وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بيروت، أمس، لتقديم التهنئة بانتخاب الرئيس ميشال عون، الحليف المسيحي لـ «حزب الله» المدعوم من طهران. والتقى ظريف عون فور وصوله إلى العاصمة اللبنانية، وسيلتقي رئيس الحكومة المكلف، زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، الحليف القوي للسعودية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة «أمل» الشيعية، وأيضاً الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومسؤولين آخرين.
وكشفت مصادر في الخارجية الإيرانية لـ«الجريدة» أن مهمة ظريف في لبنان ستشمل تضميد جروح البيت الشيعي اللبناني، وتحدثت عن خلافات أكبر مما هو معلن بين حزب الله وحركة أمل، مضيفة أن تكليف بري بالتفاوض بشأن تأليف حكومة جديدة من جانب حزب الله جاء بتوجيهات من إيران.ولفتت المصادر إلى أن طهران أجرت اتصالات مكثفة مع بري من خلال سفيرها في طهران، وأوضحت له ظروف التوصل إلى تسوية بينها وبين واشنطن ودول أوروبية، لانتخاب عون وتعيين الحريري رئيساً للوزراء، وبررت عدم إبلاغه بأنها لم تكن تتوقع نجاح هذه المساعي. وأشارت إلى أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لعبت دوراً رئيسياً في إنقاذ التسوية، خلال زيارتيها الأخيرتين إلى الرياض وطهران.
وكشفت المصادر أن ظريف يحمل في أجندته عرضاً إيرانياً قديماً لتسليح وتدريب الجيش اللبناني، ولكن الأهم من ذلك هو عرض بأن يلعب لبنان دور الوسيط المالي لإيران بعد الاتفاق النووي، إذ إن هذا الدور اليوم محصور بتركيا وبدرجة أقل دبي.