كلينتون وترامب يختتمان حملاتهم الانتخابية وسط أنصارهم

نشر في 08-11-2016 | 12:52
آخر تحديث 08-11-2016 | 12:52
No Image Caption
قبل ساعات على فتح مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية، اختتمت هيلاري كلينتون 18 شهراً من الحملة بسهرة حافلة شارك فيها باراك اوباما أمام حشد قياسي في فيلادلفيا تلاها حفل صاخب مع ليدي غاغا.

وقد تجمع نحو أربعين ألف شخص في الهواء الطلق مساء الأثنين في مدينة فيلادلفيا التاريخية بينما توالى على المسرح الرئيس المنتهية ولايته والسيدة الأولى بالإضافة إلى بيل وتشلسي كلينتون، كما حضر أيضاً المغنيان «الزعيم» بروس سبرينغستين وجون بون جوفي.

وصرحت كلينتون «غداً موعدنا مع الحقيقة»، وحثت الناخبين الديموقراطيين إلى التوجه إلى التصويت بكثافة «لا يريد أي منّا أن يستيقظ وهو يشعر بالندم لأنه لم يبذل جهوداً أكبر».

وكانت المرة الأولى التي تلقي فيها المرشحة الديموقراطية (69 عاماً) كلمة أمام حشد بهذا العدد اكتظ في مبنى «اندبيندس مول» وصولاً إلى المبنى الذي أعلن فيه الآباء المؤسسون استقلال الولايات المتحدة في العام 1776.

تحدى الحاضرون من شباب ومسنين وأطفال وبيض وسود البرد إذ لم تتجاوز الحرارة الدرجتين مئوية للاستماع إلى كلينتون التي تبدو باردة وخجولة في العلن لكنها أكثر ارتياحاً في كنائس السود في الأحياء الشمالية للمدينة نفسها التي كانت فيها الأحد.

ولا شك في أن الرئيس المنتهية ولايته و«الزعيم» ساهماً في نجاح هذا الحدث الذي شكل ختام حملة ديموقراطية لم تثر أي حماسة وشهدت محطات صعبة ومثيرة للجدل.

بعد وصلة لجون بون جوفي دعا بروس سبريغستين الناخبين إلى الوقوف «في الجانب الصحيح للتاريخ» وأشاد بالسيدة الأولى السابقة وبـ «رؤيتها الواقعية لأميركا تاخذ الجميع في الاعتبار» أياً تكن أصولهم، قبل أن يؤدي بعضاً من أغانيه الشهيرة.

هذا التأييد الواضح بدا أيضاً لدى اوباما وزوجته ميشيل، وقال الرئيس الذي يتمتع بشعبية كبيرة «كلينتون لا تتذمر بل تمضي قدماً، أنها قوية وثابتة كالأميركيين»، مضيفاً «أمامكم شخص استثنائي صوتوا له هو هيلاري كلينتون».

واستبعد اوباما منذ الآن المرشح الجمهوري دونالد ترامب معتبراً أنه ذكرى سيئة وهو ما قام به سبرينغستين أيضاً الذي ندد بافتقاد المرشح الجمهوري إلى «اللياقة».

لكن كلينتون لم تتمكن من مجاراة البلاغة اللغوية لاوباما الذي تأمل في خلافته واكتفت بالقاء الخطاب الرسمي والوطني الذي اعتمدته للمرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية.

ورداً على تهديد منافسها بأنه لن يعترف بنتائج الانتخابات قالت بتحد «سنبرهن له غداً أن نتائج هذه الانتخابات غير قابلة للنقاش».

وبعد مصافحة بين أفراد أسرتي كلينتون واوباما توجهت هيلاري جواً إلى رالي في كارولاينا الشمالية في التجمع الرابع والأخير في حملتها حيث كانت بانتظارها مفاجاة.

وصلت كلينتون بتاخير ساعة بعيد الواحدة بعد منتصف الليل لكنها وجدت قاعة مكتظة بانتظارها استقبلتها بتصفيق حاد بعد عرض للمغنية ليدي غاغا التي أعلنت بنبرة جدية أن كلينتون «امرأة فولاذية».

وقالت كلينتون التي بدت متفاجئة بالحماسة المفرطة للطلاب عند وصولها «سأقول بصراحة أن الأمر يستحق أن اظل واقفة على قدماي».

بعد كلمة استمرت نصف ساعة، وقفت كلينتون وعلى وجهها ابتسامة عريضة تودع هذا الحشد مع مسؤولي فريق حملتها المسرورين بنجاح السهرة إلى هذا الحد.

كانت كلينتون بدأت يومها الأثنين قرابة الساعة 10,00 في مطار وستشيستر غير البعيد عن منزلها في شاباكوا بالقرب من نيويورك، وقد وصلت كلينتون مرتاحة وهي تتحدث على الهاتف مع حفيدتها شارلوت البالغة سنتين.

وقالت لحشد الصحافيين المرافقين لها «أريد أن أكون رئيسة للجميع، الذين صوتوا من أجلي والذين صوتوا ضدي».

انتقلت بعدها إلى بيتسبرغ حيث وقف نحو أربعة آلاف شخص في الهواء الطلق في حرم جامعة بيتسبورغ وحيث قامت بمصافحة بعض الناس.

وأمام 4600 شخص بالقرب من غراند رابيدس في ميشيغن شددت كلينتون على أن «البلاد أهم من الحزب في هذه الانتخابات».

وعادت كلينتون وأسرتها إلى نيويورك حيث كان في استقبالهم أصدقاء ومؤيدون ومتعاونون في المطار.

لم يعد أمام المرشحة سوى التصويت في الصباح الباكر من الثلاثاء في احدى مدارس شاباكوا والقاء كلمة مساء الثلاثاء في نيويورك بعد إعلان نتائج الانتخابات.

ترامب

بخمس ولايات في يوم واحد وخطب أمام حشود متحمسة، اختتم دونالد ترامب الأثنين حملة انتخابية استمرت 511 يوماً وهزت الولايات المتحدة، واعداً بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار «أميركا أولاً».

ومن مزارع النخيل في فلوريدا إلى جبال نيوهامشير الخضراء، مروراً بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وانتهاء بميتشيغن، قطع المرشح الجمهوري آلاف الكيلومترات لاختتام حملة شهدت حدة فير مسبوقة في الخطابة.

ولدى مؤيديه الذين يشعرون بأن النظام نسيهم، أمل كبير، فترامب يتوجه قبل كل شيء إلى أميركا البيضاء والتقليدية التي تشعر بالقلق من العولمة.

وكان تيد نودجنت الذي كان من نجوم الروك ومن اشد المدافعين عن حيازة الأسلحة، هو من تولى إثارة حماس القاعة في آخر مهرجان في غراند رابيدس في ميشيغن مساء الأثنين، لكنه لا يقارن بالنجوم الذين أحيوا حملة كلينتون مثل بيونسيه وليدي غاغا وبروس سبرينغستين.

وقال مايكل تايسون الذي يبيع دمى تذكارية على هيئة ترامب في رالي في كارولاينا الشمالية أن «الأمور لا تسير على ما يرام منذ عشرة أعوام في الولايات المتحدة ونحتاج إلى تغيير»، وأضاف «هناك نوعان من الناس في العالم وأعتقد أنه من الذين يقومون بانجاز الأمور».

ويسود حذر أن لم يكن كرهاً عميقاً لهيلاري كلينتون بين أنصار ترامب، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة يرفعون صوراً كاريكاتيرية للمرشحة الديموقراطية، وغالباً وهي وراء قضبان سجن وفي بعض الأحيان في وسط هدف.

من الشمال إلى الجنوب يرددون «اسجنوها!» عندما يأتي مرشحهم على ذكر فضية رسائلها الإلكترونية.

وبين الحشد في مانشستر بولاية نيوهامشير، جاك كيف (18 عاماً) الذي عبر عن اعجابه بالمرشح الجمهوري البالغ من العمر 70 عاماً، قال كيف أنه «يملك طاقة مدهشة، أعتقد أنه إذا هزم فكل ما ساقوم به هو الصلاة من أجل ألا تكون كلينتون سيئة بالدرجة التي أخشاها».

ودونالد ترامب طوال حملته اتهم «هيلاري كلينتون بأنها الشخص الأكثر فساداً الذي سعى إلى أن ينتخب رئيساً للولايات المتحدة في التاريخ».

وقال «لا شئ يحدث لها، انها محمية بالكامل من نظام مزور بالكامل»، واعد «بتطهير» واشنطن من الطبقة السياسية، وهذه العبارات الشعبوية كررها في كل اجتماعاته.

وقال ترامب للصحافيين في في وقت مبكر من الثلاثاء في آخر تجمع انتخابي له «تصوروا ماذا يمكن أن ينجز بلدنا اذا بدأنا نعمل معاً كشعب واحد، له رب واحد ويحيي علماً أميركياً واحداً».

وفي خطاب الأثنين قال ترامب خلال تجمع في ساراسوتا بولاية فلوريدا أن «عقدي مع الناخب الأميركي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا، وبسرعة، من مجموعات الضغط هذه التي اعرفها جيداً»، مؤكداً أن منافسته هيلاري كلينتون «يحميها نظام فاسد بالكامل».

وتابع ترامب في اشارة إلى كلينتون «لا أفهم لماذا لا يأتي أحد إلى تجمعاتها»، مجدداً هجومه الشخصي عليها.

وبعد حملة استمرت أكثر من 18 شهراً، حاول المرشحان في الساعات الأخيرة انتزاع ما يمكن من التأييد في الولايات الأساسية التي تؤثر على نتائج الانتخابات.

وتؤكد محطات المرشح ذلك إذ أن المرشحين متعادلان في كارولاينا الشمالية وفلوريدا، وبتفاؤل أكد الأثنين أنه سيفوز بهاتين الولايتين وبالولايات الديموقراطية تقليدياً.

والسبت وحده قطع ترامب 7200 كيلومتر على الأقل ثم 4800 كلم الأحد وأخيرة هذه الرحلة الطويلة الأثنين في خمس ولايات.

وقالت الممرضة روكسان كاهيل (52 عاماً) في أحد مهرجانات ترامب أن الكثير من الناخبين لا يجرؤون على التعبير علناً عن تأييدهم له، وقالت «سيفوز في نيوهامشير وسيكون انتصاراً ساحقاً».

وتوقع ترامب أن يكون الثلاثاء «يوماً تاريخياً.. أقوى من بريكسيت بثلاث مرات»، في إشارة إلى القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي الذي شكّل هزة كبيرة.

وبدا ترامب سعيداً بحماس الحشود وكان يصفق ويشجع أنصاره، لكنه الرجل الذي لم يترشح لأي منصب من قبل أعطى الانطباع بأنه سيواجه صعوبة في مغادرة الساحة السياسية.

وقال «أشعر بسعادة كبيرة لأنني فعلت ذلك، كانت تجربة استثنائية».

لا أحد يعرف ما سيكون عليه مستقبله السياسي إذا هزم في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء كما يتوقع القسم الأكبر من استطلاعات الرأي.

back to top