عون يستقبل موفد الأسد وباسيل يتقرب من الرياض

• الحريري: الخليج المدى الحيوي للبنان
• القناعي: دولنا قاطبة إلى جانب بيروت

نشر في 08-11-2016
آخر تحديث 08-11-2016 | 00:02
No Image Caption
بدأ العهد الجديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون "يسير" بين ألغام الأزمات الإقليمية، التي انقسم حولها اللبنانيون في السنوات الماضية. ويبدو أن فريق عمل عون الرئاسي، وأبرز أعضائه رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، يمسك "المسطرة من النصف" لـ"دوزنة" مواقف الرئاسة الأولى، وعدم تظهيرها كطرف يميل إلى أي من "الحلفاء الأصليين"، أي "حزب الله" أو "الحلفاء الجدد أي "القوات اللبنانية" و"تيار "المستقبل".

وتجلت تلك "الدوزنة" أمس، مع تلقى عون رسالة تهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية من نظيره السوري بشار الأسد، نقلها إليه وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، مقابل تأكيد باسيل "رغبة لبنان في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع السعودية".

وقالت مصادر متابعة إن "باسيل أطلق المواقف الإيجابية تجاه الرياض توازياً مع زيارة موفد الأسد لخلق توازن سياسي يمنع الصائدين في الماء العكر من أي استثمار سياسي لزيارة عزام".

عزام

وشدد عزام عقب لقاء عون، على "عمق العلاقات السورية اللبنانية التي تربط بين الشعبين وعمق العلاقات الأخوية، التي تربط سيادته مع سيادة الرئيس بشار الأسد".

وعن العلاقات بين لبنان وسورية، اعتبر عزام أنه "لم تكن هناك صفحة قديمة كي تكون هنالك صفحة جديدة، هي صفحة مستمرة في علاقات متواصلة ومتوازنة، والعنوان الرئيس لها هو المصلحة المشتركة للبلدين والأمن والاستقرار، وطالما لدينا عدو واحد هو إسرائيل والإرهاب، فنحن مشتركون تماماً في تحديد هذا العدو وهذا هو المطلب النهائي لاستقرار بلدينا".

وعن تهنئة الرئيس المكلف سعد الحريري قال عزام: "عندما يتم تشكيل الحكومة اللبنانية، سيكون كل شيء في حينه".

في موازاة ذلك، أكد الوزير باسيل في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" نشر أمس، أن "نظرة الرئيس عون إلى العالم العربي أكثر من إيجابية"، معتبرًا أن "عون يرى أنه لا يمكن أن يكون لبنان من دون وجهه العربي، وانتمائه العربي ومحيطه العربي، وعلاقاته الطبية مع الدول العربية".

وفي إشارة إلى الاستياء الخليجي من الموقف اللبناني في جامعة الدول العربية بعد الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، رأى باسيل أنه "لا يمكن أن نبني على شيء خطأ حصل بالماضي"، مشدداً على أن لبنان بحكومته ووزير خارجيته لم يخرجوا عن ميثاق جامعة الدول العربية، ولم يخرجوا عن سياسة الابتعاد عن المحاور.

وأكد باسيل رغبة لبنان في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع السعودية، قائلاً: "المملكة العربية بلد صديق مرحّب بها وبأهلها، ونود أن نبني أفضل العلاقات معها، ونعود إلى الوضع الطبيعي الذي فيه الخير بين لبنان والمملكة والمستقبل واعد ومشرق بهذا المجال".

في غضون ذلك، وصل أمس، إلى بيروت وزير الخارجية الإيرانية السيد محمد جواد ظريف لتهنئة الدولة اللبنانية بانتخابها رئيساً للجمهورية.

الحريري

إلى ذلك، اعتبر الحريري أن "تولي الرئيس عون سدة رئاسة الجمهورية، والحكومة العتيدة الجاري تشكيلها، يمثلان فرصة لإعادة الزخم والحرارة لعلاقات لبنان بأشقائه في دول مجلس التعاون الخليجي".

وقال الحريري، خلال استقباله سفراء دول مجلس التعاون الخليجي أمس، إن "دول مجلس التعاون الخليجي تشكل المدى الحيوي الاقتصادي للبنان لما توفره من فرص عمل للبنانيين وأسواق لصادراتهم ومصادر للاستثمارات المباشرة في لبنان وروافد أساسية للسياحة فيه، إضافة إلى أن الحكومات الخليجية وصناديقها التنموية المصدر الأول تاريخياً للمساعدات والتمويلات الميسرة لمشاريع إعادة الأعمار والتنمية في لبنان".

وختم الحريري: "إن لبنان، الذي يتطلع إلى مساعدة المجتمع الدولي عموماً على مواجهة أعباء النزوح السوري وإعادة إطلاق عجلة التنمية في اقتصاده، يعلم أن المحرك الأول لهذه المساعدات كان وسيبقى مجلس التعاون الخليجي ودوله وحكوماته وقياداته، ورهاني شخصياً هو أن سحب الصيف التي عبرت سابقاً، قد ولت إلى غير رجعة في العلاقات الأخوية بيننا والقائمة على الاحترام الكامل لسيادة دولنا ومصالحها ومصالح مواطنيها،... أشقاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي".

كما تحدث السفير الكويتي عبدالعال القناعي بعد اللقاء فقال: "تشرفنا بلقاء الحريري ونقلنا له تهانينا وتمنيانا لدولته بالتوفيق في تأليف الحكومة، وأكدنا وقوف دولنا قاطبة إلى جانب لبنان الشقيق في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى ازدهاره وتقدمه وأمنه واستقراره".

أضاف: "ومن خلالكم نوجه أيضاً رسالة تهنئة ودعم وتأييد إلى فخامة الرئيس ميشال عون متمنين بأن يتمكن في أقرب وقت من تشكيل حكومته والسير بهذا البلد إلى ما يتمناه كل مواطن لبناني شريف وهو الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي".

جعجع يردّ على برّي: من الحُبّ ما قتل

ردّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على ما ورد على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري في صحف أمس، حول مطالب «القوات» في الحكومة المنوي تشكيلها، فقال عبر حسابه على «تويتر»: «صديقي الرئيس نبيه بري، أثمّنُ عالياً اهتمامك الدائم بنا في هذه الأيام وعدم إغفالك لنا بمناسبة أو بدون مناسبة ولكن... من الحُبّ ما قتل!».

كما غرد جعجع بعد استقباله عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان في معراب موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر «تويتر»، قائلا: «أقصى اهتمامي في الوقت الحاضر هو نجاح العهد الجديد. سأعمل كل ما في وسعي لتحقيق ذلك».

back to top