بحضور دبلوماسي رفيع، اختتمت مدرسة البيان ثنائية اللغة، صباح أمس، مؤتمرها الطلابي الـ15 (نموذج الأمم المتحدة الخامس عشر Pearl MUN)، بحضور مندوب الكويت الدائم في الأمم المتحدة سابقا السفير د. عبدالله بشارة، وعدد من السفراء والقائمين بالأعمال والدبلوماسيين، لمناقشة الطلبة في القضايا الدولية، للاستفادة من خبراتهم في المجال الدبلوماسي.

بدوره، أكد المدير العام لمدرسة البيان جوستاف جروب، أن المدرسة طرحت هذا البرنامج الأكاديمي، كنموذج مصغر للأمم المتحدة، للاطلاع على قضايا دول العالم، بجميع أصعدتها، ولغرس تقبل ثقافة الآخر، وتعليم الطلبة كيفية مواجهة المشاكل، والعمل بشكل جماعي على بحث جوانبها، وحلها بشكل موضوعي، مبينا أن البرنامج صُمم ليكون واقعيا للطلبة، لإعطائهم الفرصة الكافية لتبني أفكارهم تجاه قضايا دول العالم ومعالجتها من خلال طرح موضوعي.

Ad

وقال جروب لـ"الجريدة" إن المؤتمر يمكِّن الطلبة من تبني قضايا دول العالم، كل على حدة، ومن ثم دراسة واقعها والمشاكل التي تعانيها، في اجتماع الأمم المتحدة المقرر عقده، وطرح الحلول ومشاركتها مع الآعضاء الآخرين.

من جهته، سرد مندوب الكويت الدائم بالأمم المتحدة سابقاً السفير د. عبدالله بشارة، تجربته الدبلوماسية طيلة سنوات عمله سابقاً ممثلاً عن البلاد، ومراحل حياته في هذا المجال، والتحديات التي واجهته.

من جانبه، ثمَّن السفير البريطاني لدى البلاد ماثيو لودج، جهود مدرسة البيان لإقامة هذا النوع من المؤتمرات الطلابية الضخمة، وعلى مستوى البلاد، مبينا أن المؤتمر يساعد الأجيال القادمة على التعلم من تجارب الآخرين في دول العالم.

وقال لودج لـ"الجريدة"، إن الفعالية مهمة جدا، مؤكدا: "نحن بحاجة لنتعلم من بعض، ونعرف بعضنا بعضا، وكيف يمكننا أن نتناقش في المواضيع، أيا كانت، والاطلاع على تجارب كل منا".

عماد المستقبل

من جانبه، عبَّر السفير المصري لدى البلاد ياسر عاطف، عن سعادته للمشاركة في المؤتمر، مبينا أنه عادة ما كان يشارك فيه بالسنوات الماضية مع أبنائه حينما كانوا في المدرسة.

وقال عاطف لـ"الجريدة"، إن الشباب هم عماد المستقبل، والتواصل معهم مهم، فهم يمثلون في معظم الدول العربية ما بين 60 و70 في المئة.

وأضاف: "من المهم التواصل معهم، وتوضيح ما هو غير واضح لهم، وأنا سعيد بمؤتمر المدرسة، لإتاحة الفرصة للطلبة لتنمية معارفهم، وكيفية الدفاع عن الحقوق التي يرون أنها أساسية للدول التي يمثلونها خلال المؤتمر".

فيما أكد ممثل عن سفارة السعودية، أن الكويت والمملكة لهما دور مماثل ومشابه في العديد من التحركات بالأمم المتحدة ومؤسساتها، مثمنا دور مدرسة البيان في إقامة المؤتمر الطلابي للأمم المتحدة سنوياً.

فرصة ذهبية

ولفت القائم بالأعمال لدى سفارة ليبيا في البلاد عبدالعالي المرتضي إلى أن مشاركة الطلبة في هذه الفعاليات فرصة ذهبية لهم تقدمها مدرسة البيان، لحصولهم على خبرة مميزة، من خلال لقاء المختصين بالسلك الدبلوماسي.

وأكد المرتضي لـ"الجريدة"، أن مشاركة الشباب في هذا المؤتمر تعطيهم تصورا عما يجري في العالم من أحداث، مشيرا إلى أنه استقبل أسئلة رائعة من الطلبة لم يكن يتوقعها، ما يعكس إلمامهم الرائع ونجاح المؤتمر.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة للمؤتمر الطلابي (MUN) في مدرسة البيان أمين يونس: "فخورون بهذا المؤتمر، ونحن سبَّاقون كأول مدرسة أقامته، واليوم موجودون للمرة الـ 15، ومستمرون خلال السنوات المقبلة".

وبيَّن يونس لـ"الجريدة"، أن مشاركة الطلبة في اليوم الثالث من المؤتمر من خلال حديثهم مع سفراء الدول والدبلوماسيين بشكل واقعي ومناقشتهم بشكل مباشر يعكس نجاح المؤتمر.

يذكر أن مدرسة البيان ثنائية اللغة أقامت مؤتمرها السنوي الضخم للمرة الـ 15 في حرم المدرسة بمنطقة حولي، والتي تأسست عام 1977، ولاسيما أنها تعد من أولى المدارس الخاصة في البلاد، كما أنها أول من أسس المؤتمر الطلابي Pearl MUN للأمم المتحدة، والذي تشارك فيه اليوم نحو 12 مدرسة.

ويعد المؤتمر نموذجا مصغرا لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل محترف، إلى جانب تمثيل دور الأمين العام ومساعديه وأعضاء مجلس الجمعية العمومية، لمناقشة قضايا ومشاكل وهموم العالم، وطرح الحلول المقترحة، للمساهمة في النهوض بالأمم، وتطوير قدراتها، والوصول إلى حياة كريمة لكل شعوب العالم.

«الشباب»: حريصون على دعم الطلبة

عبَّر ممثل وزارة الدولة لشؤون الشباب علي الرامزي، عن سعادته بإقامة مدرسة البيان ثنائية اللغة مؤتمر الأمم المتحدة الطلابي بشكل سنوي، مؤكدا أن الوزارة حريصة على لقاء الشباب في جميع الأنشطة والفعاليات.

وقال الرامزي لـ"الجريدة"، إن "الشباب" حريصة على مساعدة الطلبة ودعمهم على تقديم المبادرات الشبابية، وكيفية الاستفادة منها، وحصولهم على الدعم المادي والمعنوي والإعلامي، متمنيا أن يستمر هذا المؤتمر الطلابي خلال السنوات المقبلة.

«الأمم المتحدة»: نشاط مهم للطلبة والشباب

قالت الممثلة المقيمة للأمم المتحدة للبرنامج الإنمائي ديما الخطيب، إن فعالية المؤتمر الطلابي في مدرسة البيان تعد من أهم الأنشطة التي يمكن إقامتها مع الطلبة بشكل خاص، والشباب بشكل عام، لتشجيعهم على العمل الدبلوماسي، وتنمية مهارة التحاور لديهم.

وأضافت الخطيب لـ"الجريدة"، على هامش مشاركتها ختام المؤتمر، أمس، أن الشباب لديهم العديد من المبادرات الرائعة، أبرزها إعادة التدوير، ولا سيما أن بعضهم يطبقونها في منازلهم، فضلا عن مناقشتهم للعديد من الملفات العالمية العميقة، وعلى مستوى عال، متمنية استمرار المؤتمر، لما فيه من مصلحة كبيرة للشباب.