بدأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري استشاراته النيابية أمس، في الصالون النيابي في مجلس النواب، من أجل التوصل إلى صيغة حكومية من شأنها إعطاء زخم إضافي للعهد. ووصفت مصادر متابعة للقاءات الحريري الأجواء بـ"الايجابية جدا".

واستهل الحريري استشاراته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. ثم التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام الذي قال بعد اللقاء إن "الحريري الذي تمكن من إنجاز الاستحقاق الرئاسي لن يعجز عن موضوع تأليف الحكومة، خصوصا ان الأمور تتكامل مع بعضها لما نريد من مستقبل آمن وناجح للبنان. ونتمنى للحريري كل التوفيق، ونحن موجودون هنا لدعمه".

Ad

وأضاف: "الاجواء في البلد ايجابية بشكل عام، والامور تمضي بشكل صحيح"، مؤكدا أن "اجواء التأليف ايجابية، وسيكون لنا حكومة قريبا، طالما النية موجودة، والجميع مهتمون بانطلاقة واعدة".

وأعلن رئيس كتلة "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بعد لقائه الحريري: "اننا اليوم كالبارحة هنأنا الرئيس الحريري على الثقة التي حصل عليها والتي تعبر عن آمال اللبنانيين في تأليف الحكومة".

وأمل أن "تكون الحكومة قادرة في الفترة الزمنية على تولي المسؤولية على القدر الذي يتوقعه اللبنانيون".

وقال: "وصلنا إلى مرحلة في لبنان لم يعد بإمكاننا فيها التساهل في إدارة الشأن العام، نحن أمام فترة عصيبة يجب أخذ الحذر فيها، لأن الأمر أصبح شديد الخطورة"، مشددا على ضرورة "إخضاع الجميع للمساءلة. وأضاف "الآن يجب تشكيل حكومة بشكل سريع، وندعو إلى تسهيل عملية تأليفها، لأن الناس يريدون حكومة سريعة تهتم بأمور المواطنين".

وأشار الى "اننا أمام فترة عصيبة، ويجب أن نختار الشخص الكفؤ في كل فريق سياسي لتولي أي وزارة"، داعيا الى "تعاون جميع المعنيين في الشأن السياسي لتسهيل عملية التأليف".

وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري تمنيت عليه أن "تكون الحكومة منسجمة لإعادة ثقة الناس بدولتهم، وألا تحمل غموضا فيها لأنها للانتاج لا للتعطيل".

وكان اللقاء الأخير ضمن الجولة الاولى مع كتلة "التنمية والتحرير" الذي اعلن النائب أنور الخليل باسمها، ان "الاجتماع كان مفيدا ومنتجا وصريحا جدا في كل الأمور التي تهمنا وتهم المواطن". وقال: "لم نطلب حقائب معينة على الإطلاق، ولكن طلبنا ان يكون الأمر عاجلا بين الناس".

إلى ذلك، تلقى الرئيس سلام اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اشاد فيه بالدور الذي قام به سلام على رأس الحكومة اللبنانية "في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان وبالجهود التي بذلها لتجنيب لبنان المخاطر في ظل الاحداث المأساوية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط".

وأكد هولاند "وقوف فرنسا الدائم الى جانب لبنان"، متمنيا "النجاح للعهد الجديد".

في المقابل، أكد الأمين لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، أنه «على مدى السنوات السابقة كان الحديث يجري حول أننا لا نريد انتخاب رئيس للجمهورية، وكنا نقول إن ذلك غير صحيح، وبعد حصول الاستحقاق الرئاسي تبيّن أن الملف لم يكن له علاقة بمفاوضات فيينا، ولا بأحداث سورية»، مشددا على أن «إيران وسورية كانتا تريدان أن يكون انتخاب الرئيس في لبنان لبنانيا 100 في المئة».

وأضاف: «يجب أن نتوقف أمام الدور الإيجابي الكبير الذي قام به الرئيس نبيه بري وإدارته الدقيقة لجلسة انتخاب الرئيس يوم الاستحقاق، فكان من الممكن أن يطير الجلسة ولا يُكمل النصاب، لكن بري كان حازما باستكمال الجلسة، وهو جهّز خطاب التهنئة وجلسة القسم».

ووصف نصرالله رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية بالحليف الشريف، ورأى أنه «كانت لديه الفرصة بعد ترشحه من قبل تيار المستقبل بالانتخاب، غير أنه التزم معنا»، وأردف: «لقد بقي فرنجية على التزامه، وهو يمكن أن يُؤتمن على البلد والشعب والدولة»، مشددا على أن «الضمانة الحقيقية لهذا البلد، هو صدق الالتزام بين القوى السياسية».

وقال: «لم نسمّ الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، لكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، وندعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية ووفاق وطني، لأن هذا البلد بحاجة لتعاون كل القوى»، مضيفا: «سنقول للرئيس المكلف إن المعني بالتفاوض حول الحقائب والأعداد هو الرئيس بري، ونحن لسنا جهة مفاوضة، ونريد لهذا العهد أن ينجح، وللحكومة أن تؤلَّف، وأن تنجح، ولا أحد يتعاطى معنا بالنوايا».

صقر: أرادوا تصفيتي ومستعد للمحاسبة

قدّم عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر في حديث لبرنامج "كلام الناس" مساء امس الأول اعتذاره لأهالي زحلة الذين انتخبوه، كما أبدى استعداده للمحاسبة بشأن تقصيره، ولكنه برر غيابه بالخطر الأمني الذي تعرض له بعد إنشاء المحكمة الدولية، مشيراً الى ان "تقاطع المعلومات بين مخابرات الجيش وفرع المعلومات دفعه الى مغادرة لبنان طوال هذه الفترة والبقاء بعيداً عن الأضواء".

مقتل لاعب «العهد» بحلب

أعلن نادي «العهد» الرياضي لكرة القدم أن أحد لاعبيه «استشهد» خلال مشاركته إلى جانب «حزب الله» في المعارك التي يخوضها إلى جانب قوات النظام السوري في مدينة حلب.

ونعى النادي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، لاعبه قاسم شمخة (19 عاما)، الذي قضى يوم أمس الأول، ونشر صورة له مرتديا زي النادي. وكان «حزب الله» قد نعى في الساعات الـ24 الأخيرة 8 مقاتلين سقطوا على جبهات مدينة حلب السورية.