أنقرة تستهدف «الشعوب»... و«الكردستاني» يتوعد

واشنطن قلقة... وبرلين تستدعي سفير تركيا و«الأوروبي» يجتمع بسفرائه

نشر في 05-11-2016
آخر تحديث 05-11-2016 | 00:00
No Image Caption
في خطوة زادت من حدة التوتر السياسي والانقسام داخل تركيا، وانعكست سلبا على قيمة الليرة، ألقت سلطات أنقرة القبض على رئيسي "حزب الشعوب الديمقراطي"، الموالي للأكراد، صلاح الدين دمرتاش وفيغان يوكسكداغ، ووضعتهما قيد الاحتجاز الاحتياطي، في إطار تحقيق متعلق بـ"مكافحة الإرهاب" على علاقة بحزب "العمال الكردستاني"، المصنف إرهابياً.

وعرقلت السلطات التركية الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل: توتير وفيسبوك، وتطبيقات الرسائل القصيرة و"يوتيوب"، بالتزامن مع توقيف رئيسي الحزب المدافع عن قضية الأكراد وعدد من نوابه في البرلمان.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إن هجوما بسيارة ملغومة نفذه مسلحون أكراد في مدينة ديار بكر بجنوب شرق البلاد أمس، قتل ثمانية أشخاص وأصاب أكثر من 100 آخرين، بعد ساعات من احتجاز الشرطة لقادة "الشعوب" أكبر حزب بالمنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد.

ووقع الانفجار قرب مركز للشرطة في ديار بكر، حيث احتجز بعض قادة الحزب، الذي يمثل ثاني أكبر كتلة للمعارضة في البرلمان، إضافة إلى عشرة آخرين من نوابه.

وأضاف يلدريم أن النواب احتجزوا، بسبب رفضهم الشهادة في قضايا جنائية، واتهمهم بتشجيع "الإرهاب"، ووعد بإزالة عراقيل الوصول إلى مواقع التواصل "بعد زوال التهديدات المحتملة".

وتأتي الخطوة التي أدت إلى إدانة فورية من الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي أوقفت تركيا عن العمل أو احتجزت أكثر من 110 آلاف مسؤول في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة في يوليو الماضي، فيما تدرس إعادة تطبيق حكم الإعدام، وتأتي أيضا بعد أيام من احتجاز صحافيين من صحيفة معارضة كبيرة.

وبينما قالت مقررة البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا، كاتي بيري، عن دولة تسعى لعضوية الاتحاد الأوروبي "أنباء سيئة للغاية من تركيا. مرة أخرى. الآن احتجاز أعضاء من حزب الشعوب"، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد فيدريكا موجيريني عن قلقها البالغ من الاعتقالات، ودعت إلى اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة.

واستدعت وزارة الخارجية الألمانية القائم بالأعمال التركي، وقالت إن الاعتقال يمثل "تفاقما بالغا في الأوضاع"، لكنها شددت على حق أنقرة في الرد على تهديدات الإرهاب، في إطار احترام دولة القانون ودون تكميم لـ"فواه المعارضة".

في غضون ذلك، وفي حين أعربت الولايات المتحدة عن قلقها تجاه الاعتقالات التركية، طالب رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برازاني، الذي تربطه علاقات وثيقة مع الحكومة التركية، من أنقرة إطلاق سراح أعضاء "الشعوب"، محذرا من أن اتخاذ تدابير ضد المشرعين لن يخدم السلام والاستقرار والتعايش في المنطقة.

وفي حين ينفي حزب "الشعوب"، الذي فاز بأكثر من خمسة ملايين صوت في الانتخابات العامة الأخيرة أي صلات مباشرة بـ"الكردستاني"، توعد أحد كبار قادة الحزب الإرهابي بتصعيد القتال ضد أنقرة، ردا على اعتقال دميرتاش ويوكسكداغ.

ويتعرض جنوب شرق تركيا لاضطراب سياسي وأعمال عنف منذ أكثر من عام، بعد انهيار وقف إطلاق النار مع "الكردستاني"، الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود للمطالبة بحكم ذاتي للأكراد.

back to top