فائدة عامة للجميع". وزاد: "ما اقصده أننا سنبحث عن المشاكل والحلول التي يمكن ان تخدم الجميع، فنحن نبحث عن حلول لمعوقات تطور العالم أجمع وليس بقعة محددة، فنحن لن نكون أنانيين في البحث عن حلول لمشاكل معينة، بل سنتوسع لنشمل العالم كله، فالطالب متاح له اختيار أي دولة، وعليه أن يبحث عن مشاكلها والمعوقات التي تواجهها والحلول التي يقترحها، وسيتم طرحها على أعضاء المجلس لمناقشتها، بحيث يكون البحث والحلول جماعية، ويتم اتخاذ قرارات بشأنها".من جانبه، ذكر نائب الامين العام المفترض الطالب ضرار المرزوق أنه سيعمل مع زملائه على تحقيق الهدف الدول ومناقشتها في الاجتماعات التي سيعقدها الطلبة بالمدرسة، بشكل مشابه لما يتم عقده من اجتماعات في الامم المتحدة".واضاف المرزوق ان الهدف من ذلك هو "البحث عن حلول لقضايا الدول، وهذا الامر يساهم في تطوير قدرات الطلبة في التفكير والبحث عن الحلول، ونأمل أن نساهم في خلق جيل واع لمشاكل وهموم المجتمعات والبحث عن حلول ناجعة لها".
تحقيق الهدف
من جهته، أكد المدير العام لمدرسة البيان كوسفا غراف "نأمل من طلبتنا أن يستطيعوا تحقيق الهدف من إنشاء نموذج مصغر للأمم المتحدة، حيث يتولى كل طالب اختيار دولة، ثم يبدأ دراسة واقعها والمشاكل التي تعانيها، ومناقشة هذه المشاكل في اجتماع الامم المتحدة المقرر عقده، وطرح الحلول ومشاركتها مع الاعضاء الآخرين". وتابع جراف: "حقيقة لمسنا أن لدى طلبتنا افكارا وحلولا جميلة ومبتكرة، ونأمل أن يستطيعوا تحقيق الهدف من هذا المشروع، بحيث يكون لدينا اعضاء مستقبليون للأمم المتحدة واشخاص قادرون على المناقشة وطرح المشاكل والحلول والتفكير بجدية، ونحن في المدرسة نعتقد أنها فكرة رائدة وجميلة لجعل الطلبة مبدعين ومفكرين وخلاقين".بدورها، قالت نائبة المدير العام مها قدورة إن المشروع عبارة عن مؤتمر مصغر للأمم المتحدة يؤديه الطلبة وكأنهم سفراء للدول المحددة، بحيث يأخذ كل طالب قضية للتعبير والدفاع عنها، ويعتبرها قضيته، ويمكن اعتبارهم سفراء لهذه البلدان التي اختاروها، "ونأمل أن يتمكنوا من ايجاد حلول للمشاكل التي تواجه العالم مستقبلا".صادق: الفقر قضية الأمم والكويت داعم كبير للمساعدات
استضافت مدرسة البيان، في مؤتمرها الطلابي، المستشار الاقتصادي بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية عبدالكريم صادق، الذي تحدث عن إحدى مشاكل العالم، وهي الفقر، وتوفير الغذاء لسكان العالم، مؤكدا أن موضوع المؤتمر يتعلق بالطلاب لتمثيل مجموعة لدراسة قضايا شبيهة للقضايا التي تدرس في الامم المتحدة.وأضاف صادق أن قضية الفقر توليها منظمة الامم المتحدة اولوية كبيرة، وكذلك الامكانيات المتاحة للتغلب عليها والتي طال انتظار معالجتها طويلا، ومناقشة الجهود التي تقوم بها المنظمة العالمية للقضاء على الجوع والفقر في العالم، وخاصة أن الامم المتحدة اتخذت قرارا في عام 2000، واصدرت عنوان الألفية للتنمية بطرح 8 أهداف تحقق منها الكثير، ولكن بقي الفقر والجوع، وتمت توسعة هذه الاهداف في سبتمبر 2015 ولاتزال هذه القضية قائمة.واوضح ان اكبر مشكلة تواجه العالم حاليا هي مشكلة المياه، لأن تعداد السكان في العالم يتزايد بشكل كبير، ومن المتوقع أن يزيد بنحو ملياري نسمة خلال الثلاثين سنة المقبلة، حيث من المتوقع ان يصل عدد سكان الأرض إلى نحو 9.7 مليارات شخص عام 2050، «وهذا يضعنا أمام تحديات كبيرة في توفير الغذاء والدواء لهذا العدد المهول من البشر».وذكر أن الكويت من اكبر الدول الداعمة لمشاريع مساعدة الفقراء حول العالم، مؤكدا ان حصول سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على لقب قائد العمل الانساني لم يأت من فراغ، وإنما من خلال دعم سموه لجهود مساعدة الفقراء وتقديم الاموال والمنح للدول المحتاجة.بسام: تلمس هموم الدول ومعالجتها
قال نائب الامين العام في نموذج الأمم المتحدة المصغرة أحمد بسام إن المؤتمر الذي يعقد هذا العام هو النسخة الـ15 من المؤتمر، ويهدف إلى جعل الطلبة يفكرون ويبحثون عن حلول لمشاكل العالم، لافتا إلى أن الاجتماع هذا العام عبارة عن جمعية عمومية مصغرة لمناقشة مشاكل وهموم العالم، وسيركز على الجروح التي يعانيها العالم «فمن الجرح ينطلق النور».وأضاف بسام أن الوطن العربي في الفترة الاخيرة تعرض للكثير من الازمات والجروح، لاسيما من خلال التطورات والثروات التي حصلت، والتي لم تحدث بالضرورة امورا ايجابية، «لذا نعمل على البحث عن حلول لمشاكل الدول من خلال تلمس هذه المشاكل والمعوقات ودراستها بتعمق، ومن ثم طرحها من خلال اجتماع المجلس والمؤتمر الطلابي الذي يمثل نموذجا للامم المتحدة للتفكير بصوت عال عن الحلول والتصويت عليها، تماما كما يحصل في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ولكن بشكل مصغر».