انطلاق معركة الرقة بقيادة «قسد» ومشاركة مستشارين أميركيين

• أنقرة لن تساهم ودانفورد يزورها مهدئاً
• مقتل 6 أطفال بقصف للنظام على حضانة في حرستا

نشر في 07-11-2016
آخر تحديث 07-11-2016 | 00:05
مؤتمر صحافي لقيادة عملية «غضب الفرات» في عين عيسى بمحافظة الرقة أمس	(رويترز)
مؤتمر صحافي لقيادة عملية «غضب الفرات» في عين عيسى بمحافظة الرقة أمس (رويترز)
بالتزامن مع اشتداد الطوق على داعش في مدينة الموصل العراقية أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم، انطلقت أمس معركة تحرير مدينة الرقة السورية عاصمة «دولة الخلافة»، على مرحلتين: الأولى عزل المدينة والثانية اقتحامها.
أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، أمس، بدء معركة تحرير الرقة، التي تعتبر بمثابة عاصمة لـ «دولة الخلافة» التي اعلنها «داعش» في سورية والعراق، ما يزيد الضغوط على الجهاديين بعد دخول القوات العراقية الى معقلهم في الموصل.

وإثر الإعلان عن بدء الهجوم، اكدت واشنطن التي تقود التحالف الدولي ضد الجهاديين بدء العملية الهادفة الى «عزل» مدينة الرقة التي يسيطر عليها الجهاديون منذ مطلع عام 2014. وقال «سنسعى أولا الى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها».

وفي مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومترا شمال مدينة الرقة، قالت المتحدثة باسم الحملة التي اطلقت عليها تسمية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد «اننا في القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من اجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش».

وبدأت الحملة ميدانيا مساء أمس الأول وفق شيخ احمد مع «تشكيل غرفة عمليات» من أجل «قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال».

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا انهم يتجهون نحو الجبهة.

وقالت شيخ احمد، خلال المؤتمر الصحافي: «سننتصر في هذه المعركة المصيرية كما انتصرنا في كوباني وتل ابيض والحسكة والهول والشدادي ومنبج»، في اشارة الى المناطق التي تم طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها في السنتين الاخيرتين.

ومنذ تشكيلها في أكتوبر العام 2015، نجحت «قسد» التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهما من الاكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد تنظيم «داعش» من مناطق عدة.

ويأتي الهجوم على الرقة (شمال) بعد يومين من دخول القوات العراقية الى مدينة الموصل، آخر معاقل الجهاديين في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة اسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.

وأقر المتحدث العسكري باسم «قسد» طلال سلو لوكالة فرانس برس، أمس، بأن «المعركة لن تكون سهلة، لأن تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيسي في سورية، لادراكه ان سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سورية».

وبحسب سلو، ستجري المعركة «على مرحلتين، تهدف الاولى الى عزل مدينة الرقة عن باقي المحافظة تمهيدا لاقتحامها في المرحلة الثانية».

وتوقع ان تهاجم «قسد» الرقة من ثلاثة محاور، الأول من عين عيسى والثاني من تل ابيض (على بعد 100 كلم شمال الرقة، إضافة الى قرية مكمن الواقعة على مثلث الحدود بين محافظات الرقة ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

وأعلن أن «دفعة اولى من الاسلحة والمعدات النوعية بينها اسلحة مضادة للدروع وصلت من التحالف الدولي تمهيدا لخوض المعركة».

مستشارون أميركيون

في السياق ذاته، افاد مصدر قيادي في «قسد» عن «وصول قرابة خمسين مستشارا وخبيرا عسكريا اميركيا موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الارض وطائرات التحالف الدولي».

لكن انهاء وجود التنظيم المتطرف في الموصل والرقة ستكون مهمة طويلة ودموية. وتواجه القوات العراقية في الموصل مقاومة شرسة من الجهاديين منذ دخولها الى المدينة، الجمعة.

ويعد الوضع العسكري في سورية اكثر تعقيدا من العراق مع ضلوع اطراف سوريين ودوليين في النزاع، وخصوصا روسيا وايران، حليفي النظام في دمشق، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة التي تشن هجوما في شمال سورية ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد في الوقت نفسه.

عزل تركيا

وجددت «قسد» أمس التأكيد على عدم وجود اي دور تركي في الهجوم على الرقة. وقال سلو «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود اي دور لتركيا او للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة».

وتصنف تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ «قسد» على انها ارهابية وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض عملية تمرد منذ عقود ضد السلطات التركية. وتعتبرها واشنطن افضل قوة قتالية في سورية. وأعلنت انقرة مرارا نيتها المشاركة في عملية الرقة.

دانفورد في أنقرة

وتزامن الاعلان عن بدء معركة الرقة مع وصول رئيس أركان الجيش الاميركي جوزف دانفورد الى انقرة في زيارة غير معلنة لاجراء محادثات مع نظيره التركي، حسبما اعلن الجيش، من دون ان يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتقع الرقة على ضفة نهر الفرات وتبعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود التركية. ويعيش فيها اكثر من 240 الف نسمة بالإضافة الى اكثر من ثمانين ألف نازح وافراد من عائلات الجهاديين.

ومنذ سيطرته عليها، يتحكم التنظيم بمفاصل الحياة في المدينة، ويغذي الشعور بالرعب بين الناس من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها.

الى ذلك، قتل ستة اطفال على الاقل أمس جراء قصف لقوات النظام السوري على حضانة ومحيطها في مدينة حرستا شرق دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي مدينة دوما المجاورة التي تعد ابرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، قتل اربعة مدنيين على الاقل جراء قصف لقوات النظام على المدينة، وفق حصيلة للمرصد. وتتعرض دوما منذ حصارها من قوات النظام في عام 2013، لقصف مدفعي وجوي شبه يومي، ما تسبب بسقوط اعداد كبيرة من القتلى. ويعيش فيها حاليا اكثر من مئة الف شخص.

back to top