في سبيل الحصول على المقعد النيابي في انتخابات مجلس الأمة (2016) وكسب أصوات أكبر عدد من الناخبين لاسيما المترددين، يسعى المرشحون إلى استخدام كل الوسائل التي من شأنها الظفر بأصوات هؤلاء واستقطابهم ومنها المزيج الإعلامي والإعلاني المتكامل.

Ad

ويتمثل ذلك المزيج الإعلامي والإعلاني وفق ما ذكره عدد من أساتذة الإعلام في جامعة الكويت لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء في استخدام كل وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والإذاعة والتلفزيون والحديثة كالانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلان المتنوعة كاللافتات واللوحات والمطبوعات والصور إضافة إلى التواصل الشخصي والمباشر مع الناخبين.

العلم

من جهته، قال استاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور محمود الهاشمي أن الحملات الانتخابية أصبحت تستخدم العلم لتحقيق الأهداف المرجوة منها، مضيفاً أن كثيراً من المرشحين يلجؤون إلى الشركات الاستشارية أو شركات الدعاية والإعلان لوضع خطة علاقات عامة تستخدم مزيجاً من وسائل الإعلام والإعلان لإيصال البرامج الانتخابية إلى المرشحين.

وأضاف أنه من خلال ذلك المزيج الذي يستخدم وسائل الإعلام التقليدية والحديثة يتعرف الناخبون على فكر المرشح وشخصيته وآرائه وتوجهاته وسيرته الذاتية وهو ما قد يدفع الناخبين إلى التصويت للمرشح أو الاعراض عنه، مبيناً أن معظم الناخبين صاروا يميزون بين البرامج الانتخابية المتميزة والجادة وتلك التي لا تملك كثيراً من المصداقية والشفافية.

وأفاد الهاشمي بأن الدراسات أثبتت أن الإعلانات المدروسة والمتنوعة تؤدي دوراً كبيراً في توجيه الناخب إلى التصويت إلى مرشح معين، داعياً إلى أن تكون الإعلانات منضبطة وفق الشروط القانونية وإلى أن تكون الشعارات الانتخابية واقعية وعاطفية أيضاً لأنها تؤثر في الجانب العاطفي والسلوكي للناخبين بسبب اختلاف وتنوع الفئات والأعمار والثقافة.

وأشار إلى أهمية استخدام المرشحين وسائل التواصل المناسبة مع الناخبين من خلال الندوات والديوانيات إضافة إلى استخدام الصور الإعلانية المناسبة من حيث الجمالية والجاذبية والألوان والخلفيات، داعياً المرشحين إلى الاهتمام بايصال رسائلهم الإعلامية إلى جميع فئات المجتمع باعتبار المرشح يمثل الأمة بكاملها.

الجانب الحركي

من جانبه، قال استاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور فواز العجمي أن أهم الأمور التي تتم في عملية الاتصال هي عملية التأثير التي تتم من خلال ثلاثة أشكال، مبيناً أن أولها العاطفي المتمثل في الأمور الخاصة بالمشاعر والثاني المعرفي الذي يعني اسهام عملية التواصل في تعزيز المعلومات فيما يتمثل الشكل الثالث في الجانب الحركي الذي يُشير إلى حركات يؤديها شخص ما ويريد ايصال رسائل معينة عبرها إلى الشخص المتلقي.

وأوضح أن معظم التاثير في الانتخابات الكويتية يتم من خلال الجانب الحركي لأن المرشحين لا يملكون الوقت لتعزيز معلومات المرشحين أو كسب تعاطفهم بل يحتاجون إلى شخص يحسم بسرعة تصويته لهم وهو ما يستدعي منهم القيام بالتواصل الشخصي والمباشر مع الناخبين والمشاركة في برامج إعلامية فضلاً عن الجانب الإعلاني المتمثل في وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والحديثة المتمثلة في شبكات التواصل الاجتماعي.

وأضاف العجمي أن شبكات التواصل الاجتماعي سهلت عملية التواصل وتبادل المعلومات فضلاً عن اسهامها في جذب المرشحين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد من خلال تأثرهم بما يطرحه المرشح من آراء في تلك الشبكات وما يعرضه من لقاءات فيديوية أو لقطات مؤثرة من لقاءاته من الناخبين أو ما يتداوله المعلقون على شبكات التواصل من مديح للمرشح وتأييد لأفكاره.

وذكر أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة أساسية يعتمد عليها المرشح للوصول إلى الناخب، مبيناً أن المرشح كان يعتمد في السابق على الإعلانات في وسائل الإعلام التقليدية كالصحف فيما اختلف الأمر حالياً بظهور تلك الشبكات ذات الامتداد الكبير والانتشار الهائل.

التواصل الشخصي

بدوره، قال استاذ الإعلام في جامعة الكويت الدكتور خالد القحص أن الحملة الإعلامية المثالية للمرشح يجب أن تستخدم جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلان الخارجية والداخلية للوصول إلى شريحة الناخبين المستهدفة.

وأضاف أن بعض المرشحين لا يملكون الملاءة المالية الكافية لاستخدام جميع تلك الوسائل، مبيناً أن عدم امتلاك تلك الملاءة لا يعني توقفه أو ربما فشله في الفوز بل عليه التركيز على الوسائل المناسبة للوصول إلى ناخبيه من خلال قراءة مجتمعه قراءة دقيقة لأن المجتمع الكويتي صغير والوسائل المؤثرة فيه تكاد تكون معروفة وواضحة.

وشدد القحص على أهمية التواصل الشخصي للمرشح مع ناخبيه المتمثل في زيارته للديوانيات واستقباله لهم في ديوانيته واحتكاكه المباشر بالناخبين وتأثير ذلك في فوز الناخبين لأن التواصل الشخصي وإن كان لا يعتبر تواصلاً إعلامياً بالمعنى العلمي الدقيق للإعلام مهم جداً في المجتمع الكويتي.

وأشار إلى أهمية معرفة المرشح ولجنته الإعلامية للشريحة المستهدفة من كل رسالة يريد توصيلها عبر أي وسيلة إعلامية أو إعلانية مدللاً على ذلك بأن الوسائل التي يتابعها الشباب تختلف عن تلك التي يعنى بها كبار السن أو النساء.