روحاني: انعدام الأمن في المنطقة لن يُحل بالأساليب الدبلوماسية أو العسكرية بل بنشر قيم التسامح وثقافته

أكد خلال افتتاح معرض المطبوعات والإعلام الـ 22 اهتمام بلاده بالأقليات

نشر في 06-11-2016
آخر تحديث 06-11-2016 | 00:05
قال الرئيس الإيراني د. حسن روحاني إن معرض المطبوعات والاعلام له اهمية كبيرة وخصوصية، نظرا لارتباطه بالمثقفين ومشاعل التنوير الذين يعتبرون حلقة الاتصال المباشرة بين النظام والشعب، ويوفرون الارضية المناسبة لتطور المجتمع.

وأضاف روحاني، خلال كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المعرض في دورته الـ22 والذي افتتح صباح أمس في طهران، أن الإعلام هو أحد العوامل الرئيسية للتنمية والتطور في مختلف دول العالم، لافتا إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في ظل الظروف المعقدة والملتبسة التي تعيشها المنطقة اليوم.

وتابع: «نمر بفترة عصيبة نحن أحوج ما نكون فيها إلى الأمن والأمان، وهذا ليس مسؤولية القوات المسلحة والسياسيين فقط، بل يحتاج إلى دعم إعلامي توعوي يمكننا من مواجهة الارهابيين والجماعات التكفيرية التي تنتهج فهما خاطئا بعيدا عن الاسلام».

وأشار إلى ان القوات المسلحة تمثل قوة ردع للأعداء، بينما الدبلوماسية والسياسة الخارجية هي أحد الأسباب المباشرة للخروج من الأزمات، أما الإعلام فهو من أهم أسباب التماسك والانسجام بين أفراد المجتمع وأبناء الشعب الواحد إذا ما استقامت أهدافه.

وذكر أن النظام الإسلامي يولي وحدة ولحمة وترابط المجتمع أهمية كبرى، موضحا، على سبيل المثال، أن سقوط الموصل التي يسكنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة كان نتيجة مباشرة لانقطاع السكان عن العاصمة بغداد لا بسبب قوة داعش.

وشدد روحاني على ضرورة حماية الاعلاميين وعدم تكسير الأقلام وتكميم الأفواه، فالأمن لا يأتي من فوهة بندقية فقط، ولكن من خلال نشر الثقافة ومبادئ الحرية المسؤولة، فالترويج للثقافة ونشر الوعي لا يتم الا عبر الاعلام بوسائله المختلفة.

وبين أن الشعب الايراني اليوم هو الذي يقرر مصيره من خلال عملية ديمقراطية حقيقية، وان الحكومة الايرانية الآن بصدد اعداد نظام لتنظيم العمل الاعلامي يمكن وسائل الاعلام، على مختلف مشاربها، من تحقيق أهم رسالة لها، والتي تتمثل في خلق الأمن الثقافي والاجتماعي، وحالة من الرضا بين صفوف الشعب.

انعدام الأمن

وشدد على أن مشكلة انعدام الأمن في المنطقة لن تحلها أساليب دبلوماسية أو عسكرية، ولكن الحل يكمن في نشر قيم وثقافة التسامح التي جاء بها الاسلام، «خصوصا اننا في ايران نعيش ظروفا استثنائية في اعقاب رفع العقوبات الدولية والاتفاق النووي، ونحتاج ان نكون اكثر تضافرا وتماسكا من أجل تحريك عجلة التنمية والمضي قدما نحو آفاق المستقبل»، لافتا إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الاعلام والاعلاميين في توجيه الحكومة وانتقادها فضلا عن مسؤوليتهم عن زراعة الرضا في نفوس الشعب.

ولفت روحاني إلى ان «صورة إيران حاليا اختلفت بشكل كبير في عيون العالم والتخويف منا بما يعرف بالإيران فوبيا قد قل بشكل ملحوظ ففي الامس القريب أجمعت مختلف دول العالم بما فيها الصين وروسيا على ضرورة محاصرة ايران اقتصاديا، إلا ان إيران قد نجحت في تغيير هذه الصورة والتخفيف من حدتها بشكل كبير»، مشيرا إلى ان اجمالي خسائر ايران من جراء الحصار الاقتصادي عليها بلغ 184 مليار دولار كان من الممكن استخدامها في التنمية وحل مشكلة البطالة.

إنجاز كبير

وأشار إلى ان رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران كان انجازا كبيرا بشهادة مختلف دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني ودولة أخرى في المنطقة للأسف، داعيا إلى ضرورة التركيز على الشفافية والصداقة والبعد كل البعد عن الابتزاز الاعلامي، موضحا اشادة العالم بدور الدبلوماسية الايرانية في التعامل مع هذا الملف.

وأوضح ان الفرصة متاحة أمام الايرانيين لتطوير اقتصادهم والاستفادة من مكاسب الاتفاق النووي، داعيا الاعلاميين الى ضرورة مساندة جهود التنمية التي تصب في مصلحة عموم الشعب الايراني.

وأكد روحاني أن بلاده تهتم بالأقليات، وخصوصا السنة منهم، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية، فبلاده تحتاج كل ساعد فيها للبناء واستشراف آفاق المستقبل،لافتا إلى ان وحدة الشعب الايراني هي صمام الأمان لحماية ايران من الفكر الارهابي والداعشي.

الإعلام والتنمية

ومن ناحيته، قال وزير الثقافة والإرشاد الديني الايراني صالحي أميري ان الاعلام نبراس للتواصل لتحقيق نظام اجتماعي متماسك ومتميز، وكلما كان اكثر اضاءة تحركت عملية التنمية.

وأضاف أميري في كلمة ألقاها في افتتاح معرض المطبوعات في دورته الـ22 أن هذا المعرض مناسب لتبادل الحوار والثقافات بين النخب لتحقيق التآلف والتآخي.

وأوضح ان التماسك والاعتدال مؤشرات لخطاب الرئيس روحاني وحثه على التآخي، مطالبا الاعلاميين بتجسيد هذا الخطاب على ارض الواقع، لان جوهره مبني على الاخلاق التي حث عليها الدين الاسلامي.

وأشاد أميري بمستوى هامش الحرية التي يتمتع بها الاعلام في بلده، مشيرا الى أن للشعب الحق في معرفة الحقائق والحصول على المعلومات، لافتا إلى أن الحكومة الإيرانية تستمع الى انتقادات الشعب وتهتم بالشفافية، وترحب بالنقد البناء، ولكنها ترفض في ذات الوقت التخريب.

184 مليار دولار إجمالي خسائر إيران من الحصار الاقتصادي

نحتاج إلى دعم إعلامي توعوي لمواجهة الإرهابيين والتكفيريين
back to top