تمكنت قوات البيشمركة الكردية، أمس، من السيطرة بالكامل على ناحية بعشيقة شمال الموصل أمس، وطرد تنظيم "داعش" منها، بينما وصلت قوات الجيش العراقي إلى مسافة 4 كيلومترات جنوب مطار الموصل، حيث من المتوقع أن تبدأ معركة السيطرة عليه سريعا.جاء ذلك بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على حمام العليل آخر البلدات التي تفصلها عن المدخل الجنوبي لمدينة الموصل.
وتقع حمام العليل على الضفة الغربية من نهر دجلة، على بعد نحو 15 كيلومترا إلى جنوب شرق الأطراف الجنوبية للموصل.وتمهد استعادة السيطرة على حمام العليل الطريق أمام القوات العراقية لمواصلة التقدم شمالا، والدخول إلى الأحياء الجنوبية للموصل.وفي الأحياء الشرقية، تخوض قوات مكافحة الإرهاب مواجهات لليوم الرابع. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي إن "قواتنا مستمرة في تطهير الأحياء، واليوم (أمس) توجهنا إلى حيي الزهراء والتحرير، ولدينا خطط لاحقة".وأكد المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان أن القوات تسيطر على "سبعة أحياء، يتم تأمينها بالكامل الآن وتنظيفها من جيوب الإرهابيين الموجودة داخل البيوت".وعلى المحور الغربي، واصلت فصائل الحشد الشعبي الشيعية القتال بهدف قطع الطرق إلى بلدة تلعفر التي يسيطر عليها المتشددون، والتي تعد ممرا الى سورية، بينما جال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني على هذا المحور، متفقدا الميليشيات الموالية لطهران. وبينما كشفت التقارير عن العثور على مقبر جماعية شرق الموصل، قال عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار إن "القوات العراقية وأثناء قيامها بعمليات التمشيط لإزالة المتفجرات وتأمين المناطق عثرت على واحد من أكبر سجون تنظيم داعش تحت الأرض في ناحية الشورة جنوبي نينوى"، مبينا أن "السجن يحتوي على أكثر من 1000 معتقل بينهم المئات من ضباط ومنتسبي الجيش العراقي والشرطة السابقين الذين اعتقلهم التنظيم الإرهابي، حيث تم تحرير المعتقلين ونقلهم إلى مواقع آمنة".في السياق، قال مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، إن "ماكينة داعش الإعلامية في الموصل أعلنت مقتل المدعو شحاتة المصري، أحد أبرز صناع أفلام التنظيم الدعائية بقصف جوي على طريق رئيسي قرب قضاء البعاج غرب الموصل مع اثنين من معاونيه".وقال مصدر محلي آخر في المحافظة، أمس، إن "الإصدارات الدعائية للتنظيم، والتي تضم مجلة بالإضافة الى منشورات أخرى بعضها أسبوعي والبعض الآخر شهري توقف إصدارها في الموصل بشكل تام".
طهران واربيل
في غضون ذلك، وجه مساعد قائد "الثورة" الايرانية والمستشار في الشؤون الدفاعية، يحيى رحيم صفوي، أمس الأول، تهديدات مبطنة لإقليم كردستان. وقال صفوي، إن "رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يسمح للقنصلية السعودية بتسليح أعداء الثورة، ونحذر من مغبة هذه النشاطات"، مضيفا "على جماعة بارزاني أن تدرك جيدا أنها مدينة لإيران".وتابع أن "حزب (الرئيس العراقي السابق جلال) طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) تربطه أواصر جيدة مع ايران، إلا أن حزب بارزاني (الحزب الديمقراطي الكردستاني) ليس كذلك".وبشأن العلاقات بين أربيل وبغداد، أعرب صفوي "عن قلقه حيال إيجاد هوة بين منطقة كردستان مع الحكومة المركزية في العراق بسبب إبرامها اتفاقات مع الصهاينة"، مهددا بـ "قطع المساعدات الإيرانية".علاوي
في سياق آخر، بحث نائب رئيس الجمهورية، زعيم ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، مع السفير السوري لدى العراق، سطام الدندح، العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر مستجدات الأوضاع فيهما.وأفاد المكتب الاعلامي لعلاوي، في بيان، بأن الأخير أشار الى "التداخل بين الأزمتين العراقية والسورية ومع سائر أزمات المنطقة، ما يجعل البحث عن حلول منفردة أمرا معقدا"، مشددا على ضرورة اعتماد خريطة طريق واضحة ببعديها السياسي والعسكري قبل وبعد تحرير المناطق المغتصبة من قبضة داعش الارهابي، وخاصة في الموصل والحسكة".وأكد البيان أن علاوي أعرب عن "استعداده التام لتوظيف علاقاته العربية والدولية في المساعدة بخروج سورية من أزمتها الحالية ودعم الحل السياسي الذي يؤدي الى تلبية مطالب الشعب واستقرار سورية والمنطقة، كما تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات وإدامة التشاور".المالكي: لا أتقاضى راتباً
بعد الجدل الذي ثار بشأن رواتب نواب رئيس الجمهورية، إثر قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية إلغاء مناصب نواب الرئيس، أكد مكتب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي أن الأخير لا يتسلم راتبا أو مكافأة من الرئاسة.وقال مكتب المالكي، الذي يرأس ائتلاف "دولة القانون" إن رئيس الوزراء السابق "متقاعد ولا يتسلم راتبا أو مكافأة من رئاسة الجمهورية، ولم تخصص له لا سابقا عندما كان في المنصب ولا الآن أي تخصيصات تتعلق بشراء سيارات أو قطع أثاث، أو رصد مبالغ صيانة، أو فتح مكاتب جديدة، ولا نفقات ومخصصات سفر ولا زيادة في الحماية".وأضاف أن المالكي "يؤكد أن عودته وقبوله بمهام منصب نائب رئيس الجمهورية وترحيبه بالقرار كان يهدف إلى العمل مع رئيس الجمهورية في تفعيل مهام الرئاسة والملفات الموكلة إليها بموجب الدستور".فشل صلاة موحدة في الشورة
كان من المفترض، أن يقيم المؤمنون من الشيعة والسنة صلاة مشتركة يوم الجمعة الماضي في بلدة الشورة، المعقل السابق للجهاديين جنوب الموصل، لكن فشل المشروع يظهر صعوبة المصالحة بين الطوائف في العراق.وكانت الشورة التي تبعد 35 كيلومتراً عن الموصل، في الماضي معقلاً للتمرد بقيادة تنظيم القاعدة ضد الأميركيين في العراق، وأخيراً لتنظيم "داعش" ضد السلطة المركزية العراقية. لكن القوات العراقية استعادت السيطرة عليها بعد نحو أسبوعين من بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة الموصل.وأصبحت الشورة الآن مدينة أشباح، بعدما كانت تأوي قبل الهجوم آلاف المنازل، فلا يكسر الصمت هناك إلا هدير مدرعات الشرطة التي تتمركز في محيط مسجد الأبرار.ويشرح الفريق أول شعلان علي، الذي يقود وحدة من الشرطة العراقية "جئنا إلى هنا لحضور صلاة موحدة تجمع بين السنة والشيعة، جنباً إلى جنب، بحماية الشرطة، هي المرة الأولى التي تقام فيها الصلاة منذ استعادة البلدة".لكن في نهاية المطاف، ألغي المشروع لتعذر إحضار مسؤول ديني سني كبير في الوقت المحدد.ولا شك أن القضية الرئيسية بعد استعادة الموصل، ستكون المصالحة بين السنة والشيعة في العراق.