نجوم يهربون من الخدمة وآخرون يتطوّعون فيها

نشر في 09-11-2016
آخر تحديث 09-11-2016 | 00:00
أعلن النجم المصري محمد رمضان نيته التقدم لأداء الخدمة العسكرية في الجيش المصري، مؤكداً أنها رغبته الحقيقية في خدمة وطنه نافياً تماماً سعيه إلى إيجاد أية وساطات لإعفائه منها أو حتى ترحيله إلى موقع آمن يؤدي من خلاله الخدمة {نظرياً}، أو بتوصيف أدق على الأوراق، مشيراً إلى رغبته في دفع ضريبة الوطن وتقدّمه للكشف الطبي فعلاً.
لاقى قرار محمد رمضان أداء الخدمة العسكرية قبولاً واستحساناً وتفاعلاً من جمهوره لحسه الوطني العالي، على عكس غيره من فنانين تهربوا منها، في إشارة إلى ما فعله تامر حسني قبل سنوات، بينما تعجّب البعض من هذا القرار، نظراً إلى تعاقدات النجم الفنية الملتزم بها في العام الُمقبل وهو سبق وأعلن عنها.

على الجانب الآخر، كان عدد من الفنانين تهربوا من الخدمة العسكرية، ما أدى إلى تعطيل وعدم إصدار تصاريح العمل إلى حين الانتهاء منها، آخرها ما حدث مع المطرب مصطفى حجاج وأزمته مع نقابة المهن الموسيقية، بعدما أصدرت قراراً بوقف تجديد تصريحه للغناء لعدم تقديمه شهادة إتمام الخدمة العسكرية، وعندما وجد أن مستقبله الغنائي في خطر قرر تسليم نفسه، وأصدر فيديو كليباً يودع فيه جمهوره قبل أن يذهب لأداء خدمته العسكرية.

أزمة

كانت أبرز أزمة في هذا المجال عندما قُبض على كل من تامر حسني وهيثم شاكر في شهر أكتوبر من عام 2006 بتهمة تزوير شهادة أداء الخدمة العسكرية، وظهرت القضية في وسائل الإعلام المصرية لتصبح قضية رأي عام، ونفذ حسني عقوبة السجن العسكري ستة أشهر، أما هيثم فكانت عقوبته عاماً كاملاً.

مصطفى قمر أيضاً ثبت تخلفه عن أداء الخدمة العسكرية آنذاك، ذلك في أعقاب دعوى قضائية قامت بها شقيقته تشكك في نسبه إلى أمها، وظهرت في إثرها أوراق تفيد بتهربه من الخدمة آنذاك.

في السياق نفسه، ثمة عدد من الفنانين لم يمثّل لهم أداء الخدمة العسكرية أزمات على المستوى الفني والجماهيري في بدايتهم، في مقدمهم عمرو دياب، وهاني شاكر، وخالد الصاوي، بالإضافة إلى الفنان الشعبي حكيم، ونشرت لهم صور تؤكد هذا الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى جانب آخر، ما زالت الذاكرة تحتفظ بعدد من النجوم بدأوا حياتهم ضمن المؤسسة العسكرية قبل أن يستقيلوا منها ويحترفوا الفن، في مقدمهم أحمد مظهر، الذي تخرج في الكلية الحربية ضابطاً في سلاح الفرسان عام 1938، وكان ضمن دفعته كل من جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وزكريا محيي الدين، والبغدادي، والشافعي، ونخبة من تنظيم {الضباط الأحرار}، كذلك شارك في حرب 48 في فلسطين، ثم جاء دوره الفني على يد زكي طليمات، أحد رواد المسرح قبل الحرب، وكان أهم أدواره {البرنس علاء} في فيلم {رد قلبي} عام 1957، ويعود الفضل في ترشيحه إلى كل من الكاتب يوسف السباعي، والمخرج عز الدين ذو الفقار اللذين بدآ مشوارهما الفني كفردين في تلك المؤسسة أيضاً.

كذلك الفنان صلاح ذو الفقار الذي بدأ حياته السينمائية من خلال دور ثانوي في فيلم {حبابة} عام 1944، ثم شارك مع شادية في فيلم {عيون سهرانة} عام 1956، ليستقيل من عمله في الشرطة عام 1957 ويتفرّغ للفن، بعدما تخرج في كلية الشرطة عام 1946.

وبلغ عدد أعمال ذو الفقار ما يقرب من 200 فيلم سينمائي أثرت الحياة الفنية، و70 مسلسلاً تلفزيونياً، بالإضافة إلى بعض الأعمال المسرحية، كذلك شارك في الإنتاج من خلال تأسيس شركة للإنتاج الفني مع أخيه عز الدين، وقدّم من خلالها أفلاماً ناجحة من بينها {بين الأطلال}، و{الرجل الثاني}.

قبله ظهر الفنان إيهاب نافع الذي تزوّج الفنانة ماجدة وكانت بدايته الفنية في أول فيلم سينمائي يجمعهما معاً بعنوان {الحقيقة العارية} عام 1963، بعدما تخرج في الكلية الجوية عام 1955 وعمل كطيار مقاتل، وطيار خاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة ثلاثة أعوام.

كذلك الفنان صلاح قابيل الذي وضع بصمته درامياً في ما يقرب من 40 مسلسلاً على رأسها {هوانم غاردن سيتي} و{الهارب}، وكان تخرج في الكلية الحربية عام 1964، وعمل ضابطاً في القوات المسلحة، وشارك في حرب اليمن، وحرب 67 ثم حرب الاستنزاف.

سيد زيان بدوره درس هندسة الطائرات ثم عمل في القوات الجوية المصرية قبل أن يبدأ مشواره الفني من خلال فرقة المسرح العسكري، وبعدها تفرّغ للفن، وقدّم أول أعماله.

الناقد محمود قاسم

حول هذه الظاهرة أفاد الناقد محمود قاسم أن الخدمة العسكرية لم تشكل أية أزمة لبعض الفنانين. تابع: {ثمة نجوم عشقوا الفن فتخلوا عن مناصبهم لأجله وأصبحوا أسماء مخلدة في تاريخ السينما المصرية}. وأكّد أن ظاهرة ترك الخدمة العسكرية والتهرب منها من بعض الفنانين تأتي استسهالاً منهم للاستمرار في مجال الشهرة، وهي دائماً ما تضع الفنان في أزمات كثيرة. وأضاف: {محمد رمضان الذي يملك شعبية كبيرة يعتبر قدوة لكثيرين اليوم، فضلاً عن أن ثمة أسباباً تجعله يتخوّف من الهروب، وهو مصير كثير من الفنانين}.

وتوقّع الناقد الفني أن دخول رمضان إلى الجيش لن يؤثر سلباً في نجوميته من خلال غيابه، نظراً إلى الشعبية الطاغية التي يملكها.

نجوم كثيرون بدأوا حياتهم ضمن المؤسسة العسكرية قبل أن يستقيلوا منها لأجل الفن
back to top