في واقعة أثارت جدلاً، أوقفت جامعة الأزهر أستاذ العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين، يسري جعفر، ثلاثة أشهر عن العمل، لحين عرضه على مجلس تأديب، بسبب نشره أفكاراً تحث على الكراهية والعنف بين الطلاب، بحسب تصريحات عضو لجنة التحقيقات في الجامعة حامد أبوطالب.حالة الجدل منشؤها أن التهمة المنسوبة من جانب الأزهر ليسري جعفر تتناقض تماماً مع مقاطع الفيديو المنتشرة للرجل على موقع "يوتيوب" ويبدو فيها منطلقاً في أحاديثه من رؤية تنويرية، حيث ينتقد الخطاب الديني القديم ويطالب بتقبل آراء جديدة تتناسب مع العصر الحديث، في حين لم تتوافر أي فيديوهات تحتوي على دعوات كراهية بين الطلاب أو تحريض ضد الجيش والشرطة، في حين نفى حامد أبوطالب في تصريحات صحافية، ما نشرته وسائل إعلام عن تحويل جعفر إلى التحقيق بسبب نشره أفكار الإمام محمد عبده والكاتب طه حسين.
وقال المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، أحمد زارع، إنه تم تحويل جعفر للتحقيق وإيقافه عن العمل لحين انتهاء التحقيق، بعد شكاوى عدة من الطلاب بأنه يخرج عن الإطار المألوف للعرف الجامعي، ويتحدث في أمور لا علاقة لها بالعلم. إلى ذلك، انتقدت أستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، آمنة نصير، قرار تحويل جعفر إلى لجنة التأديب، مؤكدة لـ"الجريدة" أن أزمة جعفر هي أنه أعمل عقله في وقت تحبذ الأغلبية السير على القديم دون نقد، لافتة إلى أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد تعرض للحبس وأُحرقت كتبه لأنه استخدم عقله. بدورها، قالت رئيسة "جمعية حقوق المواطن في مصر"، الكاتبة فريدة الشوباشي، إن القرآن يدعونا إلى الجدال بالتي هي أحسن، مطالبة الأزهر بالرد على تصريحات جعفر بمنطقية إذا كان هناك رد، فالفكر يجب أن يُقابل بالفكر، مضيفة لـ"الجريدة": "الإيقاف عن العمل والتحويل إلى لجان التأديب أداء يشبه محاكم التفتيش ويكرس لتكميم الأفواه في عصر حرية الرأي والتعبير".
دوليات
الأزهر يوقف أستاذاً يُروِّج أفكاراً «تنويرية»
06-11-2016