رئيسة كوريا تذرف الدمع ندماً على فضيحة الفساد
ذرفت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي الدمع، أمس، وقالت إن "قلبها ينفطر" بسبب فضيحة سياسية خيمت على رئاستها، وأكدت استعدادها للتعاون مع ممثلي الادعاء في تحقيقاتهم.ووافقت هاي على المثول أمام النيابة للاستماع إليها، وسعت في الوقت نفسه إلى النأي بنفسها عن الفضيحة المدوية التي تمس الحكومة كلها بعد مزاعم بأن صديقة قديمة لها استغلت صلتها بها للتدخل في شؤون الدولة والتربح. وفي خطاب إلى الامة هو الثاني لها في غضون عشرة أيام بشأن الفضيحة أقرت الرئيسة بأنها لم تأخذ حذرها إزاء صديقتها منذ أربعين عاما شوي سون سيل (60 عاما) التي صدرت مذكرة توقيف بحقها، أمس الأول، بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة.
إلا أن هاي نفت في خطابها الشائعات التي سرت بشأن انتمائها إلى فرقة دينية، وأنها أجرت في قصر الرئاسة طقوسا دينية لتحضير الأرواح. كما نفت أن تكون صديقتها استغلت علاقتها بها واطلاعها على أمور البلاد لتعيين مسؤولين كبار في الدولة.وتواجه الرئيسة غضبا متزايدا من الرأي العام بسبب القضية، وتدنت شعبيتها إلى أدنى مستوياتها قبل سنة تقريبا على انتهاء ولايتها.وتريد النيابة معرفة ما إذا كانت سيل استغلت علاقة الصداقة التي تربطها بالرئيسية الكورية الجنوبية لابتزاز كبريات الشركات مثل "سامسونغ" وارغامها على دفع أموال لمؤسسات انشأتها لحسابها. وقالت هاي إنها لن تستخدم منصبها لتجنب الادلاء بإفادتها. وقالت "عند الاقتضاء انا مستعدة للرد بكل صدق على اسئلة محققي النيابة العامة". وأضافت أن "التطورات الاخيرة هي كلها خطئي وتسبب بها إهمالي، لأنني لم احترس" كما ينبغي من شوي.وبموجب الدستور الكوري فإن رئيس الدولة لا يمكن أن يلاحق قضائيا إذا كان يتولى مهامه إلا في حالة العصيان أو الخيانة. لكن مسؤولين كبارا قالوا إن الاستماع لإفادة رئيس أمر ممكن في إطار تحقيق أوسع.وفي كلمتها التي بدا عليها التأثر خلال إلقائها في بعض الاحيان، اوضحت الرئيسة انها "تعيش وحيدة" في مقر الرئاسة وأنها لجأت إلى سيل للحصول على المساعدة والصداقة.واضافت "لا استطيع ان اغفر لنفسي، انا لا أنام الليل".وسيل هي ابنة زعيم ديني غامض يدعى شوي تاي مين، متزوج ست مرات ويحمل عددا من الأسماء المستعارة. وقد انشأ حركة اقرب إلى طائفة سرية اسماها "كنيسة الحياة الابدية"، وأصبح بعد ذلك راعيا للرئيسة بعد مقتل والدتها في 1974 مؤكدا أنها ظهرت له في حلم.ويشتبه بأن ابنته تدخلت في وضع الخطب الرئاسية والاطلاع على وثائق سرية، كما تدخلت في شؤون الحكومة بما في ذلك تعينات على اعلى مستوى.ويرى المحللون ان هاي ستنهي ولايتها الرئاسية على الارجح مع تشكيك في شرعيتها بسبب الفضيحة الى جانب التباطؤ الاقتصادي وتصاعد التوتر مع كوريا الشمالية.