أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بيتر كوك، تنفيذ سلسلة من الضربات الجوية لدعم هجوم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على مدينة الرقة السورية «عاصمة» دولة الخلافة التي أعلنها «داعش»، موضحا أن الغارات شملت مواقع قتالية وعربات التنظيم إلى تفخيخها لصد أي هجوم.

جاء ذلك، بعدما أعلنت بريطانيا وفرنسا أنها ستشارك في منح غطاء جوي للعملية على الرقة التي تأتي بالتزامن مع عملية تحرير الموصل في العراق، أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم.

Ad

وحققت «قسد» تقدما طفيفا وتعرضت لهجمات انتحارية من قبل مقاتلي «داعش»، كما واجهت العبوات الناسفة المرزوعة في طريقها.

معركة الباب

وفي آخر أكبر معاقل «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي، واصلت فصائل المعارضة السورية المنضوية في عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا، تقدمها باتجاه مدينة الباب بسيطرتها ليل الاثنين - الثلاثاء على قرى استراتيجية شمال المدينة هي تل بطال والشيخ جراح وشبيران ومزارعها وتل جرجي، قبل أن تستعيد بلدات شدود وعبلة بعد تسلل عناصر التنظيم إليها. بدورها تقدمت «قسد» باتجاه الباب وسط تقارير أن قوات النظام تندفع أيضا باتجاه المدينة.

مشاركة الأكراد

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «الولايات المتحدة أكدت أن وحدات حماية الشعب الكردي لن تشارك في عملية تحرير الرقة وستشارك فقط في حصارها من دون أن تدخلها، ونأمل أن تلتزم بتعهدها».

واعتبر أوغلو، في مؤتمر صحافي مع وزير نظيره البوسني إيغور تسرناداك، أنه «من الخطأ أن تزود الولايات المتحدة بالسلاح هذه الوحدات»، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب «العمال» الكردستاني» المحظور، مجددا التأكيد على رغبة بلاده في ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد «داعش» من الرقة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن بلاده «لا تسعى إلى تقسيم سورية، بل تريد أن تراها دولة موحدة وذات سيادة»، وذلك في رد ضمني على مخاوف تركيا من قيام اقليم كردي مستقل شمال سورية.

حلب

الى ذلك، قدمت مصادر ميدانية سورية روايات متضاربة عن الوضع في حي 1070 شقة الواقع على طول الممر الحكومي إلى حلب الغربية، إذ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا «حزب الله اللبناني» أن قوات النظام وحلفاءها سيطروا تماما على الحي، بينما ذكر ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة «نورالدين الزنكي» أن مقاتلي المعارضة استعادوا مواقع خسروها والقتال مازال مستمراً في المنطقة.

وقبل ساعات، بدأ جيش الأسد هجوماً قوياً تزامن مع تمهيد مدفعي وصاروخي على مواقع فصائل المعارضة عبر محورين، وفق المرصد، فنجح مع ساعات الفجر الأولى في بسط سيطرته على تلتي الرخم والمؤتة جنوب حلب والمشرفتين على المشروع السكني، وبالتالي قطع طرق الإمداد عن جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقا) والحزب «الإسلامي التركستاني» والفصائل الإسلامية والمقاتلة.

الحكمة وضاحية

وبدأت قوات النظام التمهيد الناري المكثف باتجاه مدرسة الحكمة وضاحية الأسد وخان طومان في ريف حلب الجنوبي والغربي، وفق الإعلام الحربي، الذي أكد سقوط عدد محدد من القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة، إثر استهدافهم بصاروخ موجه بضاحية الأسد.

في المقابل، شنت الفصائل، صباح أمس، هجوما عنيفا على مواقع قوات النظام في حي العويجة بالقرب من مخيم حندرات شمالي حلب، واستعادت نقاطا خسرتها مساء أمس الأول قبل أن تبسط سيطرتها على كامل الحي.

ونعت وسائل إعلام إيرانية القيادي في الحرس الثوري الإيراني هادي زاهد بعد مقتله في حلب، موضحة أنه يعد من أبرز الضباط المشرفين على معارك في المدينة المقسمة، وهو أحد قادة مجموعات القوات الخاصة في الحرس.

ريف دمشق

وبعد فشل مشروع المصالحة في ريف دمشق الغربي، شنت فصائل المعارضة هجوما واسعا، مساء أمس الأول، على قوات النظام في بلد خان الشيخ وكبدتها خسائر بشرية ومادية في تل الكابوسية واستعادت خلاله المزارع التي سيطرت عليها منذ يومين وقصفوا مواقعها في «الفوج 137».

وجاء التصعيد بعد رفض المعارضة بنود اتفاق توصل إليه وفد من النظام ووجهاء المنطقة يقضي بالمصالحة وخروج عناصرها باتجاه الشمال.

وبينما نفت وزارة الدفاع الروسية شن أي غارات على منطقة الغوطة الشرقية وبلدة دوما، أفاد المرصد عن مقتل ٢٠ مدنياً بينهم ١٠ أطفال أمس، جراء غارة رجح أنها روسية استهدف مدينة خان شيخون في محافظة إدلب.

قطر والإمارات

في غضون ذلك، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أن «ما يسمى بالمجالس المحلية في أحياء حلب الشرقية، تؤجج العنف في المدينة»، مشيرة إلى أن «قطر لم تعد ممولا رئيسيا لها بعد أن كانت في البداية تفعل ذلك»، معتبرة أنه «الآن تلعب دور الممولين الرئيسيين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والإمارات والدول الاسكندنافية».

وأشارت زاخاروفا إلى أن «موقف تلك المجالس الرامي إلى وضع العوائق في سبيل تسوية الوضع، قد أدى في أغسطس الماضي إلى إفشال عملية أممية لإيصال المساعدات إلى حلب الشرقية عبر طريق الكاستيلو»، لافتة إلى أنه «من الواضح أن هذه السلطات المحلية التي عينت نفسها، بعيدة عن تمثيل سكان حلب الشرقية، الذين أصبحوا، عمليا، رهائن في أيدي المسلحين».