حققت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تقدما ميدانياً على حساب الميليشيات الحوثية المتمردة بمعقلها الرئيسي في محافظة صعدة.

وقال محافظ صعدة هادي الوايلي في تصريحات لقناة "الحدث"، أمس، إن "قوات الجيش تمكنت من تحرير موقع سلاطح شرق منطقة البقع، ونزع ألغام زرعتها الميليشيات الانقلابية وقوات الرئيس السابق علي صالح في المنطقة".

Ad

في موازاة ذلك، شهدت منطقة الخوبة الحدودية بين السعودية واليمن، مواجهات عنيفة تمكنت من خلالها المدفعية السعودية من تدمير عربتين عسكريتين كانتا تُقلان العشرات من قوات صالح وتحاولان التقدم نحو حدود المملكة.

وفي تطور آخر، دمّر طيران التحالف الذي تقوده الرياض دعما لشرعية حكومة الرئيس هادي زورقين تابعين للميليشيات الحوثية، انطلقا من ميناء المخا في اليمن باتجاه المياه الدولية، الأمر الذي يهدد الملاحة البحرية.

وجاء هذا التطور في وقت تتزايد المخاوف الدولية بشأن أمن مضيق باب المندب الاستراتيجي الرابط بين البحر الأحمر وبحر العرب بعد حوادث اطلاق صواريخ من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفن حربية أميركية وتعرض ناقلة غاز لهجوم مسلح بزورق قبالة سواحل اليمن.

ووضعت إفادة للشركة التي تملك نقالة الغاز، أمس الأول، أمن المضيق الاستراتيجي، على المحك بعدما كشفت أن المهاجمين المجهولين الذين فتحوا النار على الناقلة الأسبوع الماضي كانوا يحملون "كمية كبيرة من المتفجرات".

وجاء في إفادة الشركة "أنه لم يعرف نوايا المهاجمين، إلا أن ما توصل إليه التحقيق يشير إلى أن المتفجرات كانت كافية لإلحاق ضرر كبير بالناقلة. لكن يبدو أن المواد الناسفة انفجرت والقارب على بعد 20 مترا من الناقلة مما دمر القارب وأنهى الهجوم".

وقال مصدر بالملاحة البحرية، إنها ربما كانت محاولة لتنفيذ هجوم انتحاري، مضيفا "أي ناقلة للغاز المسال لها هيكل مزدوج، لكن إن كانت المتفجرات كافية لاختراق الهيكل الأساسي فمن المؤكد أنها قد تلحق ضررا بالهيكل الداخلي، وقد يتسرب الغاز ويشتعل".

واعتبر خبراء أمنيون أن التفاصيل الجديدة التي ظهرت بشأن الحادث ستزيد من المخاوف على الملاحة في المضيق الذي يمر فيه الكثير من النفط إلى الأسواق العالمية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف الأطراف الدولية والإقليمية جهودها على صعيد مساعي حل الأزمة اليمنية، وسط أنباء عن اجتماعات مكثفة لسفراء الدول الـ18 في الرياض لدعم جهود خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أخيرا.

وتشير مصادر إلى أن ولد الشيخ الذي وصل صنعاء، أمس الأول، سيناقش مع الوفد المشترك للحوثيين وحزب "المؤتمر الشعبي" (جناح صالح) تحفظاتهم عن بعض بنود الخطة، على أن يتجه بعد ذلك إلى الرياض للقاء الرئيس هادي والوفد الحكومي المفاوض.

هذه التحركات للمبعوث الأممي تأتي في وقت صعدت الحكومة اليمنية من لهجتها ضد الخطة المطروحة، حيث وصفها نائب رئيس الوزراء اليمني عبدالعزيز جباري بأنها غير عادلة، وتهدف إلى تثبيت الانقلاب واعتبرها التفافا على المبادرة الخليجية.

في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن أمس دعم بلاده التام لوحدة اليمن والحل السياسي للأزمة على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وإعلان الرياض وقرارات مجلس الأمن، خلال اجتماعه بنظيره اليمني عبدالملك المخلافي في الدوحة.