في تناقض «سوداوي» لا يوائم ما تعيشه الكويت في الأيام الأخيرة من افتتاح مركز جابر الأحمد الثقافي، بما يحويه من أكبر دار أوبرا في المنطقة، تستمر وزارة الإعلام في تضييقها على الحريات، عبر سيف رقابتها المتشدد الذي تجهز به، بمزاجية غريبة، على عدد من الكتب الكويتية، وتمنع تداولها في معرض الكويت الدولي الذي اقترب موعد بدء نسخته الـ41.ومما يثير الدهشة أن معظم تلك الكتب التي منعتها «الإعلام» مسموح بتداولها في معارض الكتب بباقي العواصم الخليجية من الرياض إلى أبوظبي والشارقة والمنامة، وهو ما ينم عن مزاجية ملحوظة في نهج الرقابة التي تتبعه الوزارة.
وتعقيباً على المذبحة الثقافية، أعرب عدد من أدباء الكويت ومثقفيها عن استغرابهم تلك الوصاية الفكرية، مشددين على ضرورة التخلص من التشدد الرقابي، لاسيما مع انتشار وسائل النشر الحديثة عبر «الإنترنت»، والفرصة التي تمنحها للقارئ لتصفح ما يريده، بعيداً عن أي سلطة رقابية.وأبدت الروائية أروى الوقيان دهشتها من حظر الرقابة روايتها الأولى «فلتكوني بخير» في بلدها الكويت، في حين تسمح لها باقي دول مجلس التعاون بالمشاركة في معارضها، معتبرة أن «الرقابة جبانة وتتوجس خيفة من أي كلمة، لذلك تسلك طريق المنع».وبلغة محبطة، قالت الوقيان لـ«الجريدة»: «نشعر بالأسى يدب في أعماقنا لأن بلادنا أصبحت رمزاً للرجعية، وفقدت كل سمعتها الطيبة التي كنا نتباهى بها»، رافضة أي وصاية على المبدع «لأنها بمنزلة قتل له». بدوره، اعتبر الكاتب وليد الرجيب، الذي مُنِعت روايته الأخيرة «من خلف الجدار»، أن «ما يجري أشبه بالعودة إلى العصور السابقة»، مبيناً أن نهج وزارة الإعلام «يبدد أي أمل في عودة الكويت إلى الاستنارة، إذ بات المنع هو الأصل والإجازة استثناءً».وأكد الرجيب لـ«الجريدة» أن «دور النشر المشاركة في معرض الكويت للكتاب تشعر بالقلق من جهته الرقابية، التي تعد الأكثر تشدداً في المنطقة، فضلاً عن عدم استنادها إلى أي معايير في منع الكتب»، مستهجناً «مشهد لجان التفتيش في معرض الكتاب ورجال الحسبة المقزز جداً، إذ يبحثون عن الكتب الممنوعة في أجنحة دور النشر بشكل مقرف».
أخبار الأولى
«الإعلام» تقتل الأقلام
07-11-2016