أول العمود:

Ad

قرار سحب أرقام السيارات المخالفة قاس وغير مدروس، لذلك أدخلت عليه استثناءات للطلبة ومراجعي المستشفيات... في السرعة الندامة.

***

"إسلام عمر 1939" أول مسرحية أقيمت في الكويت، ولا ننسى المحاولة الأولى التمثيلية التي أجراها الشيخ عبدالعزيز الرشيد وأقيمت في المدرسة الأحمدية، كان عنوانها "محاورات إصلاحية 1924".

إسلام عمر من تأليف عضو البعثة التعليمية الفلسطينية محمود نجم الذي مثل شخصية الخليفة الفاروق، وشاركه طلبة المدرسة، ومن بينهم الراحل حمد الرجيب الذي أصبح علما ثقافيا وفنيا بارزا في سنوات لاحقة، المسرحية أقيمت في المدرسة المباركية بحضور حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر والمعتمد البريطاني ديكوري وجمهور لافت، أعقبها حفل عشاء في قصر الحاكم لطاقم الممثلين وعرض لهم فيلم للكوميدي الصامت شارلي شابلن.

ذلك حال الكويت منذ تأسيسها، أهلها محبون لكل ما من شأنه "تمدين المجتمع".

هذا ما استرجعته من ذاكرة الكتب أثناء متابعتي لبرنامج افتتاح مركز جابر الثقافي، ربطت بين الحدثين المسرحيين المبكرين قبل استقلال الدولة بـ40 عاما، وبين افتتاح مبنى الجواهر المستلقية على ساحل الخليج العربي.

الحدث جميل، وأسعدنا جميعا، وعلى قدر الفرح نحمل بعض الهموم، تماما كتلك التي تبادرت للذهن بعد افتتاح استاد جابر الرياضي حيث لا رياضة في الكويت!

فهل يصح ذلك مع افتتاح هذا الصرح الثقافي الكبير الذي يصعب هضمه وتشغيله بكوادر كويتية اليوم أخذا في الاعتبار تراجع الفن وهرم شخوصه الذين رفعوا اسم الكويت طوال عقود سابقة.

نسأل هنا: لماذا لم يستطع الكويتيون خلق فرقة أوركسترا كويتية بعد مرور 40 عاما من إنشاء المعهد العالي للفنون الموسيقية عام 1976؟ وأين تبخرت فرقة الأوركسترا التي قادها الموسيقار الشاب سليمان الديكان عندما كان عميدا للمعهد؟ وما السبب الذي يقف وراء اختفائها؟ كان منطقيا أن تتسيد فرقة كويتية خشبة "أوبرا" مركز جابر بعد 4 عقود من الاهتمام بالموسيقى، لكنه التدهور العام لشؤون الدولة الذي بدأ منذ الثمانينيات حيث ازدهرت موجة التشدد الديني وزيادة معدلات فساد الإدارة.

الأوركسترا السلطانية العمانية مثلا تأسست عام 1985 أي بعد تأسيس المعهد العالي للموسيقي في الكويت بـ10 سنوات! واليوم تعد من بين أشهر 3 فرق عربية بعد العراقية والمصرية، وتعمل على سياسة إحلال العنصر العماني من الجنسين بشكل متدرج عبر التدريب الخاص، وهي بدأت بعدد قليل من الهواة، وصارت اليوم فرقة احترافية عالمية.

مركز جابر سيشكل تحدياً للكويتيين، فهو مؤسسة ثقافية وفنية وأدبية عالية الرقي تتطلب ملئها بالطاقات الكويتية، لكن أحوال الثقافة اليوم ليست بالشكل الذي يسعف لتشغيل هذا المبنى الضخم بخامة محلية.

الحدث مفرح كما قلنا، لكنه نكأ الجراح!