ارتبطت عبارة "تكفووون" بالاستجداء السياسي لكسب أصوات الناخبين بطريقة هستيرية من خلال طلب النجدة باسم القبيلة أو عبر طلب الاستغاثة بأسماء ورموز، وانتشرت هذه الظاهرة مؤخراً بعدما أثبتت نجاحها لبعض المرشحين، ولكنها قوبلت باستياء عام وصل حد الاستهزاء والتندر كفعل مستهجن ولا يمتّ إلى مبادئ الديمقراطية أو التفضيل بين المتنافسين وفق معايير الكفاءة، ومفهوم التمثيل البرلماني باعتبار النائب يمثل الأمة بكل تنوعها الإثني والاجتماعي والسياسي.

من المؤسف حقاً أن تنزلق الممارسة الديمقراطية إلى هذا المستوى، مع كل الاحترام والتقدير لكل فئات المجتمع الكويتي وفي مقدمتها القبائل الكريمة التي لا نشك إطلاقاً برفض أبنائها، وخصوصاً الشباب لمثل هذا السلوك المستفز للآخرين، لكنها التنشئة السياسية العقيمة للحكومات المتعاقبة للإبقاء على حالة التشرذم بين شرائح المجتمع، بل تذكيتها وتفصيل النظام الانتخابي لاستمرار هذا التفكك الكويتي لبقاء وتوّسع هذا النوع من الدعاية الانتخابية والتسويق السياسي لها.

Ad

لكن كلمة "تكفووون" ليست حكراً على بعض مرشحي القبائل، وإن ارتبطت بهم، فهي تمارس وتستغل من معظم الشرائح المجتمعية ومحاولات بعض مرشحيها لاستمالتهم عبر صور مختلفة من الاستجداء السياسي وإن اختلفت في مضامينها، فالتصنّع الهستيري في ترديد بعض العبارات الدينية بأعلى الصوت لا يقل عن "تكفووون" ولكن بطريقة أخرى لها هدف كسب الأصوات نفسه.

أيضاً تنمّر بعض نواب مجلس 2013 المنحل فجأة، والبدء بنقد الحكومة في وسائل الإعلام بطريقة لاذعة بعدما كانوا كالحمل الوديع، ويشيدون بالحكومة بالطول والعرض خلال ثلاث سنوات، وبصموا بالعشرة على كل قراراتها وقوانينها، هو بالضبط ترديد لعبارة "تكفووون" ولكن عبر اللف والدوران، فالهدف هو استجداء الأصوات الانتخابية دون وجه حق.

الكذب كذلك صورة مكررة لصياح "تكفووون" عند البعض الآخر من المرشحين، وخصوصاً من كانوا يطبلون لقرار رفع سعر البنزين ويعتبرونه إنجازاً للمجلس، ومن أشكال التعاون الرائع مع الحكومة، واليوم يتبرؤون من هذه "الفشيله" بل يصرخون كجماعة "تكفووون" بأنهم ضد هذه الزيادة الجائرة ولم يقبلوا بها أبداً، فالهدف أيضاً التوسّل بالصوت الانتخابي.

طلب بعض المرشحين الذين استشعروا اهتزاز فرصهم وتراجع شعبيتهم الاستنجاد بمرشحين آخرين لسحب ترشيحهم ونقل ناخبيهم إليهم، أو نقل قيد أقربائهم وعشيرتهم إلى دوائرهم هو أيضاً "تكفووون" أخرى هدفها الوصول إلى قبة البرلمان بأي وسيلة ممكنة، ولتذهب المبادئ والقيم إلى الجحيم.

الشعارات الطائفية والاستنجاد بالقبيلة أو العائلة وشراء الذمم إذاً كلها ترجمة لكلمة "تكفووون" نجحوني، وإن تغيرت في شكلها وطرق التعبير عنها، لكن "تكفووون" الحقيقية وطلب النجدة بإخلاص وبأسلوب النخوة والفزعة يجب أن يوجه للشعب الكويتي بعموم أبنائه وبناته للتصويت من أجل بلدهم ومستقبل أجيالهم الذي بات مهدداً وبشكل خطير!!