أكد مدير مجموعة الأبحاث والتكنولوجيا في شركة نفط الكويت جمال الحمود أن مركز الحقول الذكية بالكويت (KWIDF) «أضاف قيمة تجارية عالية، إضافة إلى كونه مشروعاً مبتكراً»، مشيرا إلى ان مشروع حقول الصابرية الرقمي المتكامل عاد بفوائد إنتاجية كبيرة للحقول التابعة للمشروع بمعدل زيادة أكثر من 5 في المئة.

وأضاف الحمود، في حوار لـ«الجريدة»، أن المنطقة التجريبية لحقول الغاز وفرت أكثر من 100 مليون دولار عن طريق الحد من إغلاق الآبار وحرق الغاز فقط في الفترة التجريبية للمشروع، (كما تم تقديمها عن طريق فريق العمليات في الورشة المخصصة لأفضل الممارسات النفطية).

Ad

وأشار إلى أن هناك قيمة كبيرة ستضاف بسبب تحسين معامل استخلاص المكامن النفطية التي لا يمكن قياسها كميا في هذه المرحلة.

وذكر أنه تم تنفيذ ثلاثة مشاريع كمرحلة أولى في الأقسام المختصة بمنطقة شمال الكويت لنحو 130 بئرا، وفي جنوب شرق الكويت لنحو 60 بئراً، وحقول الغاز لنحو 60 بئرا، بالتعاون مع شركات عالمية للاستفادة من خبراتها وتعظيم العائد على المشروع وإدخال التكنولوجيا المتقدمة لخدمة هذا المشروع.

وأكد أن الفرق المعنية تتوسع الآن في استخدام هذه التكنولوجيا، بعد أن تم إثبات فعاليتها وتحقيق القيمة القصوى منها، وتهدف شركة نفط الكويت للتحول إلى منظمة ذكية تستطيع اتخاذ قرارات استراتيجية بمساعدة المعلومات والبيانات الفنية بنفس اللحظة، عن طريق توسيع ونشر هذه التكنولوجيا لجميع الفرق الفنية ودمجها على مستوى الشركة.

وفيما يتعلق بكيفية تحقيق هذه الرؤية المستقبلية قال الحمود: «إننا نحتاج الى التركيز على عوامل متعددة، مثل خلق إطار عمل تنظيمي، وإعادة تحديد بعض العمليات المهنية وخلق بيئة متكاملة تهدف للتعاون وتقديم الانتاج الأمثل بمراكز الحقول الذكية والمحافظة على صحة المكامن وقدراتها والأهم من ذلك تدريب الكوادر الوطنية لدى الشركة والتي من دونها لا يمكن أن تكون ناجحة».

وأشار إلى أن «مراكزنا تعد من أكثر المراكز الذكية بالعالم حيث تتميز بالتكامل بين معلومات الآبار والمنشآت السطحية وإدارة المكامن تحت السطحية. كما أن المعدات المتقدمة والبرمجيات الحاسوبية القادرة على إظهار المعلومات فعالة للتعامل معها، إضافة إلى قدرة المركز على تحليل المعلومات الذكية بإعطاء بدائل للقرارات، إذ يستطيع العامل تبنيها لإدارة الحقل».

شهرة عالمية

وقال الحمود إن مشروع الحقول الذكية حقق شهرة عالمية ومنح لقب «أفضل مشروع مبتكر» و«أفضل مشروع في قطاع النفط والغاز» في مؤتمر أدبيك أبو ظبي.

وقد تم نشر أكثر من 20 بحثا علميا في كثير من المؤتمرات العلمية في جميع انحاء العالم، وقد تمت زيارة شركة نفط الكويت من قبل عدة شركات رائدة في المجال للاستفادة من تجربة الشركة في تطبيق هذه التكنولوجيا، حيث إن تطبيق هذه التكنولوجيا على مستوى كامل سيحقق مستقبلاً مشرقاً لدولة الكويت وشركة نفط الكويت.

وأضاف أن اقتصاد دولة الكويت يعتمد على إنتاج البترول بشكل كبير حيث تلعب الشركة دورا رئيسيا في الانتاج، كما تساهم في انماء كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وقد خططت الشركة لزيادة الانتاج إلى 4 ملايين من النفط يوميا بحلول عام 2030 لتلبية احتياجات الطاقة في العالم ودعم الاقتصاد الكويتي، مشيرا إلى ان التكنولوجيا تلعب دورا أساسيا في تحقيق أهم أهداف الشركة، حيث تعتبر المشاريع الكبرى هي إحدى أبرز سمات الشركات الكبيرة، وهو ما ينطبق على شركة نفط الكويت التي خططت وأنشأت ونفذت طوال تاريخها ولا تزال.

وأوضح أن مركز الكويت للحقول الذكية المتكاملة هو واحد من المبادرات التقنية الاستراتيجية الضخمة التي تم تنفيذها عن طريق إدارة الأبحاث والتكنولوجيا بالتعاون مع الفرق المعنية. وقد تم تطبيق أحدث التقنيات في هذه التكنولوجيا في ثلاث من الفرق السباقة في الشركة.

وقال إن هذا المركز يهدف إلى خلق بيئة تصنع التكامل بالعمل والذي يعزز تعاضد جميع العاملين بهدف تقديم الانتاج النفطي الأمثل عن طريق إدارة مباشرة لمعلومات الحقل والموازنة بين قدرة الإنتاج وصحة المكامن وقدراتها.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المراكز الذكية بالعالم لكن مركز الشركة يمتاز بذكاء أكثر ويصنع تكاملا بين المعلومات السطحية وتحت السطحية، ويحلل ويأتي بالحلول والقرارات التي تساند العاملين بإدارة المكامن، للوصول للنتائج المثلى.

المعلومات في وقت قياسي

وقال الحمود ان هذه التكنولوجيا مكنت المهندسين والاداريين بالشركة من الحصول على كل المعلومات والبيانات الفنية اللازمة في نفس اللحظة وبوقت قياسي مباشرة من الآبار والخزانات الموزعة في الكويت، حيث يتم تجميعها في موقع مركزي، ومن ثم معالجتها وتحويلها من خلال هذه التكنولوجيا المتطورة التي وضعت خصيصا لتلبية احتياجات شركة نفط الكويت، حيث يتم تحليل هذه البيانات على أساس يومي لضمان أن جميع الفرق المعنية تنتج على المستوى الأمثل كما أن لها القدرة على تحديد المشاكل في وقت مبكر واتخاذ قرارات سريعة لتجنب أي ضرر ممكن مع أقصى درجات الحرص على الصحة والسلامة والأمن والبيئة.

وأكد الحمود أن «هذا المشروع الاستراتيجي هو أحد مشاريع شركة نفط الكويت، ونحن مجموعة البحوث والتكنولوجيا نسعى لتسخير كل ما هو ذو قيمة بالتكنولوجيا لتطوير إنتاجنا وتعظيم المخزون النفطي لدولتنا الحبيبة».

٤ مراحل لنقل المعلومات من المصدر إلى القرار

-1 تهيئة الآبار ونقاط بث المعلومات بالأجهزة والأدوات التي تأتي بالمعلومة الى المركز بالزمن الآني وبالتوقيت المباشر.

-2 تهيئة مركز الحقل الذكي بالتكنولوجيا والمعدات المتقدمة والبرمجيات الحاسوبية القادرة على إظهار المعلومات بهيئة فعالة للتعامل معها.

-3 تحليل المعلومات الذكي الذي ينتهي بإعطاء بدائل للقرارات التي يستطيع العامل تبنيها لإدارة الحقل.

-4 التكامل بين معلومات الآبار والمنشآت السطحية وإدارة المكامن تحت السطحية.