«مهلة حلب الأخيرة» تنتهي... والفصائل تقصف الكاستيلو

• الأمم المتحدة ترفض الإجلاء
• إصابة روسيين وتدمير مروحية
• موسكو: واشنطن تحمي «النصرة»

نشر في 05-11-2016
آخر تحديث 05-11-2016 | 00:05
جنود الأسد على الطريق المؤدي لحي الثلاثة آلاف شقة في منطقة الحمدانية أمس  (أ ف ب)
جنود الأسد على الطريق المؤدي لحي الثلاثة آلاف شقة في منطقة الحمدانية أمس (أ ف ب)
وسط تأهب لعملية واسعة النطاق تشارك فيها القوات الروسية لدعم تهاوي قوات النظام السوري أمام الهجوم الواسع لفصائل المعارضة، انتهت مهلة أخيرة حددتها موسكو لإخلاء حلب الشرقية دون تسجيل أي خروج للمقاتلين والسكان أو تتمكن الأمم المتحدة من استغلالها في إجلاء الجرحى والمرضى.
دخلت المهلة الجديدة، التي منحتها موسكو لفصائل المعارضة السورية والمدنيين، أمس، للخروج من حلب الشرقية سالمين، حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (07,00 ت غ) وانتهت عند الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ).

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه "لم يتم تسجيل خروج أي شخص من أحياء حلب الشرقية"، مؤكداً أن "الهدوء هو سيد الموقف".

واتهم الإعلام الرسمي السوري فصائل المعارضة، التي صعّدت عملياتها منذ أمس الأول، باستهداف معبر الكاستيلو المخصص لخروج المقاتلين فقط من حلب الشرقية بسبعة قذائف صاروخية، مؤكداً "إصابة مراسل الاخبارية السورية وليد هنايا بشظايا القذائف الصاروخية".

المعابر المحددة

وبينما أعلنت الدفاع الروسية عن اصابة عسكريين روسيين جراء قصف من قبل المسلحين في مدينة حلب، دعا الجيش السوري من يرغب من مدنيين الى الخروج خلال فترة الهدنة، وحث الفصائل على "وقف الأعمال القتالية ومغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر الكاستيلو شمالاً ومعبر سوق الخير- المشارقة باتجاه إدلب". أما المعابر الستة الأخرى فهي مخصصة كما في الهدنة السابقة في أكتوبر الماضي لخروج المدنيين والجرحى والمرضى.

وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عدداً من سيارات الإسعاف تنتظر عند حاجز للجيش السوري حيث وضعت صورة للأسد.

إجلاء الجرحى

وعلى غرار هدنة إنسانية بمبادرة روسية أيضاً استمرت ثلاثة أيام وانتهت في 22 أكتوبر، فشلت الأمم المتحدة مجدداً أمس في إجلاء الجرحى والمرضى المدنيين، بسبب غياب الضمانات الأمنية الضرورية وانعدام ثقة السكان والمقاتلين بالنظام وحلفائه.

واعتبرت المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ديفيد سوانسون لفرانس أن "الامم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في اجلاء مدنيين من شرق حلب"، معتبراً المبادرة الروسية "إعلانا احادي الجانب وعمليات اجلاء المرضى لا يمكن ان تحصل سوى اذا اتخذت الاطراف المعنية بالنزاع كل الاجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل".

ورأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان الهدنة غير كافية كونها "لا تمنح الوقت الكافي لاجلاء المرضى او الجرحى المصابين بجروح خطيرة، او لايصال المساعدات الانسانية لسكان حلب".

وعشية مهلة الساعات العشر، صعدت فصائل المعارضة هجومها الذي بدأته قبل اسبوع على الاحياء الغربية، وأطلقت عشرات القذائف، ما أسفر حتى الآن عن مقتل نحو 70 مدنياً، وفق المرصد السوري.

وكررت الفصائل رفض المبادرات الروسية. وقال عضو المكتب السياسي بحركة "نور الدين الزنكي" ياسر اليوسف: "لسنا معنيين بها، ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة".

ونجحت الفصائل خلال هجومها بالسيطرة على منطقة ضاحية الأسد كما تقدمت في مناطق أخرى، وفق المرصد. وهي تسعى الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي لحلب الشرقية، ما يمكنها من فتح طريق وكسر الحصار عن معاقلها.

مروحية روسية

وعلى جبهة أخرى، أعلن تنظيم "داعش" أنه دمر مروحية عسكرية روسية في منطقة حويسيس في ريف حمص (وسط) الشرقي، وفق ما نقلت وكالة "أعماق" المرتبطة به.

وفي حين أكد المرصد استهداف المروحية، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مسؤول روسي أنها تضررت من دون ان يسقط أي ضحايا.

وقالت مصادر اعلامية تابعة للمعارضة إن "اشتباكات عنيفة تدور منذ مساء الأربعاء في ريف حمص الشرقي بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة وبين تنظيم داعش ترافقت مع شن طائرات حربية ومروحية روسية عشرات الغارات وسط قصف متبادل بين الطرفين".

فرصة أخيرة

كشف مصدر عسكري سوري لموقع "النشرة" أن الهدنة الروسية هي الفرصة الاخيرة للمسلحين قبل اطلاق عملية عسكرية كبيرة تضطرهم لتغيير شروطهم وآلية خروجهم، داعيا الاهالي الى الخروج عبر المعابر والضغط على المسلحين للسماح لهم بالخروج.

وأكد المصدر أن التحضيرات لشن هجوم معاكس انجزت وبانتظار ساعة الصفر لبدء عملية جديدة ضد المسلحين واسترجاع ما خسره الجيش خلال الاسبوعين الماضيين، مبيناً أنه لا يتوقع خروج المدنيين من حلب الشرقية رغم التجهيزات الكبيرة التي وضعها النظام من اجل تجنيبهم المعركة المقبلة.

حماية «النصرة»

بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تتخلص من وهمها بشأن إمكانية ترويض الإرهابيين"، مشيرةً إلى أن "الإرهاب مثل الأفعى، تلدغك ما إن تدر ظهرك، ولا يمكن اللعب معها".

وقالت زاخاروفا إن "تصرفات الأميركيين، التي لم تدمر جبهة النصرة، هي دليل واضح على حقيقة أنهم يقومون بحمايتها"، مضيفة: "نحن نعرف جيدا أن دولا غربية وإقليمية وظفت جهودا كبيرة وأموالا ووسائل تقنية لمصلحة جبهة النصرة وتنظيمات إرهابية أخرى، ولكن هؤلاء إرهابيون ومن غير الممكن اللعب معهم".

وفي تطور مهم، قطع الجيش الحر طريق إمداد النظام «أثريا- خناصر» في ريف حلب الجنوبي، ودمر ثلاث سيارات عسكرية بصواريخ مضادة للدروع، إضافة إلى قتل مجموعة من ميليشيا «حزب الله» اللبناني على تلة أحد جراء استهدافها بصاروخ «تاو».

المراكز الطبية

في غضون ذلك، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً شهرياً وثقت فيه 44 حادثة اعتداء على مراكز حيوية طبية ومراكز للدفاع المدني، 31 منها على يد قوات النظام شملت 13 منشأة طبية، و3 سيارات إسعاف و15 مركزاً للدفاع المدني. فيما ارتكبت القوات الروسية 13 اعتداء 6 منها على منشآت طبية، و7 استهدفت سيارات إسعاف.

ووثق التقرير مقتل 10 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني في أكتوبر 2016، يتوزعون إلى 8 على يد قوات النظام، و1 على يد القوات الروسية، و1 على يد جهة لم يتمكن من تحديدها.

«الحر» يقطع الطريق الرابط بين حلب ودمشق
back to top