استكمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، جولته على المسؤولين السياسيين اللبنانيين، في اليوم الثاني لزيارته إلى لبنان، حيث وجه رسائل إيجابية باتجاه السعودية، مبتعدا عن أي خطاب استفزازي، ومتحدثا عن الأخطار المشتركة التي تعانيها دول المنطقة.

وتوجت الرسائل الايجابية لظريف بزيارته الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، زعيم تيار «المستقبل» الحليف الأول للسعودية في لبنان، الأمر الذي عكس حجم التسوية التي جاءت بالعماد ميشال عون الى سدة للرئاسة وأعادت الحريري الى رئاسة الحكومة.

Ad

وبعد اللقاء الذي جرى في دارة الحريري ببيت الوسط في بيروت، أكد ظريف «عزم إيران على التعاون والانفتاح على لبنان في المجالات كافة مع حكومة تصريف الأعمال الحالية والحكومة التي ستبصر النور قريبا»، مشيرا إلى أن «إيران منفتحة على لبنان وستدعمه».

ورأى الوزير الإيراني أن «الأخطار الأساسية التي تهددنا جميعا ولا تستثني أحدا هي عبارة عن الإرهاب الصهيوني من جهة والإرهاب التكفيري من جهة أخرى»، مشيرا إلى أن «إيران على أتم استعداد للتعاون مه الشعب اللبناني بكل أطيافه لمواجهة هذه الأخطار التي تهددنا جميعا».

ولفت ظريف إلى «إننا تحدثنا مع الحريري عن مختلف الأزمات الإقليمية، حيث شددنا على ضرورة تقارب وجهات النظر السياسية بين مختلف الجهات لإيجاد الحلول المناسبة»، متمنيا أن «يشهد لبنان كما شهد النجاح في مجال الاستحقاق الرئاسي، تشكيل حكومة جديدة لمصلحة لبنان والشعب اللبناني».

سلام ويري

وعما إذا كان انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون انتصار لإيران في لبنان، أكد ظريف أن «أي نجاح يحرزه لبنان هو نجاح لنا ولكل الشعب اللبناني، ونأمل أن يستمر نجاح الشعب في تشكيل الحكومة».

والتقى ظريف أمس رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، كما التقى مساء أمس الأول الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، حيث بحث معه شؤونا لبنانية وإقليمية.

وجاء اللقاء مع الحريري بعد أن وجه ظريف رسائل انفتاح باتجاه السعودية بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري.

هل يستقبل الحريري السفير السوري؟

قال السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، في حديث مع فضائية الميادين الموالية لطهران ودمشق، إن "عدم التحريض على سورية، سيساعد على زيارة وفد سوري" رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري.

وتمنى علي أن "تستكمل انتخابات الرئاسة التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيسا بحكومة جديدة تكون قادرة على إدارة شؤون البلاد"، مبررا إيفاد الرئيس السوري بشار الأسد بمبعوث خاص إلى بعبدا بالقول إن العلاقة بين دمشق ولبنان تفرض أن "نكون أول المهنئين للرئيس عون".

وأكد المسؤول في النظام السوري، أن لـ"الرئيس عون مكانة كبيرة في وجدان سورية، وله دعوة مفتوحة لزيارتها"، لافتا إلى أن انتخابه "باعث للتفاؤل بتفعيل العلاقة السورية مع لبنان".

وشدد الوزير الإيراني بعد لقاء بري على أن «دور بري أولا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وثانيا في الجهود الرامية الى تشكيل الحكومة انطلاقا من الإجماع اللبناني دور أساسي وجوهري وبناء، لأنه يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب، ونحن في إيران ندعم هذا التوجه».

وأعرب عن أمله بأن «تشهد المرحلة القريبة المقبلة، من خلال التفاهم والتوافق، ولادة الحكومة الجديدة وعلى صعيد المنطقة أن يتم التعاون بين كل القوى في المنطقة».

وكانت «الجريدة» حصلت على معلومات تفيد بأن ظريف سيسعى خلال زيارته الى إعادة توحيد البيت الشيعي، بعد خلافات واسعة بين طرفي الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) على خلفية التسوية الرئاسية. وكان بري غضب بسبب عدم إبلاغه بما جرى، من قبل حزب الله وبتوجيه من إيران التي لم تكن مقتنعة بأن الأمور ستمضي بهذه السرعة ومن دون عرقلة.

التأليف

في موازاة ذلك، ينهمك الوسط السياسي اللبناني بورشة تأليف الحكومة العتيدة التي يعول عليها الكثيرون في حل المشاكل الحياتية اليومية. ومن المتوقع ان يكون الرئيس الحريري رسم خطوطه الأولى ليعرضها على الرئيس عون نهاية الأسبوع الجاري، قبل أن ينقحاها معا إرضاء لكل الأفرقاء السياسيين. وفيما يكثف الحريري اتصالاته لتأمين ولادة الحكومة قبل عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وهو الأمر الذي يرغب الرئيس عون بتحقيقه أيضا، تبدو المهمة غير سهلة، وسط شهية الأطراف المفتوحة على الحصص و»الفيتوات» المتبادلة.

«تهديد سوري» لوزير خارجية لبنان
بعد المقابلة الصحافية لوزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، رئيس التيار "الوطني الحر" مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، التي تحدث فيها عن ضرورة ترك سورية للسوريين، ملمحا الى ضرورة انسحاب حزب الله من هناك، رد العضو السابق في مجلس الشعب السوري والمحلل السياسي أحمد شلاش قائلا: "عزيزي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، انسحاب حزب الله من سورية أمر أكبر من حجمك بكثير، مو إنو إذا سيادة الجنرال عمك يعني يطول لسانك! فخليك مع المطربات والتبولة والفتوش أفضل إلك وللحفاظ على الواجهة الحضارية لوجهكم الكريم، لعب الكبار ليس للصغار وإلا… أنت أدرى".